الخرطوم - عماد حسن: تقاطعت آراء رجال دين في السودان حول الأزمة الاقتصادية الحالية، وأكد الحزب الحاكم عدم إلغاء أي دعم للوقود بالكامل حتى نهاية عام ،2013 في حين نفي البرلمان وجود معتقلين سياسيين بسبب الأحداث الأخيرة . ونفى الفاضل الحاج سليمان رئيس لجنة التشريع والعدل وحقوق الانسان بالبرلمان وجود أي معتقلين سياسيين في السجون، مبيناً أن الذين تم القبض عليهم في الأحداث الأخيرة عبارة عن متفلتين وأنهم ارتكبوا جرائم جنائية بتعديهم على حقوق المواطنين . وتحدى الفاضل من يدعون بوجود معتقلين بتقديم البينات التي تثبت صدق دعواهم ليقوم البرلمان بمتابعة الأمر مع الأجهزة المختصة . من جانبه، قال عضو المكتب القيادي لحزب “المؤتمر الوطني" الشيخ عبدالجليل النذير الكاروري إن إسهام التشكيل الوزاري الجديد في الخروج من الأزمة الاقتصادية محدود . ولفت إلى أن حكومة الإنقاذ فشلت في أسلمة المعاملات الخارجية ولجأت إلى “فقه الضرورة" . وأضاف أن هناك مجهودات وإجراءات من قبل الحكومة لتجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة، بينما تسعى المعارضة جاهدة لتوظيف الأزمة لتحقيق أهداف خاصة . ووصف الكاروري التظاهرات الأخيرة بأنها “معزولة ولا تمثل نبض الشارع" . ودافع عن الاتهامات الموجهة للحكومة بالتعامل بالربا . وأوضح “أن حكومة الإنقاذ لم تنجح في إقناع الجهات الممولة الخارجية بالصيغ الإسلامية"، وكذلك رؤى منح الحكومة فرصة للاقتراض بنظام الربا باعتبارها مضطرة وفقاً لفقه الضرورة كواحدة من المعالجات الاقتصادية . من جانبه، نصح رئيس حزب الوسط الإسلامي المعروف يوسف الكودة النظام الحالي في السودان بأن يكون رشيداً وعاقلاً في التعامل مع الأزمة الحالية، داعياً إلى عقد مؤتمر جامع، محذراً من سيناريو خطير يعمل على تمزيق السودان . وقال الكودة إن الحكومة القائمة فشلت في سياسة الناس نحو الرشاد المأمول، لكن العلاج لا يكمن في إسقاطها بل الحرص على بقائها لتجنب الوضع الكارثي، موضحاً أن مشكلة المؤتمر الوطني الانفراد وعزل الآخر وغياب العدل'' . وذكر الكودة أن حكم الخروج عن إمام المسلمين لا ينطبق بالتظاهرات الأخيرة “لا علاقة له بالنهي الوارد في السنة" خاصة وأنها لم تشهد أي نوع من التخريب أو التعدي . وأكد الكودة زهده في تقلد أي منصب في الدولة في ظل الأوضاع الحالية، وقال لو “أدوني رئيس السودان في الوضع الحالي لن أرضى به" . وأضاف أن الشريعة موجودة في الإسلام قبل الإنقاذ ولا تحتاج لصناديق دعم وتقاس بما يوجد لدى المجتمع المسلم، وقال إن الشريعة لا تعني ملاحقة الفتيات والنساء المتبرجات في الشارع العام ومن حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه وإن تطبيق الحريات أهم من تطبيق الحدود . إلى ذلك، قال إبراهيم غندور القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إن السودان لن يلغي دعم الوقود بالكامل حتى نهاية عام 2013 حيث إن إجراءات التقشف التي تقدر بنحو سبعة مليارات جنيه سوداني (5 .1 مليار دولار) تبدو كافية لتحسين أوضاع الاقتصاد المتعثر . وقال إن الحكومة ستبقي على بعض صور دعم الوقود حتى نهاية 2013 لتهدئة الضغوط الاجتماعية . وقال غندور “لا أعتقد أن الحكومة ستمضي قدما وتلغي دعم الوقود بالكامل . لن يكون ذلك قرارا حكيما سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية" . وأضاف أن إجراءات التقشف ستوفر سبعة مليارات جنيه وهي كافية لسد فجوة تمويلية بنحو 5 .6 مليار جنيه أعلنها وزير المالية علي محمود . وأشار غندور إلى أن ثمار هذه الترتيبات الاقتصادية من المتوقع أن تظهر بنهاية العام شريطة أن يتمكن البنك المركزي من دعم الجنيه .