شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    بالصورة والفيديو.. شاهد ردة فعل شاب سوداني عندما طلب منه صديقه المقرب الزواج من شقيقته على الهواء مباشرة    شاهد بالصورة والفيديو.. (فضحتونا مع المصريين).. رجل سوداني يتعرض لسخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره داخل ركشة "توك توك" بمصر وهو يقلد نباح الكلاب    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    إذا كسب المرتزقة الفاشر يعني ذلك وضع حجر أساس دولة العطاوة    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب الأنصار أمس : انتهاك حق الأمن وحق التعبير محرم ولم يعط حتى لرسول الله
نشر في سودانيات يوم 07 - 07 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة التي القاها الحبيب محمد الحوار محمد
أمين الدعوة و الإرشاد بهيئة شؤون الأنصار
الجمعة 6/7/2012م
مسجد الهجرة الشهير بمسجد الإمام عبد الرحمن المهدي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الإيمان بالله الواحد سبيل التحرير والخلاص من الظلم والاستبداد وتأله الإنسان على أخيه الإنسان، و أشهد أن لا إاله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا أحرارا و أراد منا أن نعيش أطهارا وأشهد ان حبيبنا محمداً عبده و رسوله وجهنا الي الفضائل وربانا بتوجيهاته الشريفة علي الحرية و حذرنا من العبودية إلا لذات الله سبحانه. اللهم صلي و سلم عليه و علي آله الأطهار و صحبه الغر الميامين الذين ما ضعفوا وما استكانوا (فأتاهم اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
قال تعالي (ولقد كرمنا بني آدم).
أحبابي في الله
لقد كرم الله سبحانه و تعالى الإنسان واصطفاه علي سائر خلقه وجعله سيداً في ارضه و أمره بالوحي السماوي و الرعاية الإلهية والشرع القويم وأرسل له الأنبياء والرسل وأنزل عليه الكتب ليقوم بالقسط وشرع له الأحكام لبيان الحقوق والواجبات ولكن الإنسان كما وصفه ربه ظلوم جهول جُبل علي العدوان و الشر أحيانا و كثيراً ما كان ذئباً علي اخيه الإنسان.
لقد جاء الإسلام أيها الاحباب ليقدر جهده إن للإنسان مكانة عند الله عظيمة، فلقد خلقه الله بيده و سواه و نفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بالسجود له وفضله علي كثير ممن خلق، نظر رسول الله عليه وسلم إلى الكعبة وخاطبها: “ما أعظمك و ما أعظم حرمتك وما أطيبك وما أطيب ريحك والذي نفسي بيده لحرمة المؤمن عند الله أشد حرمة منك".
لذا فان للإنسان حقوقاً ينبغي أن تُراعى وتكفل كما أن عليه واجبات ينبغى ان تؤُدى وهذه الحقوق ليست منحة من احد مثله يمن بها عليه إن شاء ويسلبها منه متى ما شاء بل هي حقوق قدرها المولى سبحانه وتعالي له بما يقتضي فطرته الإنسانية فهي حقوق ثابتة ودائمة بحكم الطبيعة والشريعة.
ومن هذه الحقوق .
أولا: حق الحياة للإنسان فلقد قدس الإسلام حق الحياة وحماه بالتربية ولتوجيه والتشريع والقضاء وبكل المؤيدات الفكرية والنفسية والاجتماعية واعتبر الحياة منحة من الله لا يجوز لأحد أن يسلبها غيره سبحانه، ومن أجل المحافظة علي الحياة جاء القرآن وأحاديث الرسول (ص) تنذر و تتوعد بأشد العذاب وسوء المصير على من اعتدى على نفس بغير حق حتى ذهب بعض العلماء في الإسلام إلى أن القاتل عمدا لا تقبل له توبة. قال تعالى (من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه و لعنه) وفي الأثر من أشار إلى قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقى الله مكتوباً بين عينيه آيسٌ من رحمة الله .
ثانياً: أقر الإسلام للإنسان حق الكرامة و حماية العرض والدم والمال فقد أعلن رسول الله (ص) في حجة الوداع أمام الجموع المحتشدة في البلد الحرام والشهر الحرام قائلاً “إن الله حرم عليكم دماؤكم و أعراضكم واموالكم". لذا حرم الإسلام إيذاء الإنسان وأذر بلعنة من أضر بإنسان ظلماً او من شهده يُضرب ولم يدافع عنه وبهذا حمى بدن الإنسان وكذلك حرم الإسلام الإيذاءات الأخرى حرم الهمز واللمز والتنابز بالألقاب والغيبة والنميمة وسوء الظن والتجسس. قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ).
ثالثاً: اقر الاسلام للإنسان حق الكفاية من العيش وحق الأمن من الخوف وحق التعبير و إبداء الرأي وهذه الحقوق واجبة للإنسان يأثم من انتهكها وبدونها يكون الإنسان ناقصا، يكون الإنسان مختل التفكير غير قادر علي القيام بوظيفة الإخلاف وعمارة الارض، لقد أكد الإسلام علي هذه الحقوق واعتبر انتهاكها ظلماً وعدواناً وإيذاء، ولم يجعلها في يد أحد يمنحها لمن يريد ويمنعها عن من لا يريد ولو كان هذا الحق يعطى لأحد لأعطى لرسول الله(ص) لكن الله يبين له أن مهمته مختصرة علي تثبيت أركان الحرية وعدم الإكراه، قال تعالي (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار) لذا خلق الله الإنسان حراً وترك له المشيئة ليختار الطريق الذي يسلكه حني يكون الحساب عادلاً ، فالظلم و الاستبداد و التعسف و التسلط و مصادرة الحريات وقمع الناس و تكميم افواهم محرمات مغلظة لا يجوز الإقدام عليها شرعاً .
أحبابي في الله
إن حقوق الإنسان لا يمكن القيام بها و المحافظة عليها إلا في ظل حكم راشد تكفل فيه الحريات و تصان فيه الكرامة الإنسانية وتنال فيه الحقوق والواجبات بالعدل، إن الشمولية تعتبر أول عدو للحرية و العدل والكرامة الإنسانية وهي حليف و صديق حميم للجهل والفقر والفساد والتخلف والحروب بل والارهاب فكل هذه الآفات تنمو و تزدهر في في ظل الأنظمة الاستبدادية و تتراجع في الانظمة الديمقراطية، إن أمتنا إذا أرادت حق التقدم و القيام برسالتها في هذه الحياة لا بد من أن تتحرر من الاستبداد بكل أنواعه و أولها الاستبداد السياسي فلا تقدم ولا أمن واستقرار ولا تنمية إلا بالحرية فالأمة لا يمكن أن تنهض إلا اذا تجاوزت الذهنية الإقصائية والتخوف من كل رأي مخالف والتوجس من الإبداع الحر إن لم تتجاوز مفاهيم القمع والاستبداد والقهر والاستئصال فلن تخطو خطوة الي الامام قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وقال (ص) (خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ، وَتُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ . )
استغفروا الله.
الخطبة الثانية
الحمد لله القائل (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) و الصلاة و السلام علي الحبيب المصطفى القائل (افضل الجهاد كلمة حث عند سلطان جائر).
احبابي في الله
إن المطالبة بالحقوق عن طريق المسيرات والإعتصامات السلمية تعتبر من أفضل الطرق الحضارية لنيل الحق المسلوب وتغيير الحق المنحرف عن الجادة فالنبي (ص) يقول: “من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان". فالمنكر ليس محصوراً في الزنا وشرب الخمر ولعب القمار وحسب، بل إنه يدخل فيه كل ما أنكره الشرع، فالاستبداد منكر، ومصادرة الحريات منكر، وانتهاك الكرامة الانسانية منكر والفساد المالي والإدارة السيئة منكر، ولذلك الخطب والنصح الفردي والمسيرات السلمية تعتبر من وسائل التغيير باللسان الذي أقره الإسلام وشجع عليه، فالإسلام يعتبر القعود عن مناصرة حق الحرية والكرامة الإنسانية و مدافعة الظلم والاستبداد سبيلاً لاختلال نظام الحياة وانقراض الأمم و اندثار القيم السامية و جلب اللعنة.
ففي الاثر أن الناس إذا رؤوا الظالم و لم يأخذوا علي يديه أوشك ان يصيبهم الله بعقاب منه، فالسكوت على الظلم و التستر عليه وإشاعة فلسفه تبرير أعمال المستبدين يعد مشاركة في الظلم وتوطيدا له و تثبيتا لأركانه و تشجيعا لكل من أراد أن ينتهك الحرمات .
أحبابي في الله
لقد تعرض هذا المسجد في الجمعة الماضية لعدوان غاشم لم يراع حرمة المسجد ولا حرمة الإنسان حيث أطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي داخل المسجد وتعرض عدد من الشيوخ والأطفال والنساء لاختناقات قاسية كما تعرضت ساحة المسجد الخارجية لعدوان مماثل أصيب فيه أحد الأحباب بطلق ناري وآخرون أصيبوا بحروق وجروح. وآخرون تم اعتقالهم ومنهم الحبيب إسماعيل آدم علي وغيره.
إزاء هذا الموقف نقول الآتي.
أولا: ندين ونستنكر هذا الفعل المهين للكرامة الإنسانية ونأمل ألا يتكرر ونسأل الله الشفاء للمصابين .
ثانيا: إن المواطن السوداني يعيش اليوم في أسوء حالاته بسب سياسات هذا النظام وزاد الطين بلة السياسات الأخيرة التي رفعت الدعم عن المحروقات وبعض السلع الضرورية مما فاقم من سوء الحال، ومعلوم أن الجوع أخو الكفر والإمام علي نسب إليه قوله: عجبت لمن جاع ولم يشهر سيفه، ولهذا السبب اهتمت كل المواثيق الدولية والأديان بضرورة توفير الضروريات الحياتية للإنسان فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 ينص في المادة 25 على أن لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته ويتضمن ذلك التغذية والملبس والسكن والعناية الطبية، وتعترف المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية لعام 1966م بحق كل إنسان في مستوى معيشي كاف يوفر له و لأسرته فيما يوفر كفايتهم من الغذاء والكساء والمأوى، وقد أبدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار 65/214 أن انتشار الفقر المدقع علي نطاق واسع يعوق حقوق الإنسان عل نحو كاف وقد يشكل في بعض الحالات خطراً يهدد الحق في الحياة، وعبرت عن قلقها لاتساع الفقر وتنامي مظاهره كالجوع والاتجار بالبشر والأمية واليأس، كما وعت إلى ان يكون التخفيف من حدة الفقر والقضاء عليه في صدارة أولويات المجتمع الدولي . وقبل ذلك قال رب العزة ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع و أمنهم من خوف).
ثالثا: من الطبيعي أن يعبر المواطنون عن رفضهم للسياسات التي تؤثر علي معاشهم وتعليم أبنائهم والتعبير السلمي حق مشروع يكفله الشرع والقانون فلقد نصت عليه المواثيق الدولية كافة والتي أصبحت من الدستور الانتقالي لعام 2005م والذي جاء فيه بموجب المادة 1 من الفصل الأول من الباب الأول لدستور جمهورية السودان الانتقالي لعام 2005م – التزمت الدولة السودانية باحترام وترقية الكرامة الانسانية والارتقاء بحقوق الإنسان و حرياته الاساسية، وكفل الباب الثاني (المعنون وثيقة الحقوق)،عددا من الحقوق و الحريات وتعهدت الدولة بحماية الوثيقة وتعزيزها وضمانها و تنفيذها والتزمت الدولة كذلك بألا تصادر التشريعات المنظمة للحقوق والحريات المضمنة في الوثيقة أو تنقص منها. ونصت المادة 48 من الدستور على عدم جواز الانتقاص من الحقوق والحريات المنصوص عليها في الوثيقة، وعلى أن تصون المحكمة الدستورية والمحاكم المختصة الأخرى الوثيقة وتحميها و تطبقها، لهذا فان التظاهر السلمي حق مشروع يكفله الدستور وواجب الدولة أن تحمي المتظاهرين ليعبروا عن آرائهم بكل حرية بل هنالك المفوضية القومية لحقوق الإنسان ينص قانونها في البند الثالث المادة 9 علي الآتي: تختص المفوضية بحماية وتعزيز حقوق الإنسان والتعريف بها ونشرها ومراقبة تطبيق الحقوق والحريات المضمنة في وثيقة الحقوق الواردة في الدستور السوداني. وفضلاً عن ذلك فإن حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية تعتبر إحدى المكونات الرئيسية لمفهوم سيادة القانون الذي نصت عليه المادة 4(أ) من الدستور على أنه أحد المبادئ التي أُسس عليها الدستور الانتقالي .
من كل هذا يتضح بجلاء أن المتظاهرين ليسوا شذاذ آفاق بل هم مواطنون يتمتعون بكافة حقوق المواطنة ومهما كان عددهم فواجب الحكومة أن تهتم لأمرهم. وتستمع لمطالبهم لأن الحاكم في الإسلام مسئول عن تعبيد الطريق حتي للحيوان ليجد راحته ناهيك عن الانسان المكرم. و بالمناسبة فإن لحس الكوع ليس صعباً فالكوع هو العظم الذي يلي الإبهام والمرفق هو الأصعب .
إن الأساس الذي قام عليه الإسلام في التعامل مع البشر هو مراعاة مبدأ الحرية فقد قال (ص) (أيها الناس من كنت قد جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه) قال ذلك ليوضح للإنسانية جمعاء انه لا يملك مخلوق مهما علا مقامه أن يظلم الناس او يسلبهم حرياتهم فلا يجوز لكائن من كان ان يسلب الناس حرياتهم بحجة الحفاظ علي الدين فضلاً عن الاحتفاظ بهيبة الدولة .
رابعاً: إن نظام “الإنقاذ" في بيانه الأول قال إن سبب انقلابه علي الديمقراطية هو (تدهور الوضع الاقتصادي وعدم تحقيق قدر من التنمية و زيادة التضخم وارتفاع الأسعار و استحالة حصول المواطن علي ضرورياته، وقالوا كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم لكن أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود) وغير ذلك مما قالوا من مبررات انقلابهم علي النظام الديمقراطي. ونحن اليوم تسأل هل راجع المسئولون بياناتهم وقارنوها بما وصل إليه الحال بعد 23عاما فإذا كان النظام يجوز لنفسه القيام بالانقلاب ضد النظام الديمقراطي بتلك الأسباب التي جاءت في البيان الأول للإنقاذ فكيف يمنع المواطنين من التعبير السلمي لرفض السياسات التي تضاعفت مئات المرات عما ذكره في بيانه الأول؟؟
خامساً: هنالك بعض الأصوات تتحدث عن أن هذه الأوضاع التي نعيشها هي قدر وامتحان وما على الناس إلا الصبر. نقول هذا كلام غير صحيح وهو إما صادر عن أناس منتفعون أو أناس يجهلون مقاصد هذا الدين وحقائقه فالقدر يحدث بعد أن يأخذ الناس بالأسباب وما يحدث اليوم ما هو إلا نتيجة لتلك الأخطاء والسياسات التي انتهجها القائمون علي الأمر فالاعتماد علي البترول وإهمال الزراعة خطأ بشري، والترهل في النظام الإداري على حساب التنمية خطأ بشري، والسياسات الخاطئة التي أدت إلى انفصال الجنوب خطأ بشري، واستشراء الفساد خطأ بشري، وعدم انتهاج وسائل الحكمة في التعامل مع الآخر الدولي خطأ بشري. قال تعالي: (وما اصابتكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم).
أحبابي في الله
قال صلى الله عليه وسلم “من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" في إطار نشاط أمانة الدعوة والارشاد لاستعدادها لشهر رمضان يقيم منتدى الدعاة بالتعاون مع تقابة الكون ومنتدى الوسطية العالمية دورة تدريبية للدعاة الحفظة وذلك يوم الثلاثاء القادم بدار هيئة شئون الأنصار نرجو من الأحباب الدعاة تسجيل أسماءهم بدار الهيئة.
كما تحتفي أمانة المرأة الأنصارية ومنتدى الترابط الأسري باليوم العالمي لمكافحة المخدرات وذلك يوم غد السبت 7-7-2012م بدار هيئة شؤون الانصار و الدعوة عامة .
أحبابي في الله نسال الله العلي القدير الحكيم الخبير الشافي الجليل أن يعجل بشفاء الاحباب السيد شريف مأمون شريف و الامير عبد الرحمن نقد الله .
قال تعالي ( إنا لله و إنا اليه راجعون رحل عن دنيانا هذه الفانية هذا الأسبوع الأنصاري وكيل الإمام بمنطقة أم لبانة ريفي الخوي ولاية شمال كردفان الفكي محمد أحمد موسي أبو أم ديون كان رحمة الها عليه أحد أركان الكيان بشمال كردفان. ونترحم علي الأنصارية والدة د.الزين مفرح و الأنصارية فاطمة عبد الكريم فضل السيد عمة الأحباب فضل السيد النعيم مقرر المكتب التنفيذي للهيئة و موسي النعيم ونترحم علي الفقيدة ليلى مسند والدة الأحباب ياسر وسعد زروق بودنوباوي والأنصارية مقبولة زوجة المرحوم عبد الصمد سليمان ونترحم علي الانصاري حسين جاد الله إمام مسجد ود أم فيح ونترحم علي الانصاري خليفة علي خليفة عبد الله من أهالي منطقة بابنوسة والد الحبيب خليفة و أخوانه و نترحم علي الانصاري صالح عبد الله حسب الله شقيق جمعة عبد الله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.