ونحن نحث معشر المغتربين بتسريع خطى توفيق الاوضاع ،دون "انتظار" دور من الحكومة او السفارة او جهاز المغتربين ، لان الامر بأيدي المغتربين على الاقل في اللحظة الراهنة .. فاذ بوفود تقبل على الرياض من كل فج عميق لملازمة رعاياها ، دون أن نلمح في الزحام سحنة سودانية .. .فقد شهدت العاصمة الرياض خلال الأيام الماضية حركة نشطة من قبل مسئولي العديد من الدول التي لها رعايا في السعودية ، اذ وصل اليها وزراء العمل ، والمغتربين من دول الهند ، بنغلاديش ، مصر ، اليمن ، الفلبين ، سيرلانكا ، الخ...كلهم أقبلوا على الرياض لمناقشة قضية واحدة لا غيرها " أوضاع رعاياهم" بالسعودية على خلفية الاجراءات التي ستنفذها السعودية عقب انتهاء مهلة الملك عبد الله بن عبد العزيز لتصحيح اوضاع العمالة الاجنبية والتي ستنتهي يوم 3 يوليو 2013م ،.. نعم هؤلاء وغيرهم التقوا بالمسولين السعوديين وصناع القرار بل جلسوا مع اصحاب الشركات والمؤسسات الكبرى واتفقوا معهم على تسهيل تصحيح اوضاع رعاياهم ، ليس فحس بل توسطت وزارة العمل للوافدين من الجالية الهندية، لتشغيل أكبر قدر ممكن من عمالتها المخالفة لدى عدد من الشركات السعودية الكبرى، بعد تصحيح أوضاعها وفق النظام.. ونحن كنا ولانزال نحث جميع السودانيين المخالفين على الاسراع بتصحيح اوضاعهم ، دون انتظار السفارة او جهاز المغتربين او وزارة تنمية الموارد ، ونزيد في القول "على الاقل في اللحظة الراهنة" كون الامر بأيدينا.. ولكن يبدو ان الامر بأيدي اخرين ايضا ويمكن ان تكون لهم بصمة في "حلحلة" كثير من العقد. وهاهو وزير شؤون المغتربين الهندي فايالار رافي يعقد اجتماعا مع نظيره السعودي المهندس عادل فقيه أسفر عن "التوسط " لدى شركة بتوظيف 1500هندي .. ومضى على ذات الطريق عدد من مسئولي دول اخرى ، واثمرت مفاوضاتهم عن توظيف رعاياهم في عدد من الشركات ، اضافة الى تسهيل الإجراءات وتقديم بعض الاعفاءات، التي لا تمس جوهر القرارات السعودية. ولاتزال العاصمة الرياض تستقبل الوفود التي تولي رعاياه اهتماما لافتا ، غير أن أي من مسئولينا السودانيين لم يصل بعد !!. . وهو أمر "مؤسف" في حين كان يتوجب على جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج ،ووزارة تنمية الموارد البشرية والعمل "اشراقة سيد محمود" "المشغولة بصراعتها الداخلية" ان تكون اول الحاضرين الى الرياض، والعمل بمهنية على الاستفادة من العلاقات الطيبة بين الخرطوموالرياض ، خاصة ان السعودية تستضيف نحو مليون نسمة من السودانيين ، وكثير من هؤلاء سيفقدون وظائفهم نتيجة تصحيح الاوضاع. . بل حتى الذين يعملون منذ سنوات طويلة وفق الانظمة واللوائح في البنوك والشركات الكبرى كأمناء صناديق ، لما اشتهروا به من نظافة اليد، سيفقدون وظائفهم بحلول الثالث من يوليو القادم ، وهو موعد سعودة هذه الوظائف وفي هذا الجانب يمكن "للوساطة" ان تفلح على الاقل في منحهم أوقاتا اضافية ، او تحويلهم على وظائف اخرى. ايضا هناك الالاف الذين ان هم عادوا الى السودان "الان" ستتضرر أسر كثيرة يقومون على اعالتها ، بل هؤلاء حملوا اعباء هي من صميم واجبات الحكومة ، كإنشاء المراكز الصحية وتشيد الابار ، وادخال الكهرباء الى قراهم البعيدة عن المركز. هناك بقية من وقت يجب ان تتحرك فيه الجهات المعنية ، لزيارة السعودية ، وعقد اللقاءات مع وزارة العمل ، والداخلية ، ليس لوقف نظام يرى البلد المضيف انه هدف استراتيجي .. ولكن لا حداث اختراق يمكن كثير من السودانيين واسرهم من تدبير اوضاعهم ، بإيجاد مخارج "امنة" كما حدث مع العمالة الهندية التي حظيت ب1500 وظيفة في شركة واحدة. " اذاً" لابد من زيارة مسئولي جهاز المغتربين ووزارة تنمية الموارد البشرية على الاقل أشعروا المغتربين بانكم ليس ببعيدين عن همومهم واهتماماتهم ، وأمل ان يكون هذا الحديث بمثابة رسالة مباشرة الى وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل اشراقة سيد محمود ،والامين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج. كرار التهامي..مع التحية. مصطفى محكر . . [email protected]