المصدر: الخرطوم- طارق عثمان البيان رغم ارتفاع معدلات الامطار في السودان لهذا العام وزراعة ملايين الافدنة بمحاصيل الحبوب، الا ان ثمة مشاكل باتت تشكل هاجسا لمزارعي السودان، حيث يتخوف الكثير منهم من ان تهدد تلك المشاكل نجاح الموسم الزراعي ولم تتخذ السلطات الاجراءات الكفيلة بمعالجتها، لاسيما ندرة الأيدي العاملة، ما استدعى بعض الولايات للاستعانة بطلاب المدارس لسد هذا العجز. تخوف ففي ولاية القضارف شرق السودان، اكبر منتج لمحصول السمسم الذي يعتبر اهم محاصيل للصادر بعد القطن، ابدى المزارعون تخوفهم من انتشار الآفات الزراعية في ظل انعدام الوقاية اللازمة للنباتات، غير ان مشكلة العمالة اليدوية تمثل الهاجس الاكبر للمزارعين هذا العام، فقلة العمالة بحسب مزارعين تهدد الموسم خاصة وان المحاصيل الزراعية في مراحلها النهائية. ويقول الامين العام لاتحاد مزارعي السودان عبدالحميد آدم مختار ان الاتحاد اجرى اتصالاته مع الجهات المسؤولة بالدولة لاستجلاب عمالة مؤقتة لحصاد محصول السمسم من دولة اثيوبيا، غير ان الدولة لم تصدر قرارا بهذا الشأن حتى الآن، مشيرا الى ان بعض الولايات لجأت لاتخاذ بعض الاجراءات لمعالجة ازمة العمالة. ويقول ان ولاية الجزيرة استعانت بطلاب المدارس بعد ان طالبت بمنحهم عطلة اسبوعين حتى يتسنى لها التغلب على ازمة الايدي العاملة. ويوضح مختار ان الايدي العاملة باتت غير مجدية في عمليات الحصاد، الا ان عدم توفر الآليات الحديثة هو الذي يجعل من الاعتماد عليها امرا تفرضه الضرورة. أسباب سياسية من جهته، يرجع الامين العام لاتحاد مزارعي ولاية القضارف، التي تعد اكبر مركز للزراعة المطرية في السودان عبدالمجيد علي التوم، في تصريح ل«البيان» أسباب قلة العمالة الزراعية في الموسم الحالي الى انفصال الجنوب وعودة الجنوبيين الى بلادهم، مشيرا الى ان عودة الجنوبيين احدثت فجوة في الايدي العاملة بالذات في المجال الزراعي، حيث انهم كانوا يمثلون النسبة الاكبر من العمال الزراعيين. الأمن الغذائي يعول السودان كثيرا على القطاع الزراعي ليس في تحقيق الأمن الغذائي فحسب، بل في دعم خزينة الدولة خاصة بعد انفصال جنوب السودان وفقد السودان لحوالي 70 في المئة من عائدات النفط. كما يسهم القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي ب 36 في المئة كما يستوعب القطاع الزراعي نحو 65 في المئة من القوى العاملة.