دمشق - ا ف ب - أقرت ايران لاول مرة أمس بانها ارسلت عناصر من الحرس الثوري الى سوريا لمساعدة النظام على مجابهة المعارضة المسلحة التي تعرضت أمس لقصف عنيف من القوات السورية النظامية وسط معارك على جبهات عدة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 20 قتيلا في اعمال العنف أمس، بينهم 18 مدنيا ومقاتلان من المعارضة. في حلب، ثاني كبرى المدن السورية، شهد حي الميدان اشتباكات هي الاعنف منذ بدء المعارك في العاصمة الاقتصادية لسوريا في 20 تموز الماضي. وشملت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السبت حي العرقوب، بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض حي مساكن هنانو الى قصف بقذائف الدبابات. وشنت طائرة حربية غارة على مبنى في حي الصاخور. وشمل القصف احياء اخرى خاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين. وفي دمشق يستمر القصف على حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة الذي تحاول القوات النظامية اقتحامه، بحسب المرصد. وفي محافظة درعا، اشار المرصد الى سقوط سبعة قتلى في انفجار استهدف حافلة تقل مدنيين على طريق بلدة خربة غزالة في الريف، بينما شهد حيا القصور والسبيلة في المدينة حملة مداهمات واعتقالات تنفذها القوات النظامية. في محافظة حمص، اشار المرصد الى تعرض بلدتي تلكلخ الحدودية مع لبنان والرستن للقصف. كما اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور. وغادر أمس المبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي دمشق بعد زيارة استمرت اربعة ايام، كما افاد مصدر في الاممالمتحدة. وافاد صحفيون في فرانس برس ان نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد كان في وداع الابراهيمي في الفندق حيث كان يقيم في العاصمة السورية، من دون ان يدليا بتصريح. وكان الابراهيمي وصل الى العاصمة السورية الخميس للمرة الاولى منذ تعيينه مبعوثا للامم المتحدة وجامعة الدول العربية خلفا لكوفي انان. والتقى خلال زيارته الرئيس السوري بشار الاسد ومسؤولين ومعارضين سوريين وسفراء، كما اجرى حوارا عبر سكايب أمس مع قادة في الجيش السوري الحر. واعرب رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي الذي شارك في الحوار، عن "ثقته" بان "الابراهيمي سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه، لكننا لا نريد ان نكون سبب هذا الفشل". واضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "نحن واثقون من انه سيفشل لأن المجتمع الدولي لا يرغب فعلا بمساعدة الشعب السوري". واعلن الابراهيمي بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد السبت انه لا يحمل خطة "في الوقت الراهن" لحل النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا في سوريا، مؤكدا انه سيعمل على وضعها بعد الاستماع الى الاطراف الداخليين والاقليميين والدوليين. وحذر الدبلوماسي الجزائري في الوقت نفسه من ان "الازمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم". ومن لبنان المجاور، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في اليوم الاخير من زيارته الى السلام في سوريا، مطالبا المجموعة الدولية والدول العربية باقتراح "حلول حيوية" من اجل السلام في منطقة الشرق الاوسط. وقال البابا في قداس حاشد عند الواجهة البحرية لبيروت "فليمنح الله بلادكم (لبنان) وسوريا والشرق الاوسط هبة السلام في القلوب وصمت السلاح ووقف كل اشكال العنف". وتوجه الى الحاضرين الذين فاق عددهم 350 الف شخص بحسب المنظمين، قائلا "فلنتضرع الى سيدة لبنان والله من اجلكم وبشكل خاص من اجل سكان سوريا والدول المجاورة التي تتوق الى هبة السلام". وفي طهران، أقر القائد الاعلى للحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري أمس للمرة الاولى، ان عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان. وقال الجعفري ان "عددا من عناصر فيلق القدس موجودون في سوريا ولبنان. غير ان ذلك لا يعني ان لنا وجودا عسكريا هناك. اننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح واراء ونفيدهم من تجربتنا"، من دون ان يحدد ماهية هذه "النصائح والاراء". واضاف قائد الحرس الثوري "نحن فخورون (...) بالدفاع عن سوريا التي تشكل عنصرا مقاوما" ضد اسرائيل "عبر تزويدها بخبرتنا بينما لا تخجل دول اخرى من دعم مجموعات ارهابية" في سوريا، كما تسمي ايران رسميا المسلحين المعارضين للنظام السوري. وهي المرة الاولى التي يقر فيها مسؤول في الحرس الثوري الايراني بوجود عناصر من فيلق القدس في سوريا ولبنان بينما تندد المعارضة السورية والمسؤولون الاميركيون بذلك منذ اشهر. وفيلق القدس هو وحدة تتولى العمليات الخارجية، الرسمية او السرية، للحرس الثوري الايراني. وبحسب محللين فان هذه القوة التي تضم الاف العناصر تنشط بشكل خاص في دول الشرق الاوسط.