لمست إجماعا بين القوي المصرية علي نقل العلاقات مع السودان إلي مربع الإنجاز والعمل نشجع مصر بالتعامل مع الجنوب ومصالح جوبا لن تتحق الا مع القاهرةوالخرطوم الثورات العربية داعمة للنظام السوداني.. والغرب يريد أن تكون جوبا خنجرا في ظهر الخرطوموالقاهرة أكد مساعد رئيس الجمهورية السوداني الدكتور نافع علي نافع أنه لمس خلال لقاءاته بالقاهرة إجماعا بين الأحزاب والفعاليات المصرية المختلفة علي ضرورة الانتقال بالعلاقات بين مصر والسودان إلى مربع الإنجاز والعمل وخاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي. وأضاف نافع خلال سحور مع عدد من النخبة والإعلاميين بمصر بمنزل السفير السوداني بالقاهرة أمس الأول أن الأحزاب المصرية تلتقي على إنجاح الفترة الإنتقالية بمصر، وأنها تجتمع على أن الشعب المصري هو الفيصل وليست الوصاية والعزل السياسي، مؤكدا أن ذلك سوف يقود إلى وفاق وطني في مصر. وأشار إلي أن الهدف من زيارته للقاهرة كان مقابلة كل التنظيمات السياسية بها، حيث اطمأن منهم على سير الأوضاع بعد الثورة، مضيفا قابلنا مجموعة كبيرة من الأحزاب المصرية وتسلمنا منها مبادرة في حب وادي النيل لإحداث تطور نوعي في العلاقات بين البلدين، معتبرا أن المطلوب الآن هو البدء في جعل الخصوصية في علاقات البلدين واقعا على الأرض. ودعا مساعد الرئيس السوداني مصر والسودان إلي بذل الجهد لإقرار مشروعات علي أرض الواقع تدعم التكامل الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلي أن القطاع الخاص في البلدين يخططان لإنشاء شركة كبيرة تكون المساهمة في رأس المال شبه وقفي، ومشروع يستفيد منه عدد من الأسر السودانية والمصرية. وذكر نافع أن نائب الرئيس السوداني سيزور مصر قريبا في زيارة عمل ومعه برنامج مشروعات محدده لبدء المشروعات المشتركة بين البلدين، مؤكدا أن هناك توجها قويا لأن تكون هذه المشروعات مقدمة لعلاقة اقتصادية متينة وقال إن هناك حوار عميق بين البلدين الآن،مشيرا إلي أن الخرطوم دعت من قبل وتدعو الآن المصريين بضرورة الإنفتاح على الجنوب. وقال نرحب وندعو ونحرض ونشجع مصر الشعبية أن تنفتح على الجنوب، ونقول أن تأمين مصالح مصر والسودان هو في جنوب مستقر، وتابع مصالحنا في السودان أن تكون هناك علاقة طيبة بين مصر والجنوب وأفريقيا، مؤكدا أن الدول الغربية تريد أن تستغل الجنوب خنجرا في ظهر مصر والسودان. وقال يمكننا أن نعوق هذا المخطط، مضيفا أن مصالح الجنوب الحقيقية لن تتوفر إلا من خلال تعامله معنا، ونثق أن القائمين على أمر الجنوب سوف يدركون هذه المصلحة، لافتا ِإلي أن الدول الغربية كان لها حديث هادئ مع السودان، ولكنه كان لتأمين إنفصال الجنوبِ. من ناحية أخري جدد نافع اتهامه للحركة الشعبية وإسرائيل بدعم تمرد عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان. وقال أن الحلو بدأ تمرده من العاصمة كادوقلي، ولكننا تحسبنا لذلك قبل أن تقوى شوكته، موضحا أن أبناء جبال النوبة يكتشفون الآن أهداف هذا التمرد ويواجهونه، مؤكدا بأن الخرطوم لن تسمح بهذا التمرد عسكريا، وأنها سوف تقضي عليه قبل أن ينفجر. و أكد مساعد الرئيس السوداني أن الثورات العربية هي ثورات تمرد وتحرر من التبعية، ورفض للأنظمة التي كانت تأتمر بأمر الغرب ، وقال أن السودان يمثل هذه الثورات قبل بضعة سنين، مضيفا الأحزاب السياسية في السودان حاولت تقليد الثورة في ميدان أبو جنزير أسوة بميدان التحرير، ولم يحضرمنهم إلا زعيم الحزب الشيوعي محمد إبراهيم وكتب على ورق كرتون لباقي زعماء المعارضة جملته (حضرنا ولم نجدكم)، مؤكدا أن الثورات العربية داعمة للنظام بالبلاد، معربا عن سعادة السودان وفخرها بما حدث في مصر وتونس، وتمنى أن تتم ثورات البلاد التي يريد أهلها التغيير. وأجمع عدد من رموز الأحزاب والقوي السياسية والمفكرين في مصر على ضرورة الإسراع لخلق علاقات مصرية سودانية مستقرة، وتنفيذ كل الاتفاقات بينهما إلى أرض الواقع ، و قال السفير السوداني بالقاهرة كمال حسن علي أن العلاقة بين البلدين يتفق عليها الجميع، مثنيا على مبادرة في حب وادي النيل ، مضيفا : وجدنا الجميع في مصر متحدون تجاه السودان، ولم أشهد تواصلا مصريا سودانيا مثلما وجدت في هذه الزيارة، موضحا أن الإستثمارات والعمالة المصرية قفزت بشكل ملحوظ، ولكننا نأمل في المزيد، مؤكدا أنه سيكون سندا لرعاية أي منتدى أو منبر للحوار الشعبي والتنموي في الدفع بهذه العلاقات للأمام. وقال حارس مرمى مصر والنادي الأهلي السابق نادر السيد أنا أعشق الشعب السوداني، وأتمنى أن نذهب ونتواصل مع السودانيين دون أي قيود، مضيفا أن الشعب يريد تكسير الحدود. وأشار رئيس حزب الوفد المصري الدكتور السيد البدوي ِإلي أن حزبه ينطلق تجاه السودان من منطلق مقولة زعيم الحزب الراحل مصطفى النحاس الشهيرة "تقطع يدنا إذا وقعنا أي اتفاق ضد السودانِ" وقال البدوي : عندما ذهبنا للسودان وجدنا استقبالا حافلا لنا، وعندما طلبنا أرضا بالسودان قال لنا السودانيون أن البلاد مفتوحة للشعب المصري، مؤكدا أن المشاعر المصرية تجاه السودان لا تقل إن لم تزيد. وكان الدكتور نافع غادر القاهرة صباح أمس بعد زيارة استغرقت خمسة أيام ، التقي خلالها عددا من التنظيمات السياسية والشعبية بمصر، كما استقبله رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف. وأكد المراقبون على أن هذه الزيارة هي بداية انطلاق حقيقي لعلاقات سوية بين البلدين.