أعلن السودان أمس اكتمال إعادة انتشار قواته خارج منطقة أبيي، والإبقاء على قوات للشرطة هناك إلى حين تكوّن قوات الشرطة المشتركة بين السودان وجنوب السودان في المنطقة، بينما رحب مجلس الأمن الدولي بانسحاب قوات البلدين ودعا إلى سحب قوات الشرطة السودانية أيضا. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد إن القوات المسلحة أكملت إعادة انتشارها خارج منطقة أبيي، وإن قوات من الشرطة يبلغ عددها 196 شرطيا مسلحين بأسلحة عادية، ستبقى إلى حين تكوّن إدارة مشتركة للمنطقة المتنازع عليها ولحماية بئر نفط داخل أبيي. توتر ورحب مجلس الأمن الدولي في بيان له أمس الخميس بانسحاب قوات البلدين من منطقة أبيي، وطلب من حكومة السودان سحب الشرطة، وسط تحذيرات من وجود توتر عال بين الخرطوم وجوبا. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول أن الجيش السوداني انسحب من أبيي كما أعلنت حكومة الخرطوم، لكنه طلب في نفس الوقت مغادرة قوات الشرطة للمنطقة. وجاء طلب مجلس الأمن هذا عقب حث بان وحكومة جنوب السودان الخرطوم على إكمال انسحابها. وقال سفير السودان لدى الأممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان إن حكومته ملتزمة تماما "بإكمال الانسحاب"، لكنه قال إن بئري "بليلا ودفرا" للنفط يقعان داخل الأراضي السودانية، وإن قوات الشرطة ستبقى هناك "لحماية البنية التحية لنفطنا". شرطته اليوم الجمعة (الجزيرة)إعلان رايس وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس "يفترض أن تغادر قوات الشرطة السودانية منطقة أبيي الجمعة، لكن الحكومة السودانية لم تعلن نيتها سحب شرطة النفط". وقال مسؤول من جنوب السودان أمس الأول إنهم سحبوا قواتهم من قبل، لكنهم أبقوا على 20 من قوات الأمن غير مسلحين في المنطقة. وأبلغ كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم الصحفيين في أديس أبابا بأن السودان يخدع المجتمع الدولي بإعلانه الانسحاب، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ تدابير ضد السودان، دون أن يفصّل في ذلك. يأتي هذا بينما تتواصل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان، وسط توقعات لنجاح الوساطة الأفريقية المدعومة بقرار من مجلس الأمن في إذابة الجليد بين الخصمين وإعادة الثقة المفقودة بينهما. ورغم أن الطريق لا يزال طويلا والملفات العالقة بين البلدين معقدة إلى حد كبير، فهناك اتفاق عام على ان هذه الجولة من المفاوضات تختلف عن سابقاتها. وبدأت الخرطوم وجوبا يوم الثلاثاء الماضي مفاوضات بوساطة من الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، وهي الأولى منذ توقف المفاوضات السابقة بسبب القتال بين الدولتين الشهر الماضي. يُذكر أن أبيي ظلت النقطة الرئيسية للخلاف بين الجارين الأفريقيين اللذين اقتربا من حرب شاملة بينهما الشهر الماضي، عندما تصاعدت معارك حول الحدود، وهي أسوأ أعمال عنف تجري بين البلدين منذ انفصال دولة جنوب السودان عن السودان في يوليو/تموز العام الماضي. وكان السودان قد استولى على أبيي، وهي منطقة رعي خصبة وبها كميات قليلة من الاحتياطي النفطي، العام الماضي عقب هجوم على دورية عسكرية ألقت فيه الأممالمتحدة باللوم على جيش جنوب السودان.