أكد الأستاذ أبوالقاسم إمام – أمين الإعلام والناطق الرسمي بإسم الجبهة الثورية – ان الجبهة الثورية اتفقت على ان أي تفاوض في إطار الحل السلمي الشامل لا يستصحب معه الجبهة ككتلة واحدة مرفوض . وأضاف في حوار مع (حريات) ان الجبهة الثورية (وكما أعلنت في إعلانها السياسي وما اجازته في نظامها الأساسي ، أبداً لن ولم تنحرف خطوة عن مسارها ، هدفنا الرئيسي يكمن في إسقاط وتغيير النظام الدموي الديكتاتوري وإعلان الحل السلمي الشامل لا يعني التسوية أو الإلتحاق بالمؤتمر الوطني، فنحن لسنا دعاة حرب ونعرف مآسي الحروب وتضررنا منها وأهلنا أكثر من دعاة الحرب في الخرطوم الذين لم يكتووا بنارها ويكتفون بإرسال أبناء الشعب السوداني للمحرقة ، ولكننا دعاة تغيير، وإذا ما أتى هذا التغيير سلماً بما يفى وتطلعات كل الشعب السوداني فهذا ما ننشده وكفى الله السودانيين شر القتال . والخيار للنظام إما أن يقبل بالحل السلمي الشامل والعادل الذي يرضي كافة مكونات الشعب السوداني ويذهب سلماً او انه سيذهب غير مأسوف عليه عبر البندقية وعليهم ان يختاروا) . (نص الحوار أدناه) : ما تقييمك لإجتماع المجلس القيادي الثالث للجبهة ؟ قبل التقييم أقدم التحية لكم في صحيفة (حريات) ولكل قرائكم الكرام ، وتحية خاصة بإسم الجبهة الثورية للشعب السوداني وكل الكادحين والمحرومين والمتطلعين لمشروع التغيير، لهم منا كل التقدير والإحترام . بالنسبة للإجتماع الثالث للمجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية والذي انعقد بكامل عضويته برئاسة الفريق مالك عقار رئيس الجبهة الثورية ونوابه وأمناء الولايات والسيد نصر الدين الهادي المهدي والأستاذ التوم هجو ، كان الإجتماع من أهم الإجتماعات للآتي : فقد تمكن المجلس القيادي من إجازة النظام الأساسي واللوائح والنظم الداخلية وهذا في حد ذاته تطور مهم جداً في مسيرة الجبهة الثورية، مما يساهم في بناء الجبهة ويجعلها أكثر تماسكاً وتطوراً . أيضاً تمت بلورة رؤية الجبهة للحل السلمي الشامل . وأصبحت لدينا رؤية كاملة في مسألة الحل السلمي الشامل بما يضمن السلام والطعام لكل المواطنين . وايضاً نوقشت قضية الحريات العامة والحقوق الأساسية وحددنا انه يجب أولاً وقبل كل شيء قيام حكومة إنتقالية ومؤتمر دستوري عام وإعادة بناء مؤسسات الدولة والقوات النظامية والأجهزة العدلية وإعادتها من مؤسسات حزبية كما هو حادث الآن إلى مؤسسات قومية للدولة وذلك قبل قيام اي إنتخابات. وايضاً يجب قيام إحصاء سكاني جديد للتجهيز لإنتخابات حرة ونزيهه تحظى بإشراف محلي وإقليمي وعالمي. وناقشنا قرار مجلس الأمن (2046) ورحبنا به في إطار الحل السلمي الشامل وعدم تجزئة الحلول وأي تفاوض في إطار الحل السلمي الشامل يجب ان يستصحب معه الجبهة ككتلة واحدة والا فانه مرفوض . هناك إنتقاد بانكم تركزون على قضاياكم الداخلية أكثر من تركيزكم على كيفية تفعيل نشاط الجبهة الثورية ، كيف تعلق ؟ طبعاً نحن كنا في البداية ، والبدايات كما تعلمون تكون دائماً للبناء الداخلي ، وكنا مشغولين بهذا الأمر وقد إستغرق منا وقتاً لا أظن انه كبير قياساً بعمر الجبهة الثورية ، والان وقد تجاوزنا مرحلة البناء الداخلي بنجاح تام ، بدأت تظهر نشاطات الجبهة ، ولنا نشاطات واسعة داخلياً وخارجياً، وستثبت الأيام القليلة القادمة صحة هذا الأمر... والفترة القادمة ستشهد تفعيل المكاتب الداخلية والخارجية للجبهة ، وستظهر نتائج اتصالاتنا مع الهيئات والنقابات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية ، ولنا إتصالات مع القوى السياسية الديمقراطية بالداخل. الجبهة الآن ناشطة سياسياً وعسكرياً أكثر من أي وقت مضى لمحاصرة النظام. اجزتم قراراً عن الحل السلمي الشامل ، هل يعني ذلك انكم تنازلتم عن هدف إسقاط النظام ؟ الجبهة الثورية وكما أعلنت في إعلانها السياسي وما اجازته في نظامها الأساسي ، أبداً لن ولم تنحرف خطوة عن مسارها ، هدفنا الرئيسي يكمن في إسقاط وتغيير النظام الدموي الديكتاتوري وإعلان الحل السلمي الشامل لا يعني التسوية أو الإلتحاق بالمؤتمر الوطني، فنحن لسنا دعاة حرب ونعرف مآسي الحروب وتضررنا منها وأهلنا أكثر من دعاة الحرب في الخرطوم الذين لم يكتووا بنارها ويكتفون بإرسال أبناء الشعب السوداني للمحرقة ، ولكننا دعاة تغيير، وإذا ما أتى هذا التغيير سلماً بما يفى وتطلعات كل الشعب السوداني فهذا ما ننشده وكفى الله السودانيين شر القتال . والخيار للنظام إما أن يقبل بالحل السلمي الشامل والعادل الذي يرضي كافة مكونات الشعب السوداني ويذهب سلماً او انه سيذهب غير مأسوف عليه عبر البندقية وعليهم ان يختاروا . هناك ضغوط أمريكية شديدة على حكومة الجنوب ، وعلى الحركة الشعبية شمال لقبول التفاوض مع حكومة الخرطوم ، ومن الناحية الأخرى ترفضون أنتم في الجبهة الثورية الحلول الجزئية ، فكيف تستطيعون التوفيق بين هذا وذاك ، وهل لديكم تعهدات من الحركة الشعبية انها لن تذهب للتفاوض منفردة ؟ كما سبق وذكرت اننا في الجبهة الثورية اتفقنا على ان أي تفاوض في إطار الحل السلمي الشامل لا يستصحب معه الجبهة ككتلة واحدة فانه مرفوض ، والحركة الشعبية شمال ملتزمة تماما بهذا الامر . وصحيح أن الحركة الشعبية شمال لديها جزء من إتفاقية نيفاشا متعلق بها ولم يكتمل مثل المشورة الشعبية وغيرها ، ولكنه حديث الأمس فقد تغيرت المعطيات على الأرض ، بعد ان رفض المؤتمر الوطني التقيد بالاتفاقية السابقة سلماً وإختارت الحركة المقاومة لأخذ الحقوق الشرعية بعد نقض نظام الخرطوم المتواصل للعهود والمواثيق ، فالحركة الشعبية شمال اليوم ليست بالحركة الشعبية بالأمس، ونحن مطمئنين تماماً في الجبهة الثورية بأنه لا يوجد طرف من اطراف الجبهة الثورية سيذهب منفرداً للمؤتمر الوطني، وللمؤتمر الوطني ان يحلم بذلك ولكنه لن يحدث. وأنا الآن أتحدث معكم بإسم الجبهة الثورية واعتبر هذا حديث الحركة الشعبية (شمال) ايضا . أما عن الضغوط الدولية فهي موجودة ولكنها تعبر عن رغباتهم وليس رغباتنا ، أقصد من يمارسون الضغوط في المجتمع الدولي ، وأكرر لك لن يذهب أي طرف من مكونات الجبهة منفرداً مهما تكاثرت الضغوط . هذا الحديث يروج له المؤتمر الوطني وزبانيته وسماسرة السياسة لخلق الخلاف والإنشقاقات وسط الجبهة وجماهيرها ولكن هيهات . المؤتمر الوطني أدمن العمل السياسي بنظام القطاعي ونقول لهم أحلموا لن تصطادوا الجبهة الثورية وستصطادكم قريباً. رسالتك للشعب السوداني مع ختام إجتماعاتكم الأخيرة ؟ أقول لهم نعلم أنكم شعب شجاع وقوي ولا يقبل الإنكسار ورسالتنا اليكم وحدوا الصفوف ولا تنجروا خلف أكاذيب المؤتمر الوطني ، هذا النظام مجرم وساقط، وهذا الوطن الذي يدمره المؤتمر الوطني يومياً وطن كبير وغني ومتعدد وسيظل هكذا دون تمييز بلون أو عرق أو دين ، فالسودانيون جميعهم سواسية الذين في دارفور أو النيل الأزرق أو جبال النوبة أو الشرق أو الشمال أو أمبدة أو الحاج يوسف أو العرضة أو السجانة أو الكلاكلة كلهم شعب واحد ومتساوي وسيظل هكذا دائماً وأبداً ، ليس هناك سوداني أقل من آخر، وليس هناك من هو أفضل من الآخر ونعلم وعي الشعب السوداني لهذا الأمر وسيخسر المؤتمر الوطني اللئيم وينتصر الشعب السوداني. وأوجه رسالة أخرى للسودانيين المثقفين من فنانين وكتاب وأدباء وطلاب ومرأة وشباب ومبدعين، اقول ايادينا ممدودة لكم وقلوبنا وصدورنا ومؤسستنا مفتوحة لكم وسينتصر الشعب السوداني البطل في اخر الأمر .