بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    إتحاد الكرة يحتفل بختام الموسم الرياضي بالقضارف    حادثت محمد محمد خير!!    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب الأنصار أمس : انتهاك حق الأمن وحق التعبير محرم ولم يعط حتى لرسول الله
نشر في حريات يوم 07 - 07 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة التي القاها الحبيب محمد الحوار محمد
أمين الدعوة و الإرشاد بهيئة شؤون الأنصار
الجمعة 6/7/2012م
مسجد الهجرة الشهير بمسجد الإمام عبد الرحمن المهدي
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الإيمان بالله الواحد سبيل التحرير والخلاص من الظلم والاستبداد وتأله الإنسان على أخيه الإنسان، و أشهد أن لا إاله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا أحرارا و أراد منا أن نعيش أطهارا وأشهد ان حبيبنا محمداً عبده و رسوله وجهنا الي الفضائل وربانا بتوجيهاته الشريفة علي الحرية و حذرنا من العبودية إلا لذات الله سبحانه. اللهم صلي و سلم عليه و علي آله الأطهار و صحبه الغر الميامين الذين ما ضعفوا وما استكانوا (فأتاهم اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
قال تعالي (ولقد كرمنا بني آدم).
أحبابي في الله
لقد كرم الله سبحانه و تعالى الإنسان واصطفاه علي سائر خلقه وجعله سيداً في ارضه و أمره بالوحي السماوي و الرعاية الإلهية والشرع القويم وأرسل له الأنبياء والرسل وأنزل عليه الكتب ليقوم بالقسط وشرع له الأحكام لبيان الحقوق والواجبات ولكن الإنسان كما وصفه ربه ظلوم جهول جُبل علي العدوان و الشر أحيانا و كثيراً ما كان ذئباً علي اخيه الإنسان.
لقد جاء الإسلام أيها الاحباب ليقدر جهده إن للإنسان مكانة عند الله عظيمة، فلقد خلقه الله بيده و سواه و نفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بالسجود له وفضله علي كثير ممن خلق، نظر رسول الله عليه وسلم إلى الكعبة وخاطبها: “ما أعظمك و ما أعظم حرمتك وما أطيبك وما أطيب ريحك والذي نفسي بيده لحرمة المؤمن عند الله أشد حرمة منك”.
لذا فان للإنسان حقوقاً ينبغي أن تُراعى وتكفل كما أن عليه واجبات ينبغى ان تؤُدى وهذه الحقوق ليست منحة من احد مثله يمن بها عليه إن شاء ويسلبها منه متى ما شاء بل هي حقوق قدرها المولى سبحانه وتعالي له بما يقتضي فطرته الإنسانية فهي حقوق ثابتة ودائمة بحكم الطبيعة والشريعة.
ومن هذه الحقوق .
أولا: حق الحياة للإنسان فلقد قدس الإسلام حق الحياة وحماه بالتربية ولتوجيه والتشريع والقضاء وبكل المؤيدات الفكرية والنفسية والاجتماعية واعتبر الحياة منحة من الله لا يجوز لأحد أن يسلبها غيره سبحانه، ومن أجل المحافظة علي الحياة جاء القرآن وأحاديث الرسول (ص) تنذر و تتوعد بأشد العذاب وسوء المصير على من اعتدى على نفس بغير حق حتى ذهب بعض العلماء في الإسلام إلى أن القاتل عمدا لا تقبل له توبة. قال تعالى (من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه و لعنه) وفي الأثر من أشار إلى قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقى الله مكتوباً بين عينيه آيسٌ من رحمة الله .
ثانياً: أقر الإسلام للإنسان حق الكرامة و حماية العرض والدم والمال فقد أعلن رسول الله (ص) في حجة الوداع أمام الجموع المحتشدة في البلد الحرام والشهر الحرام قائلاً “إن الله حرم عليكم دماؤكم و أعراضكم واموالكم”. لذا حرم الإسلام إيذاء الإنسان وأذر بلعنة من أضر بإنسان ظلماً او من شهده يُضرب ولم يدافع عنه وبهذا حمى بدن الإنسان وكذلك حرم الإسلام الإيذاءات الأخرى حرم الهمز واللمز والتنابز بالألقاب والغيبة والنميمة وسوء الظن والتجسس. قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ).
ثالثاً: اقر الاسلام للإنسان حق الكفاية من العيش وحق الأمن من الخوف وحق التعبير و إبداء الرأي وهذه الحقوق واجبة للإنسان يأثم من انتهكها وبدونها يكون الإنسان ناقصا، يكون الإنسان مختل التفكير غير قادر علي القيام بوظيفة الإخلاف وعمارة الارض، لقد أكد الإسلام علي هذه الحقوق واعتبر انتهاكها ظلماً وعدواناً وإيذاء، ولم يجعلها في يد أحد يمنحها لمن يريد ويمنعها عن من لا يريد ولو كان هذا الحق يعطى لأحد لأعطى لرسول الله(ص) لكن الله يبين له أن مهمته مختصرة علي تثبيت أركان الحرية وعدم الإكراه، قال تعالي (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار) لذا خلق الله الإنسان حراً وترك له المشيئة ليختار الطريق الذي يسلكه حني يكون الحساب عادلاً ، فالظلم و الاستبداد و التعسف و التسلط و مصادرة الحريات وقمع الناس و تكميم افواهم محرمات مغلظة لا يجوز الإقدام عليها شرعاً .
أحبابي في الله
إن حقوق الإنسان لا يمكن القيام بها و المحافظة عليها إلا في ظل حكم راشد تكفل فيه الحريات و تصان فيه الكرامة الإنسانية وتنال فيه الحقوق والواجبات بالعدل، إن الشمولية تعتبر أول عدو للحرية و العدل والكرامة الإنسانية وهي حليف و صديق حميم للجهل والفقر والفساد والتخلف والحروب بل والارهاب فكل هذه الآفات تنمو و تزدهر في في ظل الأنظمة الاستبدادية و تتراجع في الانظمة الديمقراطية، إن أمتنا إذا أرادت حق التقدم و القيام برسالتها في هذه الحياة لا بد من أن تتحرر من الاستبداد بكل أنواعه و أولها الاستبداد السياسي فلا تقدم ولا أمن واستقرار ولا تنمية إلا بالحرية فالأمة لا يمكن أن تنهض إلا اذا تجاوزت الذهنية الإقصائية والتخوف من كل رأي مخالف والتوجس من الإبداع الحر إن لم تتجاوز مفاهيم القمع والاستبداد والقهر والاستئصال فلن تخطو خطوة الي الامام قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وقال (ص) (خِيَارُكُمْ وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ، وَشِرَارُكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ، وَتُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ . )
استغفروا الله.
الخطبة الثانية
الحمد لله القائل (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) و الصلاة و السلام علي الحبيب المصطفى القائل (افضل الجهاد كلمة حث عند سلطان جائر).
احبابي في الله
إن المطالبة بالحقوق عن طريق المسيرات والإعتصامات السلمية تعتبر من أفضل الطرق الحضارية لنيل الحق المسلوب وتغيير الحق المنحرف عن الجادة فالنبي (ص) يقول: “من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان”. فالمنكر ليس محصوراً في الزنا وشرب الخمر ولعب القمار وحسب، بل إنه يدخل فيه كل ما أنكره الشرع، فالاستبداد منكر، ومصادرة الحريات منكر، وانتهاك الكرامة الانسانية منكر والفساد المالي والإدارة السيئة منكر، ولذلك الخطب والنصح الفردي والمسيرات السلمية تعتبر من وسائل التغيير باللسان الذي أقره الإسلام وشجع عليه، فالإسلام يعتبر القعود عن مناصرة حق الحرية والكرامة الإنسانية و مدافعة الظلم والاستبداد سبيلاً لاختلال نظام الحياة وانقراض الأمم و اندثار القيم السامية و جلب اللعنة.
ففي الاثر أن الناس إذا رؤوا الظالم و لم يأخذوا علي يديه أوشك ان يصيبهم الله بعقاب منه، فالسكوت على الظلم و التستر عليه وإشاعة فلسفه تبرير أعمال المستبدين يعد مشاركة في الظلم وتوطيدا له و تثبيتا لأركانه و تشجيعا لكل من أراد أن ينتهك الحرمات .
أحبابي في الله
لقد تعرض هذا المسجد في الجمعة الماضية لعدوان غاشم لم يراع حرمة المسجد ولا حرمة الإنسان حيث أطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي داخل المسجد وتعرض عدد من الشيوخ والأطفال والنساء لاختناقات قاسية كما تعرضت ساحة المسجد الخارجية لعدوان مماثل أصيب فيه أحد الأحباب بطلق ناري وآخرون أصيبوا بحروق وجروح. وآخرون تم اعتقالهم ومنهم الحبيب إسماعيل آدم علي وغيره.
إزاء هذا الموقف نقول الآتي.
أولا: ندين ونستنكر هذا الفعل المهين للكرامة الإنسانية ونأمل ألا يتكرر ونسأل الله الشفاء للمصابين .
ثانيا: إن المواطن السوداني يعيش اليوم في أسوء حالاته بسب سياسات هذا النظام وزاد الطين بلة السياسات الأخيرة التي رفعت الدعم عن المحروقات وبعض السلع الضرورية مما فاقم من سوء الحال، ومعلوم أن الجوع أخو الكفر والإمام علي نسب إليه قوله: عجبت لمن جاع ولم يشهر سيفه، ولهذا السبب اهتمت كل المواثيق الدولية والأديان بضرورة توفير الضروريات الحياتية للإنسان فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 ينص في المادة 25 على أن لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته ويتضمن ذلك التغذية والملبس والسكن والعناية الطبية، وتعترف المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية لعام 1966م بحق كل إنسان في مستوى معيشي كاف يوفر له و لأسرته فيما يوفر كفايتهم من الغذاء والكساء والمأوى، وقد أبدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار 65/214 أن انتشار الفقر المدقع علي نطاق واسع يعوق حقوق الإنسان عل نحو كاف وقد يشكل في بعض الحالات خطراً يهدد الحق في الحياة، وعبرت عن قلقها لاتساع الفقر وتنامي مظاهره كالجوع والاتجار بالبشر والأمية واليأس، كما وعت إلى ان يكون التخفيف من حدة الفقر والقضاء عليه في صدارة أولويات المجتمع الدولي . وقبل ذلك قال رب العزة ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع و أمنهم من خوف).
ثالثا: من الطبيعي أن يعبر المواطنون عن رفضهم للسياسات التي تؤثر علي معاشهم وتعليم أبنائهم والتعبير السلمي حق مشروع يكفله الشرع والقانون فلقد نصت عليه المواثيق الدولية كافة والتي أصبحت من الدستور الانتقالي لعام 2005م والذي جاء فيه بموجب المادة 1 من الفصل الأول من الباب الأول لدستور جمهورية السودان الانتقالي لعام 2005م – التزمت الدولة السودانية باحترام وترقية الكرامة الانسانية والارتقاء بحقوق الإنسان و حرياته الاساسية، وكفل الباب الثاني (المعنون وثيقة الحقوق)،عددا من الحقوق و الحريات وتعهدت الدولة بحماية الوثيقة وتعزيزها وضمانها و تنفيذها والتزمت الدولة كذلك بألا تصادر التشريعات المنظمة للحقوق والحريات المضمنة في الوثيقة أو تنقص منها. ونصت المادة 48 من الدستور على عدم جواز الانتقاص من الحقوق والحريات المنصوص عليها في الوثيقة، وعلى أن تصون المحكمة الدستورية والمحاكم المختصة الأخرى الوثيقة وتحميها و تطبقها، لهذا فان التظاهر السلمي حق مشروع يكفله الدستور وواجب الدولة أن تحمي المتظاهرين ليعبروا عن آرائهم بكل حرية بل هنالك المفوضية القومية لحقوق الإنسان ينص قانونها في البند الثالث المادة 9 علي الآتي: تختص المفوضية بحماية وتعزيز حقوق الإنسان والتعريف بها ونشرها ومراقبة تطبيق الحقوق والحريات المضمنة في وثيقة الحقوق الواردة في الدستور السوداني. وفضلاً عن ذلك فإن حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية تعتبر إحدى المكونات الرئيسية لمفهوم سيادة القانون الذي نصت عليه المادة 4(أ) من الدستور على أنه أحد المبادئ التي أُسس عليها الدستور الانتقالي .
من كل هذا يتضح بجلاء أن المتظاهرين ليسوا شذاذ آفاق بل هم مواطنون يتمتعون بكافة حقوق المواطنة ومهما كان عددهم فواجب الحكومة أن تهتم لأمرهم. وتستمع لمطالبهم لأن الحاكم في الإسلام مسئول عن تعبيد الطريق حتي للحيوان ليجد راحته ناهيك عن الانسان المكرم. و بالمناسبة فإن لحس الكوع ليس صعباً فالكوع هو العظم الذي يلي الإبهام والمرفق هو الأصعب .
إن الأساس الذي قام عليه الإسلام في التعامل مع البشر هو مراعاة مبدأ الحرية فقد قال (ص) (أيها الناس من كنت قد جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه) قال ذلك ليوضح للإنسانية جمعاء انه لا يملك مخلوق مهما علا مقامه أن يظلم الناس او يسلبهم حرياتهم فلا يجوز لكائن من كان ان يسلب الناس حرياتهم بحجة الحفاظ علي الدين فضلاً عن الاحتفاظ بهيبة الدولة .
رابعاً: إن نظام “الإنقاذ” في بيانه الأول قال إن سبب انقلابه علي الديمقراطية هو (تدهور الوضع الاقتصادي وعدم تحقيق قدر من التنمية و زيادة التضخم وارتفاع الأسعار و استحالة حصول المواطن علي ضرورياته، وقالوا كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم لكن أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود) وغير ذلك مما قالوا من مبررات انقلابهم علي النظام الديمقراطي. ونحن اليوم تسأل هل راجع المسئولون بياناتهم وقارنوها بما وصل إليه الحال بعد 23عاما فإذا كان النظام يجوز لنفسه القيام بالانقلاب ضد النظام الديمقراطي بتلك الأسباب التي جاءت في البيان الأول للإنقاذ فكيف يمنع المواطنين من التعبير السلمي لرفض السياسات التي تضاعفت مئات المرات عما ذكره في بيانه الأول؟؟
خامساً: هنالك بعض الأصوات تتحدث عن أن هذه الأوضاع التي نعيشها هي قدر وامتحان وما على الناس إلا الصبر. نقول هذا كلام غير صحيح وهو إما صادر عن أناس منتفعون أو أناس يجهلون مقاصد هذا الدين وحقائقه فالقدر يحدث بعد أن يأخذ الناس بالأسباب وما يحدث اليوم ما هو إلا نتيجة لتلك الأخطاء والسياسات التي انتهجها القائمون علي الأمر فالاعتماد علي البترول وإهمال الزراعة خطأ بشري، والترهل في النظام الإداري على حساب التنمية خطأ بشري، والسياسات الخاطئة التي أدت إلى انفصال الجنوب خطأ بشري، واستشراء الفساد خطأ بشري، وعدم انتهاج وسائل الحكمة في التعامل مع الآخر الدولي خطأ بشري. قال تعالي: (وما اصابتكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم).
أحبابي في الله
قال صلى الله عليه وسلم “من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين” في إطار نشاط أمانة الدعوة والارشاد لاستعدادها لشهر رمضان يقيم منتدى الدعاة بالتعاون مع تقابة الكون ومنتدى الوسطية العالمية دورة تدريبية للدعاة الحفظة وذلك يوم الثلاثاء القادم بدار هيئة شئون الأنصار نرجو من الأحباب الدعاة تسجيل أسماءهم بدار الهيئة.
كما تحتفي أمانة المرأة الأنصارية ومنتدى الترابط الأسري باليوم العالمي لمكافحة المخدرات وذلك يوم غد السبت 7-7-2012م بدار هيئة شؤون الانصار و الدعوة عامة .
أحبابي في الله نسال الله العلي القدير الحكيم الخبير الشافي الجليل أن يعجل بشفاء الاحباب السيد شريف مأمون شريف و الامير عبد الرحمن نقد الله .
قال تعالي ( إنا لله و إنا اليه راجعون رحل عن دنيانا هذه الفانية هذا الأسبوع الأنصاري وكيل الإمام بمنطقة أم لبانة ريفي الخوي ولاية شمال كردفان الفكي محمد أحمد موسي أبو أم ديون كان رحمة الها عليه أحد أركان الكيان بشمال كردفان. ونترحم علي الأنصارية والدة د.الزين مفرح و الأنصارية فاطمة عبد الكريم فضل السيد عمة الأحباب فضل السيد النعيم مقرر المكتب التنفيذي للهيئة و موسي النعيم ونترحم علي الفقيدة ليلى مسند والدة الأحباب ياسر وسعد زروق بودنوباوي والأنصارية مقبولة زوجة المرحوم عبد الصمد سليمان ونترحم علي الانصاري حسين جاد الله إمام مسجد ود أم فيح ونترحم علي الانصاري خليفة علي خليفة عبد الله من أهالي منطقة بابنوسة والد الحبيب خليفة و أخوانه و نترحم علي الانصاري صالح عبد الله حسب الله شقيق جمعة عبد الله .
أقم الصلاة.
)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.