السودان شهد 6 آلاف معركة.. و17 ألف مدني فقدوا حياتهم    شاهد بالفيديو.. مذيعة تلفزيون السودان تبكي أمام والي الخرطوم "الرجل الذي صمد في حرب السودان ودافع عن مواطني ولايته"    مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    واصل برنامجه الإعدادي بالمغرب.. منتخب الشباب يتدرب على فترتين وحماس كبير وسط اللاعبين    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معلومات جديدة عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
نشر في سودانيات يوم 18 - 09 - 2012


(فرانس 24)
بينما تتضارب الروايات بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي والذي راح ضحيته السفير الأمريكي في ليبيا ليلة 11 سبتمبر/أيلول الجاري، وعما إذا كان مخططا له مسبقا أم لا، تتكشف رويدا رويدا تفاصيل مثيرة للقلق بشأن هذا الهجوم.
وفقا لأحد المسؤولين الليبيين إضافة لمصادر من الميليشيا وشهود العيان، فإن الهجوم تم إعداده بدقة ونفذ على مرحلتين وفي مكانين مختلفين من مدينة بنغازي.
ففي تغطيتها للأحداث، ذكرت صحيفة “لوفيغارو" الفرنسية أن السفير الأمريكي كريس ستيفنز قضى متأثرا باستنشاقه غازات خانقة داخل مبنى القنصلية، كما أن ثلاثة أمريكيين أخرين من بينهم جنديان في المارينز لاقوا حتفهم داخل منزل يطلق عليه “المزرعة" ويبعد كيلو مترا واحدا عن القنصلية.
وحسب الرواية التي سردتها “لوفيغارو" فإن عماد شقابي، أحد قادة الميليشيات المتحالفة مع قوات الأمن الليبية، أخبرها أنه وصلته، بعد بدء الهجوم بساعات، أوامر بالذهاب إلى مطار بنغازي لدعم جنود المارينز الأمريكيين الذين قدموا جوا من العاصمة طرابلس. ويضيف شقابي بأن الأوامر لم تحتو على تفاصيل وأن جنود وحدته تكهنوا بأنهم سيساعدون الجنود الأمريكيين في استعادة جثمان السفير المقتول، بيد أنهم فور ملاقاتهم للجنود الأمريكيين فوجئوا بهم يعطونهم إحداثيات منطقة أخرى قريبة من القنصلية هرب إليها الدبلوماسيون الأمريكيون.
وفي مقابلة أجراها نائب وزير الداخلية الليبي، ونيس الشريف، مع وكالة رويترز للأنباء الأسبوع الماضي، قال الشريف “إن المارينز جاؤوا لإجلاء دبلوماسيهم من المنزل الآمن، الذي من المفترض أن يكون سريا، ولكننا فوجئنا بأن المسلحين كانوا على علم دقيق بموقعه"
رواية الشريف تكاد تتطابق مع رواية شقابي التي نقلتها “لوفيغارو" والتي إن صحت فإن هذا معناه أن الهجوم خطط له مسبقا من قبل مجموعة، أو مجموعات، مسلحة قادرة على الوصول لمعلومات أمنية في غاية السرية.
بعد الهجوم، رفض المسؤولون الأمريكيون القفز على التحقيقات الجارية والتورط في إصدار أحكام قاطعة قبل انتهائها، ولكن بحلول نهاية الأسبوع بدا أن المسؤولين يكادون يتفقون على فرضية التخطيط المسبق للهجوم.
في تصريحها لقناة “فوكس نيوز" يوم الأحد الماضي، قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس “لقد تجمع الناس خارج القنصلية ثم أخذت الأمور منحى أكثر عنفا وانضم آخرون للجموع وهم يحملون أسلحة ثقيلة، وهو أمر منتشر في ليبيا بعد الثورة، ومن ثم خرجت الأمور عن السيطرة" ثم قالت موضحة “لكننا لا نرى أية علامات على أن الهجوم كان منسقا أو مخططا له مسبقا". ومن الواضح أن هذه التصريحات تتناقض بشكل صارخ مع تصريحات المسؤول الليبي ومع تصريحات قائد الميليشيا.
فرانس 24 استطاعت الحصول على شهادة أحد المقاتلين من ميليشيا “شهداء ليبيا الحرة"، رفض الكشف عن هويته، عبر الهاتف وذكر فيها أنه شاهد الهجوم ويجزم بأنه كان مخططا له.
يقول الشاهد: “لقد كانوا يعرفون القنصلية جيدا، وأتوا بأسلحة ثقيلة واستولوا على المكان بسرعة كبيرة، لقد تم كل شيء في لحظات، لا يمكنك فعل شيء كهذا بدون التخطيط له". وذكر الشاهد أنه لم يستطع الاقتراب من القنصلية لضراوة القتال الدائر عندها كما أن مجموعته المقاتلة كانت تنتظر عبثا على بعد عدد من البنايات الأوامر بالتدخل. يكمل قائلا: “كانت الفوضى التامة سيدة الموقف، لقد كان القتال ضاريا لدرجة أنني لم أفهم ماذا يحدث بالضبط. بدا وكأن المهاجمين إسلاميين، فهم لا يشبهون على الإطلاق المقاتلين في كتيبتي، وكان من الواضح أنهم ينفذون خطة ما معدة من قبل لكنهم كانوا بانتظار حدث ما ليشرعوا في تنفيذها".
أثار هذه الهجوم عددا من التساؤلات في أوساط الخبراء الأمنيين. فقبل الهجوم مباشرة وفي نفس اليوم، نشرت المواقع الإلكترونية الجهادية، رسالة زعيم تنظيم “القاعدة" إلى الليبيين باستهداف الأمريكيين على الأراضي الليبية للانتقام لمقتل مساعده السابق أبو يحيى الليبي والذي قتل في 4 يونيو/حزيران الماضي في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار.
وفي بيان أصدره تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب" نهاية الأسبوع الفائت، ذكر أن مقتل الليبي قد زاد عزم وإصرار أبناء عمر المختار للانتقام من الذين أساءوا لرسول الإسلام. لكن التنظيم لم يعلن صراحة مسؤوليته عن الهجوم.
وفي الوقت الذي ألقت فيه السلطات الليبية القبض على خمسين شخصا مشتبها بضلوعهم في الهجوم، وألقت باللائمة على مجموعة سلفية تدعى “أنصار الشريعة"، نجد أن قادة هذه المجموعة نأوا بأنفسهم تماما عن الهجوم ربما بعد الغضب الذي فجره في أوساط سكان مدينة بنغازي. وهي المفارقة التي جعلت صحيفة “نيويورك تايمز" تطلق عليها “سبل مشوشة ومتناقضة".
معلومات جديدة عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
(فرانس 24)
بينما تتضارب الروايات بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي والذي راح ضحيته السفير الأمريكي في ليبيا ليلة 11 سبتمبر/أيلول الجاري، وعما إذا كان مخططا له مسبقا أم لا، تتكشف رويدا رويدا تفاصيل مثيرة للقلق بشأن هذا الهجوم.
وفقا لأحد المسؤولين الليبيين إضافة لمصادر من الميليشيا وشهود العيان، فإن الهجوم تم إعداده بدقة ونفذ على مرحلتين وفي مكانين مختلفين من مدينة بنغازي.
ففي تغطيتها للأحداث، ذكرت صحيفة “لوفيغارو" الفرنسية أن السفير الأمريكي كريس ستيفنز قضى متأثرا باستنشاقه غازات خانقة داخل مبنى القنصلية، كما أن ثلاثة أمريكيين أخرين من بينهم جنديان في المارينز لاقوا حتفهم داخل منزل يطلق عليه “المزرعة" ويبعد كيلو مترا واحدا عن القنصلية.
وحسب الرواية التي سردتها “لوفيغارو" فإن عماد شقابي، أحد قادة الميليشيات المتحالفة مع قوات الأمن الليبية، أخبرها أنه وصلته، بعد بدء الهجوم بساعات، أوامر بالذهاب إلى مطار بنغازي لدعم جنود المارينز الأمريكيين الذين قدموا جوا من العاصمة طرابلس. ويضيف شقابي بأن الأوامر لم تحتو على تفاصيل وأن جنود وحدته تكهنوا بأنهم سيساعدون الجنود الأمريكيين في استعادة جثمان السفير المقتول، بيد أنهم فور ملاقاتهم للجنود الأمريكيين فوجئوا بهم يعطونهم إحداثيات منطقة أخرى قريبة من القنصلية هرب إليها الدبلوماسيون الأمريكيون.
وفي مقابلة أجراها نائب وزير الداخلية الليبي، ونيس الشريف، مع وكالة رويترز للأنباء الأسبوع الماضي، قال الشريف “إن المارينز جاؤوا لإجلاء دبلوماسيهم من المنزل الآمن، الذي من المفترض أن يكون سريا، ولكننا فوجئنا بأن المسلحين كانوا على علم دقيق بموقعه"
رواية الشريف تكاد تتطابق مع رواية شقابي التي نقلتها “لوفيغارو" والتي إن صحت فإن هذا معناه أن الهجوم خطط له مسبقا من قبل مجموعة، أو مجموعات، مسلحة قادرة على الوصول لمعلومات أمنية في غاية السرية.
بعد الهجوم، رفض المسؤولون الأمريكيون القفز على التحقيقات الجارية والتورط في إصدار أحكام قاطعة قبل انتهائها، ولكن بحلول نهاية الأسبوع بدا أن المسؤولين يكادون يتفقون على فرضية التخطيط المسبق للهجوم.
في تصريحها لقناة “فوكس نيوز" يوم الأحد الماضي، قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس “لقد تجمع الناس خارج القنصلية ثم أخذت الأمور منحى أكثر عنفا وانضم آخرون للجموع وهم يحملون أسلحة ثقيلة، وهو أمر منتشر في ليبيا بعد الثورة، ومن ثم خرجت الأمور عن السيطرة" ثم قالت موضحة “لكننا لا نرى أية علامات على أن الهجوم كان منسقا أو مخططا له مسبقا". ومن الواضح أن هذه التصريحات تتناقض بشكل صارخ مع تصريحات المسؤول الليبي ومع تصريحات قائد الميليشيا.
فرانس 24 استطاعت الحصول على شهادة أحد المقاتلين من ميليشيا “شهداء ليبيا الحرة"، رفض الكشف عن هويته، عبر الهاتف وذكر فيها أنه شاهد الهجوم ويجزم بأنه كان مخططا له.
يقول الشاهد: “لقد كانوا يعرفون القنصلية جيدا، وأتوا بأسلحة ثقيلة واستولوا على المكان بسرعة كبيرة، لقد تم كل شيء في لحظات، لا يمكنك فعل شيء كهذا بدون التخطيط له". وذكر الشاهد أنه لم يستطع الاقتراب من القنصلية لضراوة القتال الدائر عندها كما أن مجموعته المقاتلة كانت تنتظر عبثا على بعد عدد من البنايات الأوامر بالتدخل. يكمل قائلا: “كانت الفوضى التامة سيدة الموقف، لقد كان القتال ضاريا لدرجة أنني لم أفهم ماذا يحدث بالضبط. بدا وكأن المهاجمين إسلاميين، فهم لا يشبهون على الإطلاق المقاتلين في كتيبتي، وكان من الواضح أنهم ينفذون خطة ما معدة من قبل لكنهم كانوا بانتظار حدث ما ليشرعوا في تنفيذها".
أثار هذه الهجوم عددا من التساؤلات في أوساط الخبراء الأمنيين. فقبل الهجوم مباشرة وفي نفس اليوم، نشرت المواقع الإلكترونية الجهادية، رسالة زعيم تنظيم “القاعدة" إلى الليبيين باستهداف الأمريكيين على الأراضي الليبية للانتقام لمقتل مساعده السابق أبو يحيى الليبي والذي قتل في 4 يونيو/حزيران الماضي في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار.
وفي بيان أصدره تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب" نهاية الأسبوع الفائت، ذكر أن مقتل الليبي قد زاد عزم وإصرار أبناء عمر المختار للانتقام من الذين أساءوا لرسول الإسلام. لكن التنظيم لم يعلن صراحة مسؤوليته عن الهجوم.
وفي الوقت الذي ألقت فيه السلطات الليبية القبض على خمسين شخصا مشتبها بضلوعهم في الهجوم، وألقت باللائمة على مجموعة سلفية تدعى “أنصار الشريعة"، نجد أن قادة هذه المجموعة نأوا بأنفسهم تماما عن الهجوم ربما بعد الغضب الذي فجره في أوساط سكان مدينة بنغازي. وهي المفارقة التي جعلت صحيفة “نيويورك تايمز" تطلق عليها “سبل مشوشة ومتناقضة".
معلومات جديدة عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
(فرانس 24)
بينما تتضارب الروايات بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي والذي راح ضحيته السفير الأمريكي في ليبيا ليلة 11 سبتمبر/أيلول الجاري، وعما إذا كان مخططا له مسبقا أم لا، تتكشف رويدا رويدا تفاصيل مثيرة للقلق بشأن هذا الهجوم.
وفقا لأحد المسؤولين الليبيين إضافة لمصادر من الميليشيا وشهود العيان، فإن الهجوم تم إعداده بدقة ونفذ على مرحلتين وفي مكانين مختلفين من مدينة بنغازي.
ففي تغطيتها للأحداث، ذكرت صحيفة “لوفيغارو" الفرنسية أن السفير الأمريكي كريس ستيفنز قضى متأثرا باستنشاقه غازات خانقة داخل مبنى القنصلية، كما أن ثلاثة أمريكيين أخرين من بينهم جنديان في المارينز لاقوا حتفهم داخل منزل يطلق عليه “المزرعة" ويبعد كيلو مترا واحدا عن القنصلية.
وحسب الرواية التي سردتها “لوفيغارو" فإن عماد شقابي، أحد قادة الميليشيات المتحالفة مع قوات الأمن الليبية، أخبرها أنه وصلته، بعد بدء الهجوم بساعات، أوامر بالذهاب إلى مطار بنغازي لدعم جنود المارينز الأمريكيين الذين قدموا جوا من العاصمة طرابلس. ويضيف شقابي بأن الأوامر لم تحتو على تفاصيل وأن جنود وحدته تكهنوا بأنهم سيساعدون الجنود الأمريكيين في استعادة جثمان السفير المقتول، بيد أنهم فور ملاقاتهم للجنود الأمريكيين فوجئوا بهم يعطونهم إحداثيات منطقة أخرى قريبة من القنصلية هرب إليها الدبلوماسيون الأمريكيون.
وفي مقابلة أجراها نائب وزير الداخلية الليبي، ونيس الشريف، مع وكالة رويترز للأنباء الأسبوع الماضي، قال الشريف “إن المارينز جاؤوا لإجلاء دبلوماسيهم من المنزل الآمن، الذي من المفترض أن يكون سريا، ولكننا فوجئنا بأن المسلحين كانوا على علم دقيق بموقعه"
رواية الشريف تكاد تتطابق مع رواية شقابي التي نقلتها “لوفيغارو" والتي إن صحت فإن هذا معناه أن الهجوم خطط له مسبقا من قبل مجموعة، أو مجموعات، مسلحة قادرة على الوصول لمعلومات أمنية في غاية السرية.
بعد الهجوم، رفض المسؤولون الأمريكيون القفز على التحقيقات الجارية والتورط في إصدار أحكام قاطعة قبل انتهائها، ولكن بحلول نهاية الأسبوع بدا أن المسؤولين يكادون يتفقون على فرضية التخطيط المسبق للهجوم.
في تصريحها لقناة “فوكس نيوز" يوم الأحد الماضي، قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس “لقد تجمع الناس خارج القنصلية ثم أخذت الأمور منحى أكثر عنفا وانضم آخرون للجموع وهم يحملون أسلحة ثقيلة، وهو أمر منتشر في ليبيا بعد الثورة، ومن ثم خرجت الأمور عن السيطرة" ثم قالت موضحة “لكننا لا نرى أية علامات على أن الهجوم كان منسقا أو مخططا له مسبقا". ومن الواضح أن هذه التصريحات تتناقض بشكل صارخ مع تصريحات المسؤول الليبي ومع تصريحات قائد الميليشيا.
فرانس 24 استطاعت الحصول على شهادة أحد المقاتلين من ميليشيا “شهداء ليبيا الحرة"، رفض الكشف عن هويته، عبر الهاتف وذكر فيها أنه شاهد الهجوم ويجزم بأنه كان مخططا له.
يقول الشاهد: “لقد كانوا يعرفون القنصلية جيدا، وأتوا بأسلحة ثقيلة واستولوا على المكان بسرعة كبيرة، لقد تم كل شيء في لحظات، لا يمكنك فعل شيء كهذا بدون التخطيط له". وذكر الشاهد أنه لم يستطع الاقتراب من القنصلية لضراوة القتال الدائر عندها كما أن مجموعته المقاتلة كانت تنتظر عبثا على بعد عدد من البنايات الأوامر بالتدخل. يكمل قائلا: “كانت الفوضى التامة سيدة الموقف، لقد كان القتال ضاريا لدرجة أنني لم أفهم ماذا يحدث بالضبط. بدا وكأن المهاجمين إسلاميين، فهم لا يشبهون على الإطلاق المقاتلين في كتيبتي، وكان من الواضح أنهم ينفذون خطة ما معدة من قبل لكنهم كانوا بانتظار حدث ما ليشرعوا في تنفيذها".
أثار هذه الهجوم عددا من التساؤلات في أوساط الخبراء الأمنيين. فقبل الهجوم مباشرة وفي نفس اليوم، نشرت المواقع الإلكترونية الجهادية، رسالة زعيم تنظيم “القاعدة" إلى الليبيين باستهداف الأمريكيين على الأراضي الليبية للانتقام لمقتل مساعده السابق أبو يحيى الليبي والذي قتل في 4 يونيو/حزيران الماضي في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار.
وفي بيان أصدره تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب" نهاية الأسبوع الفائت، ذكر أن مقتل الليبي قد زاد عزم وإصرار أبناء عمر المختار للانتقام من الذين أساءوا لرسول الإسلام. لكن التنظيم لم يعلن صراحة مسؤوليته عن الهجوم.
وفي الوقت الذي ألقت فيه السلطات الليبية القبض على خمسين شخصا مشتبها بضلوعهم في الهجوم، وألقت باللائمة على مجموعة سلفية تدعى “أنصار الشريعة"، نجد أن قادة هذه المجموعة نأوا بأنفسهم تماما عن الهجوم ربما بعد الغضب الذي فجره في أوساط سكان مدينة بنغازي. وهي المفارقة التي جعلت صحيفة “نيويورك تايمز" تطلق عليها “سبل مشوشة ومتناقضة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.