جاءت موافقة دول حوض النيل فى الاجتماع الوزارى الاستثنائى الأخير برواندا على انضمام جنوب السودان إلى دول الحوض لتفتح ملف العلاقات المصرية معها ومع شمال السودان فى ظل الخلاف حول اتفاقية "عنتيبى" التى تختص بإعادة تقسيم مياه النيل والتى قامت بتوقيعها دول المنابع دون مصر والسودان ، وهو ما يثير التساؤل عن موقف الجنوب وإلى اى فريق يتجه صوتها : إلى مصر والسودان أم إلى دول منابع النيل . ويؤكد خبراء أن انضمام دولة الجنوب لتصبح العضو الحادى عشر سيترتب عليه أضرارعلى مصر لانه يزيد الضغط عيها فيما يخص ملف المياه بسبب رفض دولة الجنوب طلب مصر استئناف حفر قناة "جونجلي" والثاني أن إسرائيل سيكون لها نفوذ سياسي واقتصادي وعسكري كبير في الجنوب السوداني ، لان حوالي 45% من مياه حوض النيل يقع في جنوب السودان و28% من مياه النيل تعبر الحدود من جنوب السودان إلى الشمال ثم مصر بالاضافة الى المياه التي يمكن توفيرها فى حالة إنشاء قناة جونجلى واستخلاصها من مستنقعات جنوب السودان وإضافتها لنهر النيل . ومن جانبه يرى الدكتور نصر الدين علام وزير الرى السابق ضرورة التنسيق لحماية المصالح المائية خاصة بعد إعلان انضمام الجنوب وهو ما سيؤثر فى الموقف الإجمالى فى السودان رغم اعتقاده انه لن يؤثر على حصة مصر من المياه ،لأن الجنوب سيقتم مع شمال السودان حصته المائية . وأكد علام ان هناك تأثير مستقبلى لأن جنوب السودان تتواجد فيها مشاريع الاستقطاب لفواقد مياه النيل ،والتى كان متفقا عليها مع السودان ،ولكن الان القرار السياسى والموافقة للجنوب السودانى والسؤال هل تم الموافقة وبأية شروط ،مضيفا انه يوجد موقف موحد ولكنه يتطلب مزيدا من التنسيق لأن هناك مستجدات على المستوى الإقليمى والدولى . الدكتور محمود ابوزيد وزير الرى الأسبق يقول انه تبعا للاتفاقيات الموقعة ومنها اتفاقية 1959لا يؤثر ذلك المياه المصريه ، ومن ناحية المستقبل فهناك مشروعات مقترحة ينبغى اتمامها وهى تتطلب فى حالة تنفيذها الآن الاتفاق على قواعد جديدة منها مشروع قناة جونجلى وفى ظل الاتفاقيات فأن اية مشروعات يتم تقسيمها بين مصر والسودان لافتا الى ان قيمة المشروعات فى جنوب السودان تصل الى 13 مليار دولار،مؤكدا ان جنوب السودان مورد رئيسى للمياه ويمكن للمشروعات به زيادة حصص مصر والسودان واثيوبيا . ويطالب أبوزيد بحسم علاقتنا مع إثيوبيا لان لها علاقات استراتيجية مع الجنوب وان ندعم علاقتنا بجنوب السودان وتقديم المساعدات لهم فى اطار الامكانيات المتاحة بدلا من ان نترك الفرصة لدول اخرى ان تتدخل وتوثق علاقاتها وهو ما يمكن انه يكون له تاثير سيئ. ويؤكد الدكتور صفوت عبدالدايم خبير المياه ومستشار وزير الرى أن دولة جنوب السودان تتواجد فى منطقة منابع النيل ولذا يجب القيام بعدة مشروعات مشتركة للتقارب وتوطيد العلاقات ،وينبغى تامين المستقبل من خلال التعاون معها خاصة ان مشروع قناة جونجلى موجود فى الجنوب ،مضيفا أن دولة الجنوب سيكون لها صوت فى المباحثات الخاصة بمياه النيل باعتبارها الآن من دول الحوض . فى حين أكد الدكتور" هانى رسلان " خبيردراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية انه يجب اتخاذ رؤية مشتركة لانها ستكون شريك فعلى فى الهيئة التنسيقية ويجب تعزيز التعاون معها لوجود مشروعات مشتركة معها ، ولن يكون هناك تاثيرمباشرعلى مصر بل غير مباشرلان جنوب السودان أقرب لدول منبع حوض النيل التى وقعت على اتفاقية عنتيبي رغم انه من دول المصب ويشهد هطول أمطارغزيرة وتعتمد الزراعة عليه وليس الرى، وان دولة الجنوب ستأخذ مياه النيل من حصة السودان وفقا لاتفاقية 1959 التى حددت حصة السودان ب18 مليار متر مكعب وبالتالي لا توجد مشكلة لمصرأونقص فى حصتها من المياه ،فى ظل وجود تدخلات لدول خارجية تؤثر على الجنوب ولها علاقات قوية معه.