الازمه تهدد مياه النيل فى مصر.. اشتعل الصراع بين دوله جنوب السودان وبين الشطر الشمالى وذلك بسبب مناطق الثروات البتروليه وآخرها ما يحدث فى إقليم هجليج الذى ينتج أكثر من نصف انتاج السودان من البترول واذداد الصراع بين جوبا والخرطوم حيث أن البترول يشكل أكثر من97% من دخل دولة الجنوب بينما يشكل حوالى 50% من دخل الشمال وحول الابعاد التاريخيه للصراع بين دولة الجنوب والشمال كان لنا هذا اللقاء مع د. ذكى البحيرى أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة يقول د0 ذكى البحيرى أن اساس الصراع بين شطرى السودان كان بسبب سياسة الاحتلال الانجليزى فأثناء الحكم الثنائى ( المصرى الانجليزى ) للسودان فى الفترة مابين 1899 وحتى 1956 كانت السيطره للانجليز وتمكن الانجليز من الفصل بين الشمال والجنوب عندما أصدروا قانون المناطق المغلقه عام 1922 حيث وضعوا قيودا على انتقال الافراد بين الشمال والجنوب غلا بأمر الحاكم العام للسودان وهو انجليزى وكان المقصود من ذلك عدم اختلاط العناصر العربيه والمسلمين مع سكان الجنوب ويضيف د0 ذكى البحيرى أنه تم تقسيم الجنوب من ناحيه أخرى وذلك عندما كان يتم إرسال البعثات التبشيريه التابعه للكنائس القادمه من أمريكا وفرنسا وانجلترا والمانيا وإيطاليا فكل كنيسه تستقطب بعضا من الجنوبيين لمذهبها وللتحدث بلغتها وكانوا يرسخون الاختلاف فى الدين واللغه بينهم وبين الشمال ويؤكد د0 ذكى البحيرى أن معظم المتعلمين من جنوب السودان من العناصر المسيحيه التى تربت فى أحضان الكنائس الاوروبيه وعمقوا فى نفوسهم كراهية العرب ويقول د0 ذكى البحيرى أنه فى عام 1946 عقدت انجلترا مؤتمر جوبا لمناقشة علاقة الجنوب بالشمال وبرغم سياسة الفصل التى اتبعتها انجلترا إلا أن الشماليين تمسكوا بالارتباط مع الجنوب لكن سياسة انجلترا أتت أكلها بعد ذلك ويقول د0 ذكى البحيرى أنه بعد ثورة يوليو 1952 فى مصر عقدت مصر مع السودان اتفاقية عام 1953 تمهيدا لاستقلال السودان ما بين 1955و1956 وفى هذا التوقيت بدات تحدث مشاكل بين الكتائب العسكريه فى الجيش السودانى من الجنوبيين مع الشماليين وعناصر الجيش السودانى من الجنوبيين تمردت على الشماليين وبداوا يهربون للبلدان الافريقيه المجاورة تمهيدا لمحاربة الشمال00 واستمرت الحرب الاهليه من 1955 وحتى 1972 وفى هذا التوقيت تمكن الرئيس السودانى وقتها 0(جعفر نميرى) من عقد اتفاقية اديس ابابا لوقف الحرب الاهليه واستمر وقف القتال حتى عام 1983 ويشير د0 ذكى البحيرى انه فى هذا التوقيت حدثت اتجاهات جديده وظهرت فى الجنوب الحركه الشعبيه لتحرير السودان بقيادة جون جارانج والذى جهز كتائب عندما كان عقيدا فى الجيش السودانى وظل جون جارانج يحارب بمساعدة أمريكا وإسرائيل وكانت تاتيه اسلحه متطورة عن طريق إثيوبيا حيث احرجت دوله السودان فى اوائل عهد عمر حسن البشير والذى وصل للحكم بعد ثورة الانقاذ عام 1989 حيث قاد البشير ثورة الانقاذ بمساعدة حسن الترابى الذى انشق عليه منذ عام 2000 ويقول د0 ذكى البحيرى أن فرض الشريعه الاسلاميه على الجنوب كانت من اقوى الاسباب التى جعلت الجنوبيين يصرون على الانفصال فعقدوا اتفاقية مشاكوس وفى عام 2005 وبحضور قوى الايجاد الافريقى المتمثله فى كينيا وأوغندا وإثيوبيا عقدوا اتفاقية نيفاشا والتى استمرت ستة سنوات لتقرير مصير الجنوب والذى جاء بالانفصال بعد استفتاء 9 يناير 2011 وأصبحت المشكله هى الثروات وهناك عدة عوامل أدت للانفصال منها العوامل التاريخيه والاختلاف الدينى وتمسك الشمال بتطبيق الشريعه الاسلاميه وبعد الانفصال ظهرت مشاكل البترول فبعض المناطق مثل ابييى هجليج كانت تابعه للشمال وذللك حسب الحكم الثنائى المصرى الانجليزى فى السودان فمنطقه مثل ابييى تابعه فى الخرائط للشمال وهى مناطق داخله فى شكل نتوءات فى أراضى الجنوب مما جعل الجنوب يصر عليها بعد اكتشاف البترول حيث يشكل البترول 97% من دخل الجنوب ويشكل 50% من دخل الشمال ويريد الجنوب الاستحواذ على كل هذه المناطق ويقول الدكتور ذكى البحيرى أن انابيب البترول تأتى من الجنوب لتمر فى الشمال ويتم تكريرها فى الشمال ويتم تصديرها من ميناء بورسودان فى الشمال لذلك فالشمال يريد نسبه عاليه كرسوم للمرور عبر اراضيه والجنوب لا يريد أن يدفع إلا نسبه ضئيله لا تتعدى 5% ويشير د0 ذكى البحيرى بقوله أنه بسبب سيطرة الشمال على ابييى فالجنوب سيطر على هجليج مما أدى لتوقف إنتاج البترول كما أن دول الغرب تزود الجنوب بالاسلحه لتشجيعهم على السيطرة على مناطق استخراج البترول وذلك لطرد الشركات الصينيه المتواجده هناك حاليا لتحل محلها الشركات الامريكيه أما عن الدورالعربى فى دولة جنوب السودان فيرى د0 ذكى البحيرى أنه ضعيف وهذه الدول الخليجيه مجرد دول تابعه للغرب اما الدورالمصرى فهو ليس قويا ولكنه موجود فمصر تعمل على إقامة بعض المشروعات الكهربائيه والطرق والمدارس لكن الجنوب متاثر أكثر بدول الجوار الاقليمى وبالدورالامريكى الاسرائيلى وهم يؤثرون على اتجاهات الجنوب السياسيه واذا كانت مصر تريد التهدئه فليس سهلا تخطى عقبات امريكا واسرائيل فى هذه المنطقه ويقول د0 ذكى البحيرى ان نظام مبارك اضعف الدور المصرى كما أن الوضع المصرى الحالى مازال متأثرا بنظام مبارك فلو كان الدور المصرى قويا كما كان قبل حكم مبارك لتمكنت مصر من حسم الكثير من المشاكل وحلها سواء فى السودان او القرن الافريقى ويرى د0 ذكى البحيرى أن الاممالمتحده تحاول التهدئه لاستقرار الامور لمنع اندلاع الحرب هناك ويرى أن ما يحدث يضر بمصالح مصر لآن مياة النيل الاتيه من الهضبه الاستوائيه تمر بدولة الجنوب كما أن مياه نهر السوباط القادمه من إثيوبيا تمر بدولة الجنوب كما أنه سيؤثر على المشروعات التى تراهن عليها مصر مثل قناة جونجلى بجنوب السودان والتى توفر لمصر 9مليارات متر مكعب من المياه حال انشائها ونحن فى اشد الحاجه لذلك خاصة بعد سد الالفيه الذى ستنشئه إثيوبيا والذى يقلل من نصيب مياه مصر ويؤثر على الزراعه المصريه قناة جونجلى كانت مصر تريد عمل قناة بجنوب السودان فى جونجلى ولكنها توقفت فى الستينات بسبب التمويل وعام 1988 ارسلت مصر جرافات وتعاقدت مع شركه فرنسيه وجلبت مهندسين فرنسيين وكانت القناه التى تعتزم مصر انشاءها بطول 300كم عرضيا وكانت مبطنه بالاسمنت للحفاظ على المياه ولوتم عملها لاضافت لمصر 2 مليار متر مكعب فى ذلك الوقت كانت تتكون بجنوب السودان الجبهه الشعبيه لتحرير السودان وبسبب تضاءل دور مصر فى افريقيا وبالتالى تضاءل دور الازهر والكنيسه المصريه هناك مما ادى للتدخل الصهيونى والغربى هناك وفى عام 1990 ذهب جون جارانج رئيس الجبهه الشعبيه لجنوب السودان سابقا ذهب للولايات المتحدةالامريكيه ليدرس هناك واخذ الدكتوراه فى الجغرافيا عام1992 بعنوان الاهميه الاقتصاديه والسياسيه لقناة جونجلى وذهب لايقاف المشروع واقام حفلا دعى فيه الفرنسيين بالمشروع وقتل تسعة منهم فانسحب الفرنسيين وثار الجنوبيين ضد العمال المصريين واخذا معدات المشروع وفشل المشروع وبعد ذلك عقد اسامه الباز والخارجيه المصريه مناقشات مع الجنوبيين حتى توصلوا لاتفاق بان يكون جون جارانج نائبا للرئيس السودانى عمر البشير وفى عام 2004 توفى جارانج بعد حادث بالطائره وتولى بعده سلفا كير الذى اصبح نائبا للرئيس السودانى وتم استقلال جنوب السودان