دعى المبعوث الأمريكي لدارفور أمس حركة العدل والمساواة للمشاركة في اجتماع تعتزم حكومته تنظيمه في واشنطن الشهر القادم حول مسيرة السلام في دارفور بعد التوقيع على اتفاقية سلام مع حركة التحرير والعدالة في يوليو الماضي. وتجري الولاياتالمتحدة اتصالات بالحكومة السودانية وفصيلي حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد النور ومني مناوي والعدل والمساواة بالإضافة إلى دولة قطر التي ترعى مسيرة السلام والشركاء الدوليين و الوسيط السابق للسلام في دارفور جبريل باسولي والوسيط المؤقت قمباري للمشاركة في هذا اللقاء التشاوري. وقال المتحدث باسم العدل والمساواة جبريل ادم بلال في تصريح لسودان تربيون ان المبعثو الامريكي قد قال لهم ان واشنطن ترغب في التدارس مع الاطراف السودانية والدولية في الخطوة القادمة بعد التوقيع على اتفاق السلام والخروج برؤية مشتركة. إلا أنه نفى التقدم باى مبادرة في هذا الاتجاه. وكانت الخرطوم قد عرضت على حركة العدل والمساواة الانخراط في محادثات سلام تتناول مشاركة الحركة في مؤسسات الحكم والترتيبات الأمنية خاصة تلك المتعلقة بدمج مقاتليها. إلا أن المجموعة المسلحة ترغب في فتح وثيقة الدوحة للنقاش وتعديلها الامر الذي ترفضه الخرطوم تماما. وسيغادر وفد حركة العدل والمساواة الدوحة في يوم غد السبت بعد مرور شهر على توقيع اتفاق السلام بين الخرطوم والتحرير والمساواة وعودة الوفد الحكومي على الخرطوم . وقال جبريل ان سميث اشاد بحرص حركته على السلام وإبقاء وفدها في الدوحه لأكثر من شهر عقب التوقيع على السلام الجزئي في الوقت الذي انسحب فيه وفد الحكومة من الدوحه وأعلن مسؤوليه عدم رغبتهم في التفاوض. واعلن جبريل مطالبة العدل والمساواة بضرورة ايجاد بيئة صالحة للحوار وبناء ثقة جديدة، بما يتطلب إطلاق سراح كل الاسرى والمعتقلين السياسيين، وتحسين الوضع الامني والانساني في دارفور وكردفان. وتابع بان وفدهم أكد للمبعوث الامريكي أن حركة العدل والمساواة تعمل جاهدة مع الآخرين من اجل إنجاز مشروع الوحدة الشامل الذي يضمن مشاركة الجميع، وقال، طالبناه بان الحديث عن السلام في المرحلة المقبلة يجب ان يكون سلاماً شاملاً في السودان و لايمكن الحديث عن السلام في دارفور بمعزل عن الاقاليم الاخرى. وطالب المبعوث الامريكي بان يكون التقارب بين الحركات المسلحة من اجل السلام وحذر من مغبة المضي في طريق الحرب ضد الحكومة وقال ان حكومته لا ترحب بمثل هذا الاتجاه. والمعلوم ان الحركة الشعبية وحركات دارفور تتفاوض حاليا حول مشروع تحالف سياسي للعمل على اسقاط الحكومة بكل الوسائل السياسية والعسكرية. وتتهم الخرطوم حكومة دولة الجنوب بدعم هذا الاتجاه. وتتخوف واشنطن من ان يودئ تدهور الاوضاع في جنوب كردفان إلى جر المنطقة إلى حرب جديدة بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان التي اعلنت عن استقلال الجنوب في التاسع من يوليو الماضي . نفت الحكومة السودانية تلقيها دعوة رسمية فيما يتصل بطرح الولاياتالمتحدةالأمريكية مبادرة جديدة تبدأ في سبتمبر المقبل بهدف تحقيق سلام دارفور ، فيما رفضت أية مبادرة جديدة بخلاف مبادرة الدوحة القائمة الآن . وقال الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة السوداني برئاسة الجمهورية ، رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة في تصريحات صحفية إن حكومته لم تتلق شيئا رسميا حتى الآن "وقرأنا عن الأمر في الصحف فقط ولم نحط علماً بالأمر حتى الآن" . وتابع "ما فهمناه أن المقصود إقامة ندوة في واشنطن بهدف تقريب وتبادل وجهات النظر ، ولذلك لا يمكن التعليق على الدعوة .. لكنه أكد أنه إذا كان المقصود مبادرة فإنه لا مجال لأية مبادرة جديدة بخلاف مبادرة الدوحة برعاية قطر والتي تضم الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وبقية الأطراف . وأضاف أن هناك مبادرة قائمة هي مبادرة الدوحة وهي الأخيرة ، والدوحة هي المنبر الأخير لمقاربة السلام ، ولا مجال لمبادرات أخرى وأوضح عمر إنه إذا كانت دعوة واشنطن لاجتماع يتم فيه تبادل الآراء والأفكار وتقريب وجهات النظر بين الأطراف فليست هناك مشكلة .. لكنه شدد على أن الأمر حتى الآن ليس رسميا . وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية أعلنت أمس الأول عقد مؤتمر حول دارفور في سبتمبر المقبل بواشنطن بحضور الحركات المسلحة بالاقليم لشرح مزايا اتفاقية الدوحة للسلام ، وحث الرافضين على التوقيع . وذكرت صحيفة "الصحافة" السودانية أن المبعوث الأمريكي لدارفور دنيس ميس أجرى لقاءات أول أمس مع قيادات في حركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة في العاصمة البريطانية لندن ، استعرض فيها تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في السودان