بعد تلك المعآنآة التى عآنيتها دآخل عربة الأمجآد , في ذلك النهآر الصيفى الغآئظ , الغير معلن عن درجة حرآرته , حتى لا تتوقف عجلة التنمية , وذلك بالتضحية بأغلى عوآملها وهو ( الأنسآن ) . وبعد أن أويت الى منزلى ودغدنى الهوآء البآرد , بدأت أشعر حينها بأن الحيآة بدأت تدب في أوصآلى ( أحمدك يا ألهى فقد وصلت الى مبتغآي – منزل مريح وقلب آمن مطمئن ) , كنت فى ( نصف حآلة أغمآءة ) , جرآء تلك الرحلة المشؤومة , شؤم أضطرآرنا لتكرآرها بين الفينة والأخرى . قمت باختيآر كلمة أمًّة الأمجآد لأعبر بها عن مأسآتى ومأسآة وطنى الحبيب , ولكننى عندما تمعنت في لفظها القوي ومعناها الدآل على وحدة الجمآعة الذين تربطهم روابط أجتمآعية وثقآفية ومصير مشترك وآحد , دون تشرزم أو تغييب للآخرين أو أستعلآء , وذلك كما سآقته آي الذكر الحكيم ( ان هذه أمتكم أمة وآحدة وأنا ربكم فأعبدون ) , لذلك تجدنى أستعضت عنها بكلمة أمم , لأننى لا أرى في كثير ممن يجلسون بالقرب منى في هذه العربة الضيقة - كضيق أفق سآستنا - بعض عوآمل أو آمآل مشتركة لكي تجعل منا ( أمة وآحدة) أو ( شعب وآحد ) , بل تأتيك الحقيقة يقيناً أننا أبعد ما نكون عن هذه الكلمة , بالرغم من أننا نركب ( مضطرين ) في عربة وآحدة تسمى ( أمجآد ) , ولا يتعدى عددنا الستة أفرآد دون السآئق , واذا ما تفاصلنا يمكننا أن نشكل ثلاثة أو اربعة أمم كآملة الدسم , ثم يقفز السؤآل فجأة - وكما عآدتنا نحن بعض أمم السودآن نتفآجأ بكل شئ – نتفآجأ بهطول المطر في فصل الخريف وعدم وجود منافذ لتصريف ميآه الأمطآر , ونتفآجأ بموسم المدآرس ومصآريف الدرآسة وتبعآتها من ملآبس وشنط وأحذية , نتفآجأ برمضآن بالرغم من أكثارنا من صيآم شهر شعبآن , حتى عندما نصوم رمضآن ثلآثين يوماً نتفآجأ أن ما يليه مبآشرة هو ( عيد الفطر ) ونتمنى من كل أعمآق أعمآقنا أن يمدد لنا في الصوم يوماً أو يومين لأننا لم نكن مستعدين للقآء فرحة العيد بعد , يا للهول ( حتى الافرآح لسنا مستعدون للقآئها ) , وعلى الصعيد السيآسى وللأسف الشديد يتفآجأ بعض سآستنا بخروج ثلث أرض السودآن من خآرطته الأم , جميع هذه المفآجآت والتفآجؤآت جعلت من غآلبية سكآن بلآدى ( أمم متفآجئة لا تستمتع بموآسمها من اعيآد ومنآسبآت كما الآخرين ) ... يبدو أن السؤآل الذى قفز (فجأة) الى ذهنى جعلنى أخرج ( فجأة ) عن أطآر الفكرة , اذاً فلأعود اليها , بما أننا نتعآيش في سكون ونتلآحم ( غصباً ) - التلاحم هو التصآق اللحم باللحم - خلآل تلك الدقآئق العصيبة التى نقضيها دآخل عربة الأمجآد الضيقة وفى هذآ الجو الحآر , ونتعآمل مع بعضنا البعض بكل رقة وأدب وأنسآنية وذلك لأن الوضع لا يحتمل أية مشآحنآت أو مضآيقآت فمصيرنا دآخل عربة الأمجآد هومصير وآحد , وهدفنا هو هدف وآحد , الا وهو الوصول الى حيث نبتغى , الى حيث الدعة والأمآن والرآحة فى منازلنا , والخروج من هذآ المأزق بأعجل ما تيسر , لذلك تجدنا نتبع (سيآسة التعآيش) خلال تلك الرحلة العصيبة , عليه أرجو من أمم السودآن ترشيح ستة من قيآدآت الدولة ومعارضيها وأرغآمهم على ركوب عربة الأمجآد لنصف سآعة فقط في صيف سودآننا الحبيب . أكآد أجزم أنهم سيتعآونون وسيسآرعون بكل قوآهم العقلية للخروج من هذآ المأزق التآريخى الذى أوقعونا فيه . أًمَّا ان تعاركوا وتشآكسوا فمن المؤكد أن ( السآئق ) والذى يبحث عن لقمة عيشه وقوت عيآله سيقوم (بأنزآلهم غصباً) , وبذلك لن يصلوا الى مبتغآهم , وسينقطع بهم الطريق الى غير عودة . حكمة الأمجآد ( أذا كنا مضطرون للركوب معاً , فالتعآيش السلمى أسهل وأقصرطريقة للوصول ) . أوآد شو .