( رئيس التحرير- الصحافة ) عطلت تفاصيل الملف الامني المرتبط بإنشاء منطقة عازلة بين دولتي السودان وجنوب السودان،والوضع الانتقالي في ابيي استكمال الاتفاق بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت،اللذين أرجأ لقاءهما الخامس غير ما مرة أمس قبل عقده ليلاً ،وكثف الوسطاء الافارقة جهودهم بعد ما ضاقت شقة الخلاف بينهما ومددت لقاءات الرئيسين بين يوم إلى ثلاثة ايام لانهاء كافة الملفات . وأرجأ البشير وسلفاكير جلستهما الخامسة التي كانت مقررة صباح أمس ثلاث مرات،على الرغم من ان لقاءهما الرابع مساء الاثنين كان ايجابيا ،وعقد اللقاء الخامس بمقر اقامتهما في فندق شيراتون أديس ابابا،بحضور الدرديري محمد أحمد ودينق الور،والوسيط الافريقي ثابو مبيكي ومساعديه عبد السلام ابوبكر وبيير بويويا. ورجحت مصادر قريبة من مفاوضي الجانبين التوصل الى تسوية تستند على تنازلات متبادلة في شأن الترتيبات الامنية المتصلة بإنشاء منطقة عازلة بين الدولتين،وارجاء حسم الوضع النهائي في منطقة ابيي الى مرحلة لاحقة،ورأت أن الوسطاء يتجهون الى صياغة اتفاق اطاري يشمل كل القضايا عدا ملف ابيي الذي سيكون في مسار مستقل. وأجرى رئيسا وفدي السودان وجنوب السودان المفاوضين، ادريس عبد القادر وباقان اموم مشاورات في شأن تفاصيل انسحاب قوات الدولتين من منطقة الميل 14 المتنازع عليها،بعدما اقر الجانبان تجاوز ما حددته الخريطة الافريقية حول المنطقة العازلة. وعلمت «الصحافة» أن السودان تمسك بأن تكون كل منطفة الميل 14 منزوعة السلاح وان تدار عبر النظام القبلي،مما يقتضي سحب الجيش الجنوبي من المنطقة جنوبا «23» كليومترات،ثم 10 كيلومترات اخرى لتكون ضمن المنطقة العازلة ،واخلاء ست مناطق يسيطر عليها حاليا،حتى تكون المنطقة خط الصفر وان ينسحب الجيشان السوداني شمالها 10 كيلومترات والجنوبي 10 كيلومترات جنوبها. غير أن الوفد الجنوبي عرض الانسحاب 15 كيلومترا جنوب بحر العرب باعتباره خط الصفر الذي حددته الخريطة الافريقية للمنطقة العازلة وعمقها 10 كيلومترات على جانبي الحدود ،واخلاء المناطق التي يسيطر عليها،وانسحاب القوات السودانية 15 كيلومترا شمالا. وقال مصدر في فريق الوساطة الافريقية ل «الصحافة» ان سلفاكير أبدى مرونة في شأن منطقة الميل 14 لتجاوز الخلاف،لكن جنرالات من وفده المفاوض رفضوا تقديم أية تنازلات وتمسكوا بما حددته الخريطة الافريقية لانشاء المنطقة العازلة. وفي شأن النزاع على منطقة ابيي، علمت «الصحافة» ان وفد السودان رد على مقترحات الوسيط الافريقي ثابو مبيكي التي دعت الى اجراء استفتاء على مستقبل المنطقة بعد عام،وتقسيم عائدات النفط بين مكوناتها المحلية لتنمية مناطقها. وعلم ان السودان جدد التزامه ببروتوكول منطقة ابيي الذي كان جزءا من اتفاق السلام مع جنوب السودان،ويرى ان مقترحات مبيكي تتجاز البروتوكول في بعض بنوده،خصوصا ما يتصل بطريقة اجراء الاستفتاء،ويرجح تأجيل حسم الوضع النهائي بشأن ابيي،الى مرحلة لاحقة،والاتفاق في ختام الجولة الحالية على تشكيل الاجهزة الانتقالية لملء الفراغ السياسي والاداري في المنطقة. وكشفت مصادر مطلعة أن ابناء ابيي في الوفد الجنوبي مارسوا ضغوطا على قيادتهم حتى يستمر الملف الامني مع ملف ابيي في التفاوض بين الرئيسين لمخاوفهم من توقيع اتفاق شامل بين السودان والجنوب،وتتعطل معالجة الوضع النهائي في ابيي. وأرجأ المبعوث الاميركي الى السودان وجنوب السودان بريستون ليمان مغادرته اديس ابابا الى وشنطن الى اليوم،بدلا عن امس لمتابعة المفاوضات.