ذكرت مجلة تايم أن جهات خارجية على علاقة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير والحكومة السودانية تقول إن الوضع في الخرطوم متقلب أكثر مما يبدو عليه، ونقلت عن أحد المصادر نجاح الجيش السوداني في امتصاص ما يمكن وصفه بانقلاب داخلي هادئ في الخرطوم قبل أسبوع من إعلان انفصال جنوب السودان، وهذا أثناء تدخل الجيش السوداني في منطقة أبيي المتنازع عليها. ونقلت المجلة عن جولي فلينت، وهي صحفية تعيش منذ فترة طويلة في السودان، أن مصدرا مطلعا قريبا من حزب المؤتمر الوطني الحاكم قال لها في الأسبوع الماضي إنه في أوائل مايو نجح الجيش السوداني في الحصول على سلطة مطلقة من البشير ليفعل ما يشاء. وقالت المجلة إنه ليس واضحا ما إذا كان الأمر يتعلق بصلاحيات مؤقتة أو سلطة دائمة، كما أنه ليس واضحا ما إذا كان يعني اهتزاز سلطة البشير، وهو عسكري أيضا استولى على السلطة بانقلاب مدعوم من الإسلاميين عام 1989، ونجح منذ ذلك الحين في الحفاظ على خلفيته الإسلامية وسط تحالف عريض في حزبه من السياسيين الإسلاميين ورجال الأعمال، لكن التصدع في هذا التحالف أصبح واضحا أكثر من ذي قبل. وأكدت المجلة إن التحرك العسكري الظاهر -الغضب من سوء إدارة حزب المؤتمر الوطني للبلاد، مما أدى إلى تقسيم السودان، وفقدان الكرامة الوطنية، واستمرار التراجع- كلها أمور مفهومة، ولكن تصرفات العسكر لا تساعد الموقف. فالمواجهة الجارية في ولاية جنوب كردفان أضعفت موقف الخرطوم، فهناك سيطرت الحركة الشعبية بشمال السودان على معظم مناطق جبال النوبة منذ اندلاع القتال فى بداية يونيو . كما أن سياسة الخرطوم بالاستهداف العرقي للمدنيين في المنطقة عزل السودان أكثر ووضع عراقيل أمام تطبيع علاقات الخرطوم بواشنطن. وأضافت المجلة إن أعداء البشير يشمون رائحة الدم، ويقول فؤاد حكمت المتخصص في الشؤون السودانية بمجموعة الأزمات الدولية (يوجد الآن سباق بين الخرطوم التي تسعى لترتيب أوراقها الداخلية والمتمردين الذين يحاولون منعها من ذلك). ويضيف حكمت أن محطة المواجهة القادمة هي ولاية النيل الأزرق وحاكمها القوي عقار الذي يوجد في وضع لا يمكن لأي من الطرفين أن يدافع عنه، والذي قال عندما سئل عما إذا كان تقسيم السودان أمرا خاطئا ( كان انقسام السودان أمرا متوقعا ولا يزال من المتوقع أن يتفكك أكثر من ذلك)