أيها السودان فامضِ... لذُرىَ المجدِ مغتبط الفؤاد مهما بلغتْ بك الأحداثُ..دوماً لا تقفْ فالأحداث تمضى... وجُلَ خلق الله، كما الأحداث تمضى فهل يأتِ المجدُ .. إلا بشق الأنفس التوَاقه دوماً للمعالي وهل يتركُ الإصرارُ تحت الشمس شيئاً للمحال نعم!! من خلفك الأشواكُ تترا ومن الأمامِ وعن الشمائل واليمين ... فلا تبالي فلا تنبت الوردُ إلا من أتون الشوكِ لتنفح بالشذا... والزهر الأنيق ما أروع الخرطوم والنيلان يلتقيان عند مقرنها... يصطخبان في عجلٍ أو ينسابان في مهلِ والطير آيبة الى أعشاشها وقرص الشمس يأذن بالمغيب لتحتضن الصغار على الضفاف أو على فروع السدر والصفصاف يكلؤها الحنانْ يا نيلُ... يا نبع الحيا الرقراقُ كم عُمِرتَ؟ وكم شهدتَ حضاراتٍ تُشادُ... وكمْ تُبادُ ... وأنت .. أنتَ لم ينل منك الدهرُ حظاً ولمْ يشبْ الفؤاد أين الفراعنة الأُلى سكنوا القصورَ وعمّروا أين الهياكل والمعابد والمسلات العتيقة أين عرائس النيل... تُهدىَ إليك بكل عامٍ مرة لتفيضُ بالخير الوفير وأين رمسيس يوم طغى ْ: "أوليس لي مُلك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي" - - - - - - - - - - - - - - - - -