مصطفى سري الخرطوم: أحمد يونس كشفت مصادر مطلعة من مقر الاتحاد الأفريقي، ل«الشرق الأوسط»، أن قمة ثانية ستعقد بين رئيس السودان عمر البشير ونظيره في سوداني الجنوبي سلفا كير ميارديت، خلال الأيام القليلة المقبلة، لاتخاذ قرارات استراتيجية لحسم المفاوضات حول القضايا العالقة بين البلدين، في وقت تمسكت فيه الخرطوم بحل القضايا الأمنية العالقة مع جوبا قبل التفاوض حول نقل النفط. غير أن مصادر في حكومة الجنوب قالت إن الوفد السوداني يتخذ مواقف تكتيكية حتى يقوم مجلس الأمن الدولي بمد الفترة المحددة بالثاني من أغسطس (آب) المقبل. وقالت مصادر من مقر المفاوضات طلبت عدم الكشف عن هويتها، ل«الشرق الأوسط»، إن الاتحاد الأفريقي اقترح على البشير وسلفا كير بعد لقائهما الأخير على هامش القمة الأفريقية في الرابع عشر من يوليو (تموز) الحالي في أديس أبابا أن يعودا إلى عقد لقاء آخر خلال الأيام القليلة القادمة لاتخاذ قرارات استراتيجية في القضايا العالقة لحسمها وتوقيع اتفاق بين البلدين. وحدد الاتحاد الأفريقي العاصمة الإثيوبية مكان اللقاء الثاني الذي سيأتي بعد أسبوع من اللقاء الأول في حال حدث تقدم وتحضيرات من الطرفين. وأشارت إلى أن هذا اللقاء موجود في جدول المفاوضات المحدد من قبل الوساطة الأفريقية. وأضافت أن فريقي التفاوض من البلدين سيقومان بوضع قائمة بالقضايا التي سيقدمها كل فريق لرئيس بلاده ليتخذ بشأنها قرارات. وقالت إن وفدي البلدين سيتبادلان المواقف بينهما، وإن وفد جوبا تسلم مواقف الخرطوم أمس وسيرد عليها. غير أن عضوا في وفد جنوب السودان قال إن مواقف الخرطوم لم تتغير وليس فيها جديد. وكشفت المصادر أن كير خلال لقائه الأخير مع البشير قدم موقفا واضحا بأنه يمكن أن يساعده في حل الأزمة الاقتصادية التي تواجه الخرطوم والمساعدة في حل الأزمة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأن يقوم المجتمع الدولي بتقديم مساعداته إلى الخرطوم وإعفاء ديونها «مقابل أن يتم تصدير نفط بلاده عبر السودان بشروط وضمانات دولية وأسعار وفق المعايير المعمول بها دوليا»، حسبما أضافت المصادر. وقالت إن الحكومة السودانية اتخذت من لقاء الرئيسين تكتيكا وليس استراتيجية، رغم أن البشير أكد على أنه سيتخذ قرارات استراتيجية. وأضافت «الفترة المتبقية لا تساعد على مواقف تكتيكية لا سيما أن هناك عقبات»، وقالت إن رفض الخرطوم المتكرر للخريطة التي قدمها الاتحاد الأفريقي، وموقف وفد الجنوب بالتمسك بالمنطقة منزوعة السلاح والمتنازع عليها والمختلف حولها والذهاب إلى التحكيم الدولي، عقبات تقف أمام الوصول إلى حل.