الخرطوم (رويترز) - قال شاهد إن عددا من المحتجين اشتبكوا مع الشرطة في العاصمة السودانية لليوم الثالث يوم الثلاثاء في مظاهرات على خطط الحكومة التقشفية للتعامل مع أزمة اقتصادية. ويواجه السودان عجزا في الميزانية وتناقصا في قيمة عملته وارتفاعا في التضخم منذ انفصال جنوب السودان قبل عام الذي حرم السودان من ثلاثة أرباع انتاج البلاد النفطي والذي كان من قبل مصدرا رئيسيا لصادرات وإيرادات البلاد. ورغم أن السودان لم يشهد انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت بزعيمي مصر وليبيا المجاورتين إلا أن مظاهرات صغيرة اندلعت بسبب أسعار الغذاء وقضايا أخرى خلال الشهور الأخيرة. وقال شاهد طلب عدم نشر اسمه لحساسية الوضع إن أكثر من 100 متظاهر أغلقوا شارعا في الخرطوم اليوم واشتبكوا مع الشرطة وهم يهتفون "لا لا للتضخم" و"الشعب يريد اسقاط النظام". وأضاف أنه مثلما حدث في اليومين السابقين استخدمت الشرطة هراوات وغازات مسيلة للدموع لتفرقة الحشد. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشرطة. وقالت الشرطة يوم الإثنين في بيان إن اشتباكات محدودة وقعت مع طلبة تم خلالها اعتقال بعض الأشخاص واتهمت المتظاهرين بمحاولة اثارة أعمال شغب. وقال نشطاء إن احتجاجات صغيرة أيضا اندلعت في حرمين جامعيين يوم الثلاثاء إلا أنه لم يتسن التأكد من الخبر بشكل مستقل. وتأتي الاحتجاجات جزئيا ردا على اعلان الرئيس عمر حسن البشير اجراءات تقشف صارمة أمس لخفض العجز في الميزانية الذي قال وزير المالية إنه يبلغ 2.4 مليار دولار. ومن بين القضايا الشائكة خطة لالغاء دعم الوقود تدريجيا وهي خطوة يخشى كثير من السودانيين أن تؤجج من التضخم الذي بلغت نسبته 30 بالمئة في مايو آيار. ولم تكتسب احتجاجات طلابية سابقة في الخرطوم والمدن الجامعية زخما كبيرا وقال سياسيون معارضون الأسبوع الماضي إنهم يعتزمون تنظيم احتجاجات ضد الغاء دعم الوقود. وكان من المفترض أن يستمر السودان في تحقيق بعض العائدات من الانتاج النفطي الذي يبلغ نحو 350 ألف برميل يوميا والذي ورثه جنوب السودان مع الانفصال بموجب اتفاق يدفع بمقتضاه جنوب السودان الذي ليس له موانىء رسوما مقابل استخدام خطوط الأنابيب ومنشآت أخرى في الشمال. ولكن السودان وجنوب السودان أخفقا في التوصل لاتفاق بخصوص الرسوم ووصل الخلاف إلى ذروته عندما أوقفت جوبا انتاجها بالكامل في يناير كانون الثاني لمنع الخرطوم من مصادرة بعض النفط. وزادت التداعيات الاقتصادية من معاناة الشعب الذي أرهقته بالفعل أعوام من الصراع والعقوبات التجارية الأمريكية وسوء الادارة الاقتصادية.