وبا بعد اتفاق البشير وسلفاكير الرياض – التيجاني عبد الباقي اعرب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بسفارة السودان بالعاصمة السعودية الرياض السفير قريب الله خضر علي وعدد من السودانيين العاملين بالمملكة عن تطلعهم لعلاقات ايجابية بين الخرطوم وجوبا بعد الاتفاق الاخير الذي وقعه الرئيس عمر حسن البشير وسلفاكير ميارديت بأديس ابابا. وأضاف السفير قريب الله ان هذا الاتفاق يضع العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان في الاتجاه الصحيح ويؤسس لبناء الثقة واحترام حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية فضلا عن التعاون المثمر الذي يحقق مصالح شعبي البلدين. وقال السفير قريب الله " ان الاتفاق يمثل خطوة متقدمة على طريق السلام وتسوية القضايا العالقة بين البلدين مضيفا "وفي تقديري ان قيادة الرئيسين البشير وسلفاكير وتوقيعهما الاتفاق ستوفر قدرا كبيرا من ضمانات التنفيذ الامر الذي يهم وينتظره شعبي البلدين" واكد السفير قريب الله حرص السودان على اقامة علاقات بناءة وايجابية مع دولة الجنوب تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة والتعاون على ترسيخ الامن والاستقرار والمضي قدما في تنفيذ مشاريع التنمية والاعمار. واشار الى ان اهمية اتفاق اديس ابابا الاخير تكمن في قيادة الرئيس عمر البشير بنفسه لوفد التفاوض وتفرغه تماما لعدة ايام حتى توج بالتوقيع مع رئيس دولة الجنوب سلفاكير الذي هو الاخر ادرك الحاجة الملحة للامن والاستقرار والتعاون مع جنوب السودان لبناء دولته الوليدة. من جانبه راى رئيس المؤتمر الوطني الإقليم الاوسط بالخليج – السعودية المهندس /محمد احمد ابراهيم ان الاتفاق فرضته حاجة كلا البلدين الى ايجاد خارطة طريق ومخرج لمعالجة كل القضايا العالقة بينهم وقال ابراهيم ان نجاح هذا الاتفاق مرهون بنجاح معالجة القضايا الامنية والحدودية التي تتطلب قدرا كبير من التحلي بالحكمة والعقلانية مع توفر الرغبة المشتركة والإرادة السياسية لتجاوزها وشدد على ضرورة ان تراعي قيادتي البلدين مصالح شعبيهما والاستفادة من التجارب السابقة في الاحتراب والعداءات وما افضت اليه من معاناة لم تحقق فائدة لطرف وانما تاذى منها الجميع ولذلك نامل ان يلتزم الطرفان بتنفيذ هذا الاتفاق وان تسود ذات روح التوافق المفاوضات المقبلة لمناقشة بقية الملفات العالقة. اما رئيس رابطة ابناء جبال النوبة بالرياض محمد زيدان كوة فاعرب عن امله بان يقود هذا الاتفاق الى التوصل الى حلول لبقية القضايا وبخاصة في جبال النوبة والنيل الازرق حتى ينعم كل السودان بالامن والاستقرار. واعتبر كوة الاتفاق خطوة ضمن خطوات مطلوبة بشدة لتعزيز الثقة بين السودان ودولة جنوب السودان في هذه المرحلة خاصة وان البلدين بحاجة ماسة اكثر من أي وقت مضي لفترة من الهدوء والاستقرار لازالة المعاناة عن الشعب السوداني بشماله وجنوبه. من جانبه راى الاعلامي ايمن مبارك ابو الحسن ان الاتفاقية يمكن النظر اليها من زاويتين احدهما سلبية والأخرى ايجابية فالاولى تتمثل في ان الاتفاقية تم التوقيع عليها في أجواء ضغط داخلي من النواحي الاقتصادية والأمنية الصعبة في كلا البلدين فضلا عن الضغط الخارجي لكليهما من قبل المجتمع الدولي. واعرب عن خشيته بان يكون لهذه الضغوط وخاصة من مجلس الامن الدولي تاثيرات سالبة على الطرفين بالتعجل في توقيع الاتفاقية دون اكمال معالجة بقية الملفات الامر مما يتيح لتجدد الازمة مرة اخرى بين البلدين. أما الزاوية الايجابية في الاتفاقية فيرى ابو الحسن انها تتمثل في توفر الضمانات والثقة من خلال الاليات التي وضعتها الوساطة الافريقية والدولية لا سيما المتعلقة بالجانب الامني بتحديد عدة آليات لمراقبة المناطق الآمنة منزوعة السلاح ولجنة مراقبة الحدود كما تضمنت بنوداً واضحة لوقف العدائيات وعدم إيواء الحركات المسلحة وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل دولة وكل ذلك بمراقبة دولية وآليات محددة وأكد اهمية أن ينظر كلا الطرفين للعلاقات بينهما نظرة استراتيجية تستند الى الرغبة والارادة لتأسيس علاقة تقوم أولاً على تبادل المصالح ثم النظر للتاريخ الإنساني المشترك بين الشعبين غير انه حذر من الاغراق في التفاؤل بهذه الاتفاقية كحل نهائي لكل القضايا بين البلدين. واعتبر الشريف أحمد يوسف قيادي بقطاع الشباب أن اتفاقية اديس ابابا الاخيرة بين السودان ودولة جنوب السودان بانها تسهم في تحقيق انفراج نسبي من الازمة الاقتصادية التي يعاني منها شعبي البلدين معربا عن امله بان يكون هناك التزام تام بتنفيذها حتى يتحقق الامن والاستقرار لكليهما. وترى زينب ابراهيم خالد عبد الكريم فنية أشعة - مكةالمكرمة – ان الاتفاقية تتطلب توفر الجدية والمصداقية في التنفيذ من كلا الطرفين فالبلدين قد وقعا اتفاقيات سابقة لم يكتب لها النجاح ولذلك لا بد من توفر ضمانات كافية تحمي الاتفاق من الانهيار بفعل الدوائر الصهيونية المعادية للسودان. وشددت على اهمية ان تدعم مختلف القوى السياسية في السودان هذا الاتفاق ونفس الشيء مطلوب وبدرجة اكبر من التيارات السياسية في دولة الجنوب تجنبا لحدوث اختراقات من بعض القوى المعارضة تعيد البلدين الى مربع النزاعات والاحتراب. وأوضح عبد الرحمن سيد أحمد خليل مستشار قانوني- الرياض أن هذا الاتفاق جاء متأخراً وكان يفترض أن يكون جزء من اتفاقية السلام الشامل - ولكن كما يقول الإنجليز أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي إطلاقاً- ورغم أن الاتفاق لم تعلن تفاصيله للعامة إلا أن ما توفر من معلومات عامة عنه يستفاد منها معالجته لقضايا كان من السهل التوصل لحلول لها منذ نيفاشا وبعدها دون سيف مسلط من الغرب والولايات المتحدة ومجلس الأمن اهم شان يمكن أن يعالجه الاتفاق هو إنقاذ حكومتي السودان والسودان الجنوبي من الكارثة الاقتصادية ، وافاد خليل الامل معقود بان يؤدي فك ارتباط الفرقتين التاسعة والعاشرة إلى هدوء الأحوال الأمنية في جبال النوبة والنيل الأزرق. وافاد المهندس جمال فضل الكريم ان الاتفاق السلمي هو المخرج الوحيد لعلاج القضايا الخلافية نحو امن وامان ورفاهية الشعبين ، وتوقع اخصائي التسويق عماد يسن علي نور الدين تحسن التجارة بين البلدين وزيادة الصادرات وتطبيع العلاقات الثنائية بصورة مرنة ولكنه تخوف من عدم شفافية الطرف الجنوبي في التطبيق بحسب التجارب السابقة ، اما خبير الانتاج الحيواني المهندس علي الشايب اشار ان الاتفاق تناول الجانب الاقتصادي دون سواه من الملفات العالقة وتمني الشايب ان لا يكون الاتفاق آنيا بسبب ضغوط المجتمع الدولي ، وأبان الأستاذ عباس شادول قيادي فاعل بمنظمات المجتمع المدني أن الاتفاقية هي شمعة في طرف نفق طويل تحتاج إلى إرادة سياسية من طرفي الاتفاق ليكتب له النجاح، وحذر الكاتب الصحفي - محمد التجاني عمر قش من أن الاتفاق لا يخدم مصلحة السودان في شيء إلا بحفنة من الدولارات وقتيا ولكنه يتيح حريات غير متكافئة للجنوبيين بما أن مشكلة الحدود وأبيي لم تحسم بعد فإن المشاكل المعلقة ستظل معلقة . ويؤكد الاعلامي علي الكرار هاشم على اهمية هذه الاتفاقية رغم انها تأخرت كثيرا في حسم قضايا كان يجب معالجتها بالتزامن مع اتفاقية السلام الشامل عام 2005وقبل انفصال دولة الجنوب عام 2011 مشيرا الى تضمنها بنودا اقتصادية وأمنية مهمة ترتبط ارتباطا مباشرا بحياة واستقرار شعبي البلدين . وقال الكرار "الاتفاق بصورته الحالية مهم جدا وخطوة عملية علي سبيل التنمية إذ لا تنمية ولا تطور دون الأمن والاستقرار إضافة لكونه يعالج قضية البترول وحرية الحركة والإقامة " معتبرا لجوء الطرفين للحوار لحل النزاعات بانه أسلوب متحضر يحفظ الأرواح ويسهم في تجاوز الازمات وإزالة أي توتر قد يستجد مستقبلا.