قالت حكومة جنوب السودان إن طائرات سودانية قصفت منشآت نفطية في هجليج وحولتها إلى أنقاض، وعرضت صورا لعدد من جنود الجيش السوداني قالت إنهم أسروا في المنطقة التي احتلتها قواتها مؤخرا، في حين أعلن الجيش السوداني عن اقترابه من تحرير هجليج، بينما بدأت مصر مساعي لحل الأزمة بين البلدين. وقال وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنيامين اليوم الأحد إن السودان قصف منشآت نفطية في هجليج وألحق بها أضرارا جسيمة بعد سيطرة قوات الجنوب على المنطقة الثلاثاء الماضي. وأضاف للصحفيين في جوبا "إنهم يقصفون منشأة المعالجة المركزية والصهاريج في هذه اللحظة التي نتحدث فيها ويحولونها إلى أنقاض". ولم يرد على الفور تأكيد رسمي من المسؤولين السودانيين في الخرطوم. أسرى من ناحية ثانية، وصل إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان 14 من جنود الجيش السوداني الذين أسروا في هجليج التي احتلتها قوات الجيش الشعبي الثلاثاء الماضي، ورفضت جوبا النداءات الدولية بالانسحاب منها. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الأسرى وصلوا على متن طائرة وقد بدا عليهم الإرهاق الشديد وإن كانوا في حالة معنوية جيدة، كما يبدو أنهم تلقوا الغذاء الكافي. وقد وضع بعضهم ضمادات على جروح بالرصاص بينما نقل بعضهم الآخر على حمالات. وقال فيليب أقوير الناطق باسم جيش جنوب السودان (الجيش الشعبي لتحرير السودان سابقا) "إننا نحترم قوانين الحرب الدولية"، وأضاف "سنتصل بالصليب الأحمر لنرى إذا كان قادرا على تسهيل عودتهم إلى ديارهم". وأوضح أن هؤلاء ال14 أسروا في معارك بمنطقة هجليج النفطية التي سيطر عليها جيشه الثلاثاء الماضي، وأكد وجود أسرى آخرين في أيدي قواته، لكنه لم يحدد عددهم. وأكد قائلا "ما زلنا نسيطر على هجليج". وأضاف أن الجيش الشعبي "سيواصل الدفاع عن أراضي جنوب السودان في ظل الحرب التي فرضتها عليه حكومة الخرطوم"، على حد قوله. أقوير أكد وجود أسرى آخرين لكنه لم يحدد عددهم تأكيد ونفي في المقابل أعلن الجيش السوداني أمس السبت أنه أحكم قبضته على مداخل هجليج، وأنه يقترب من تحريرها بعد تكثيف هجومه عليها من ثلاثة محاور. وأكد أن قواته دخلت منطقة هجليج وأنها تقاتل قوات جنوب السودان على بعد كيلومترات قليلة من الحقل النفطي الحيوي للاقتصاد السوداني حيث ينتج نحو نصف الإنتاج النفطي البالغ 115 ألف برميل يوميا. وقال المتحدث باسم جيش السودان الصوارمي خالد للصحفيين بالخرطوم "نحن الآن في منطقة هجليج على بعد بضعة كيلومترات من بلدة هجليج وحقل النفط فيها". وأضاف أن القتال ما زال دائرا، مشيرا إلى أن الهدف الحالي للجيش السوداني "ليس دخول بلدة هجليج وإنما هو تدمير آلة الحرب الجنوبية". لكن جوبا التي تقول إنها لن تنسحب من هجليج إلا بعد نشر قوات للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار كذبت هذه التصريحات ووصفتها بأنها "محض أمنيات" وقالت إن الجيش الجنوبي لا يزال يسيطر على البلدة. وقال المتحدث العسكري لجنوب السودان فيليب أقوير إن القوات السودانية ما زالت على بعد 30 كلم على الأقل من بلدة هجليج، وقال "إنهم يحاولون إقناع شعبهم بأنهم يحققون تقدما". وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، قال وزير الإعلام بجنوب السودان برنابا ماريال بنيامين إن هجليج لا تزال تحت سيطرة بلاده. استعداد مصري سياسيا، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن بلاده مستعدة للعب أي دور يراه السودان وجنوب السودان لنزع فتيل الأزمة وبدء حوار سلمي بينهما. ونفى في تصريحات عقب لقائه الرئيس السوداني في الخرطوم أن تكون مصر قد طرحت مبادرة أو أي مقترحات، لكنه أكد أنه سيلتقي طرفي الأزمة قبل أن تتبلور أرضية تمهد لحوار على أسس سليمة. في هذه الأثناء نقلت وسائل الإعلام السودانية الرسمية عن الرئيس عمر البشير قوله اليوم الأحد إن السودان لن يتفاوض مع جنوب السودان إلى أن يسحب قواته من منطقة هجليج المنتجة للنفط. وقالت وكالة السودان للأنباء نقلا عن البشير بعد لقائه مع وزير الخارجية المصري في الخرطوم اليوم إن السودان أكد موقفه المعلن والثابت بأنه لن يتفاوض مع جنوب السودان ما لم يسحب قواته من منطقة هجليج. وكان وزير الخارجية المصري وصل إلى الخرطوم اليوم لإجراء محادثات بعد الاشتباكات التي دارت بين البلدين في الأسبوع المنصرم للسيطرة على هجليج. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية أن "مصر ستبذل كل جهد ممكن لمحاولة تقريب وجهات النظر بين السودان ودولة الجنوب سعيا لاحتواء التوتر الحدودي القائم بينهما بعد احتلال منطقة هجليج".ل الأممالمتحدة إن نحو عشرة آلاف شخص فروا من المعارك في منطقة هجليج الحدودية.