الخرطوم - القاهرة - أحمد يونس - ا هدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بإزالة حزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان من الوجود والقضاء عليه، بسبب مواصلته زعزعة الأمن والاستقرار في السودان. وقال نائب الرئيس السوداني، رئيس القطاع السياسي في المؤتمر الوطني الحاج آدم يوسف: إن المعركة مع الحركة الشعبية بعد هجومها على بلدة هجليج لا سقف لها. وتوعد آدم في حديثه لاجتماع تعبوي نظمه حزبه بالخرطوم بردع القوات المسلحة لمن سماهم "المعتدين" ومن يقف وراءهم في إشعال الحرب في البلاد، مجدداً التوكيد على مواصلة القتال حتى تحرير الأراضي السودانية التي احتلوها. وحذر نائب البشير ممن سماهم "الطابور الخامس" الذين يروجون الإشاعات وسط المواطنين، ودعا لتمتين ما أطلق عليه "وحدة الصف الوطني" لتأمين العاصمة الخرطوم. ودعا أجهزة الإعلام السودانية لما سماه "القيام بدورها الوطني" في الدفاع من مكتسبات السودان في ظل ظروف استثنائية تتمثل في عدوان جيش جنوب السودان على السودان. وقال آدم في لقاء مع قيادات إعلامية: إن الجيش السوداني استلم زمام المبادرة في مسارح العمليات، وأن تحرير هجليج أصبح قريباً. وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع على نافع: إن حكومته تفهم المخطط الذي تسعى لتنفيذه الحركة الشعبية باعتدائها على هجليج، المتمثل في "الاستيلاء على السودان وتحويله إلى دولة علمانية"، والانتقام من ما سماه "حرمانها" من عائدات البترول، مدفوعة من جهات أجنبية تنادي بمشروع "السودان الجديد". فيما قال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد: إن جيشه "دخل منطقة هجليج" ويقاتل قوات جنوب السودان على بعد بضعة كيلومترات من البلدة وحقل النفط فيها. وأضاف في تصريحات صحفية: "نحن الآن في منطقة هجليج على بعد بضعة كيلومترات من بلدة هجليج وحقل النفط فيها والقتال مازال دائراً". فيما قالت حكومة جنوب السودان: إن جيشها صد محاولة هجوم نفذها الجيش السوداني على مبعدة 30 كيلومترا شمال هجليج، وأن سلاح الطيران السوداني يواصل قصف مناطق جنوبية في ولاية الوحدة. ونقلت "شروق نت" أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي دعا الخرطوم، لممارسة مزيد من ضبط النفس، وإعطاء الجهود التي يبذلها مع عدد من الشركاء الدوليين للتمكن من الوصول إلى سحب القوات المعتدية على هجليج دون مواجهة عسكرية، مجدداً إدانته لإعتداء الجنوب على هجليج ومطالبته بالانسحاب الفوري غير المشروط منها. إلى ذلك أدان سفيري روسيا والصين هجوم دولة الجنوب على منطقة هجليج وقالا لوزير الدولة بالخارجية السودانية صلاح الدين ونسي أن حكومتيهما تقفان مع الموقف الداعم للسودان في البيان الصادر من مجلس الأمن. كما غادر القاهرة صباح يوم أمس الأحد محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري متوجها إلى الخرطوم في بداية جولة تشمل زيارة السودان وجنوب السودان في محاولة لنزع فتيل الأزمة بين البلدين التي تفجرت بسبب النزاع حول منطقة "هيجليج" النفطية. ويرافق عمرو وفد يضم أربعة أفراد بينهم السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان. وصرح أحد أعضاء الوفد بأن الوزير يحمل معه رسالتين من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر إلى قادة البلدين، حيث سيلتقي خلال زيارته للخرطوم مع الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من المسؤولين السودانيين لبحث التطورات الأخيرة بين شمال وجنوب السودان والعمل معا لتهدئة الأوضاع. وأوضح أن الوفد سيتوجه اليوم الاثنين إلى جوبا للقاء الرئيس سلفاكير ميارديت لإجراء مباحثات مماثلة استنادا للعلاقات المتميزة بين مصر وكلا البلدين. وكان طنطاوي قد أجرى اتصالات هاتفية خلال الساعات الفائتة مع قادة شمال وجنوب السودان بينما أعرب محمد كامل عمرو في تصريحات مؤخرا عن قلقه تجاه التوتر الحالي بين الخرطوموجوبا، مؤكدا استعداد مصر لبذل مساعيها والقيام بدور في تحقيق التهدئة بين الطرفين. ودعا عمرو الجانبين إلى وقف العمليات العسكرية واحترام الاتفاقيات المبرمة بينهما واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حلول للقضايا العالقة محل الخلاف. وكشفت الخارجية المصرية عن قيامها باتصالات مكثفة بين الخرطوموجوبا في محاولة لتهدئة الأوضاع بين البلدين، وأن الوزير محمد عمرو اتصل بوزيري خارجيتي السودان وجنوب السودان، ودعاهما لوقف القتال.