(وكالات – صحف- حريات) أدان الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الأربعاء بشدة “الهجوم الشائن" الذي قتل فيه السفير الامريكي في ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين في القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي وأمر بتشديد الأمن في البعثات الدبلوماسية في شتى انحاء العالم. وقال أوباما في بيان بعد مقتل السفير الأمريكي والموظفين الثلاثة في هجوم صاروخي على سيارتهم في بنغازي “طلبت من ادارتي توفير كل الموارد اللازمة لتأمين موظفينا في ليبيا وتشديد الأمن في البعثات الدبلوماسية في شتى أنحاء العالم." وأضاف “ترفض الادارة الامريكية الاساءة الى المعتقدات الدينية للآخرين لكننا نعارض بشكل واضح هذا النوع من العنف الأهوج". واعتذر رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف للولايات المتحدة يوم الأربعاء عن الهجوم الذي تعرضت له قنصليتها في بنغازي يوم الثلاثاء والذي قتل فيه السفير الأمريكي وثلاثة من موظفي السفارة. وأضاف في مؤتمر صحفي أذيع على الهواء مباشرة في قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية إنه يعتذر للولايات المتحدة وشعبها والعالم أجمع عما حدث . وكان السفير الأمريكي بليبيا وثلاثة آخرين من موظفي السفارة قتلوا أمس 12 سبتمبر في هجوم صاروخي استهدف سيارة السفير بمدينة بنغازي في شرق ليبيا ليل الثلاثاء. وقال مسؤول ليبي في بنغازي لرويترز “قتل السفير الأمريكي وثلاثة من موظفي السفارة عندما أطلق مسلحون الصواريخ عليهم." وردا على سؤال حول الأمر قال موظف في السفارة الأمريكيةبطرابلس “ليس لدينا معلومات بشأن هذا." وأضاف أن السفارة يمكنها تأكيد مقتل شخص. وقال المسؤول الليبي إن السفير الأمريكي كان في طريقه إلى مكان أكثر أمنا بعدما هاجم محتجون القنصلية الأمريكية في بنغازي وأطلقوا النار مما أسفر عن مقتل موظف في السفارة وذلك احتجاجا على فيلم أمريكي يعتبرونه مسيئا للنبي محمد. وأشار المسؤول إلى أن السفير وثلاثة موظفين آخرين قتلوا بعدما أطلق مسلحون الصواريخ على سيارة السفير. وأضاف أن السفارة الأمريكية أرسلت طائرة عسكرية لنقل الجثث إلى طرابلس لنقلها جوا إلى الولاياتالمتحدة. وهاجم مسلحون مجمع القنصلية في بنغازي مساء الثلاثاء واشتبكوا مع قوات الأمن الليبية التي انسحبت بسبب كثافة النيران. وأطلق المهاجمون النار على مبان بينما ألقى آخرون قنابل بدائية الصنع على المجمع مما أدى إلى حدوث عدد من التفجيرات المحدودة. ونشبت حرائق محدودة حول المجمع. وجاء الهجوم بعد احتجاج في مصر تسلق فيه متظاهرون أسوار السفارة الأمريكية بالقاهرة وأنزلوا العلم الأمريكي وأحرقوه احتجاجا على الفيلم الذي قالوا إنه مهين للنبي. وفي سياق متصل في الخرطوم، طالبت الهيئة الشعبية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم الحكومة بطرد السفير الألماني من البلاد، وجاء في (الانتباهة) أمس الأربعاء أن الهيئة شددت على ضرورة مقاطعة السلع الألمانية. وأجمع متحدثون خلال ندوة نظمتها الهيئة أول أمس بقاعة الشهيد الزبير على توحيد الأمة الإسلامية ومناهضة كل ما يحاك ضد الإسلام، فيما طالب الشيخ أبو زيد محمد حمزة رئيس جماعة أنصار السنة بألا تمر الإساءة للرسول مرور الكرام، مشيراً إلى أن ما يقوم به اليهود بالرسومات المسيئة للرسول (ص) يمثل حلقة من حلقات التآمر على الإسلام. وقال محلل سياسي استطلعته (حريات) إن الإساءة للرسول (ص) وللمعتقدات أمر مذموم وغير مقبول البتة ويجب أن يتواضع العالم على ما يمنع ذلك وفق مواثيق مغلظة، فمثلما تحد المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والخاصة بحرية التعبير من تلك الحرية وفق المصلحة العامة، فإن تلك المصلحة تقتضي عدم الإساءة للمقدسات. وأضاف: ولكن مقابلة حالات الإساءة التي ترتكبها جهات في الغرب بهذه الأعمال الإجرامية هي من قبيل الإساءة للرسول (ص) وتأكيد التهم الباطلة التي يوجهها بعض السفهاء في الغرب ضده متخذين من مواقف هؤلاء الانكفائية والإرهابية ذريعة لتأكيد دعاواهم الباطلة، فالمسيئين للرسول (ص) وهؤلاء الإرهابيون هم وجهان لعملة واحدة وكل منهم ينصر الآخر في جوهر موقفه. وقال المحلل: أما الهيئة المسماة بهيئة نصرة النبي (ص) في السودان فلا تعدو كونها مطية لهؤلاء الإرهابيين تؤشر لهم بإصبع لحيث الهجوم القادم. هذه الهيئة إذا أرادت نصرة النبي بحق فعليها أن تعمل على وقف قتل الأبرياء من شيوخ وأطفال ونساء واغتصابهن باسم دين النبي محمد في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وعليها وقف الفساد باسم دولة الإسلام وهو ذاته الغلول الذي يدخل صاحبه النار، فهذه التجربة الضالة تشكل الإساءة الأكبر للنبي محمد في هذا القرن، وأي عامل على نصرته يجب أن يبدأ بتعريتها وإزالتها للانتصار للنبي محمد وديباجة دينه الوضاءة.