حثت مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي حكومتي السودان وجنوب السودان على وقف العنف من كلا الجانبين قبل أن يتقوض اتفاق السلام بينهما. وناشدت بيلاي في بيان صحافي الحكومات العمل بمقتضى قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لضمان حماية المدنيين ودانت الهجمات الأخيرة من الجانبين والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين. وقالت: "أدين الهجوم الجوي العشوائي من القوات السودانية في المناطق المدنية في جنوب السودان بما في ذلك في "مايوم وبانتيو" في ولاية الوحدة ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين وجرح العديد منذ يوم السبت الماضي". واضافت "شهدنا في الاسبوع الماضي تكثيف استخدام طائرات "أنتونوف" وكذلك مقاتلات نفاثة وإسقاط قنابل وإطلاق صواريخ بشكل خطير في المناطق القريبة من مكاتب المنظمات الدولية". كما اعربت المفوضة السامية عن انزعاجها من احتلال جنوب السودان للمنطقة المنتجة للنفط في "هجليج" في ولاية جنوب كردفان، واصفة اياه بأنه غير مبرر، بالاضافة الى التقارير المثيرة التي تشير الى وجود حشد بين صفوف الميليشيات في شمال "أبيي" خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت: "ان هذه التقارير مثيرة للقلق جدا وأدعو جميع الأطراف إلى العمل على تجنب تصعيد المواجهة المسلحة واضعة في اعتبارها حقوق الإنسان وخيمة العواقب الإنسانية للمدنيين". واشارت الى "ان كلا من السودان وجنوب السودان يعرفان جيدا العواقب المأساوية للعنف واسع النطاق والتهجير والاثار طويلة الأمد التي تتركها تلك العمليات". ونصحت "القيادة السياسية في كلا الجانبين على الوفاء بالتزاماتها بمقتضى حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي ومن خلال ممارسة ضبط النفس وضمان حماية المدنيين". في الوقت ذاته، أيدت بيلاي الدعوة التي وجهها السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون لعقد قمة رئاسية في أقرب وقت ممكن كما دعت الى تجديد الالتزام باتفاق السلام الشامل التي تم وقعها الجانبان في عام 2005. واكدت في هذا السياق أنّه "ما زال هناك وقت للتراجع عن حافة الهاوية وحث الاطراف للتوجه الى مائدة التفاوض لبحث الخلافات على الحدود والنفط والمواطنة وغيرها من القضايا المصيرية".