) رواية ... دوائر الوعى واللاوعى رواية تحكى قصة (إنسان الجزيرة ابا ) فى عهد طفولة الكاتب وعهد االانصار جانب من حياتهم انتصاراتهم ، معاركهم ، ومآلات ضربة الجزيرة ابا .. حكايات سمعنا عنها ، بوعى او دون وعى هناك حقبة تارخية هامة مرت بحياة انسان (الجزيرة ابا ) هذا الانسان الصادق فى الوعد والعهد ، بوعى احدث حراك سياسى واجتماعى واقتصادى كبير فى السودان ... ودون وعى ضرب بالطائرات والدبابات الابرياء منهم والعزل . سرد الكتاب فى رواية ( دوائر الوعى واللاوعى ) حكايات وقصص تروى فى فترة تاريخية محددة عايشها بنفسه وهو جزء من تفاصيلها لذا كان الوصف دقيق لما يدور فى هذا المجتمع . خرجت من قراءة الرواية ... بوعى بالحقائق المجردة وهذه القصص التى تروى والحكايات التى سمعتها وجدتها كما كانت فى ذلك العهد ، ونقلنى الراوى افتراضيا للعيش فى ذلك الزمان بين تداعيات الحكى والرؤى خرجت بوعى .. وهذه الشخوص التى اوجدها الراوى تمثل حجر الزاوية فى نقاشها وتحليلها للاحداث فى الجزيرة أبا ، وهذه التساؤلات المشروعة والجرئية والحوارات التى دارت ماهى الا أجابات لبعض من الاسئلة التى كانت حائرة فى اذهان الكثير من المستنيرين من ابناء الجزيرة ابا . وهذا النقل الاسطورى الفنى الرائع الذى شكل لوحة حقيقية لذلك المجتمع الجميل ، يؤكد حرفية الراوى وامكانياته الفنية فى نقل المشاهد بتقنية فنيه وسناريوهات واضحه دون حزف أو ا ضافة . ومن جانب اخر دخلت هذه الرواية وحدة المعالجة النقدية والادبية وخرجت بافادات نقدية ثرة من مختصين . منهم الاستاذ احمد عبد الكريم اذ اضاف " من خلال المشهد الروائى القائم على توليفة تراكيبية مستمدة من ثقافة المؤلف كفنان تشكيلى كل شئ عن واقعة الصدام الدموى بين أنصار الإمام فى جزيرة ابا وعنف السلطة النميريه الغاشمة ومآلات ما جرى ، فبقيت عملية مواجهة هذا الماضى الحاضر بقوة فى هواجس ولا وعى الرواية هى الأزمة الحقيقية والمحرك للأحداث ولكن مع هذا الافتراض لايمكن وصف هذا العمل ب ( الرواية التاريخية ) رغم اتكائه الواضح على حادثة تاريخية وبذات القدر لايمكن وصفه كذلك ب ( الرواية بسيرة ذاتية ) رغم اكتناز خطابه على ملامح تتماهى وسيرة المؤلف غير أن هذه الرواية بمثاقيلها الماضوية تظل عملا رمزيا بامتياز يحاول أن يخبرنا عن الحاضر بأكثر مما نظن انه عن الماضى ". كما إن البروفسور محمد المهدى بشرى الاكاديمى والناقد الادبى له قول اخر" فى ان احداث الرواية لم تضع من خيال الكاتب بل حدثت ووقعت وهى مرصودة فى تاريخنا المعاصر وهكذا فأن قدر الكاتب أن يكون شاهد على هذه الاحداث منذ طفولته الباكرة وهذه التجربة ليست بالأمر السهل لشخص مازال يرتع فى مراتع الطفولة وقد حاول الكاتب تسجيل الوقائع فى زمانها ومكانها بقدر ما وسعته الذاكرة لكنه بالطبع لم يستطيع الفكاك من أسر الرومانسية تلك الرومانسية التى تضفى القاً وسحرا على الماضى ومن حسن حظ الكاتب سقط فى هذا الفخ مما جعله يحيل كل شئ فى ذاكرته الى الاسطورة .. واضاف ان البناء السردى ممتماسك لايخلو من الكثير من الاثارة والتشويق لذلك لابد من الاشارة الى اللغة السلسة والشاعرية التى كتب بها النص ". اما الاستاذ احمد عبد الكريم الناقد الادبى قال "هى محاولة لتوثيق اوالكتابة التاريخية خاصة اذا كان الراوئى او الكاتب ممن عاشوا الواقع والاحداث التاريخية والاجتماعية التى حدثت . وبرغم ان التاريخانية قد طغت على بعض مقاطعها ولكنها صادقة فنياً وواقعياً ولغوياً. الكاتب احمد عام جابر... هو ابن من ابناء الجزيرة أبا، تشكيلى وتربوى درس ودرس الفن والتصميم فى السودان وانجترا شارك فى الكثير من المعارض الجماعية وورش العمل الفنية والتربوية كما اقام المعارض الفردية فى البلدين وغيرهما ، تتمحور اعماله حول السلام والحب والصداقة حائز على عدة جوائزمحلية وعالمية فى الفن والتصمم .. يعد الان الى الدكتوراة فى دور المراكز الثقافية فى نهضة الفن التشكيلى السودانى . ان هذا الرواية جديرة بالاطلاع .. وانها محاولة واعية للنقل والوصف . كما انها تصلح ان تكون فلما روائيا زاخر بالتاريخ والتوثيق .