واشنطن رولا عيسى أشارت دراسة حديثة إلى أن إدمان الجنس يمثل اضطرابًا عقليًا حقيقيًا، حيث يشعر المصابون به بدوافع جنسية قاسية، خارجة عن السيطرة، ويتم النظر في إدراج هذا الاضطراب في كتاب أميركا المقدس الذي يذكر كل الأمراض العقلية، وهو الكتيب التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية. وقد ظل العلماء يكافحون حتى الآن لتعريف ماهية اضطراب فرط النشاط الجنسي، وهو الاسم العلمي لإدمان الجنس، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة روري رايد، الأستاذ المساعد و الباحث النفسي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنغيلوس، أن الشخص الذي يمارس الجنس بشكل متكرر لا يتم تشخيصه بهذا الاضطراب، بينما يفعل الشخص الذي يمارس نشاطات جنسية مفرطة بشكل متكرر، للتأقلم مع التوتر، وتتدخل النشاطات بقدرته على تأدية مهامه في الحياة اليومية. وقال رايد "ربما يفكرون في العواقب لفترة قصيرة، ولكن بطريقة ما يشعرون أن حاجتهم للجنس أكثر أهمية، ويختارون ممارسة الجنس حتى في المواقف التي قد تسبب فيها تلك الاختيارات أذى أو مشاكل خطيرة، مثل فقدان العمل ومشاكل العلاقات والصعوبات المادية. وقد أكد الباحثون في دراسة أخرى من الجامعة نفسها أنهم لا يحاولون تحويل السلوكيات مثل ممارسة الكثير من الجنس أو مشاهدة الأفلام الإباحية إلى اضطرابات، ولكن يقول الأشخاص المصابون باضطراب فرط النشاط الجنسي أنهم يشعرون بأنهم خارجين عن السيطرة، ويتصرفون طبقًا لدوافعهم الجنسية، متجاهلين التداعيات. وقد تم تعريف اضطراب فرط النشاط الجنسي في دراسة جامعة كاليفورنيا بأنه "خيالات ودوافع وسلوك جنسي مكثف ومتكرر، ويدوم على الأقل ستة أشهر، وتسبب تلك الخيالات والدوافع والسلوكيات الجنسية توترًا للمريض أو تتداخل مع بعض جوانب حياة المريض مثل وظيفته أو حياته الاجتماعية". ولقد توصل الباحثون إلى الاستنتاجات بعد أن أجروا مقابلات مع أكثر من مائتي شخص قد تم إحالتهم إلى عيادة صحة عقلية دون معرفة أسباب الإحالة، وكان يُعتقد أن لدى مائة وخمسين منهم مشاكل متعلقة بالسلوك الجنسي، وعانى الآخرون من مشاكل مثل إساءة استخدام العقاقير. وباستخدام التعريفات السابقة فقد تم تشخيص مائة وأربعة وثلاثين مريضًا ممن تم إحالتهم بسبب مشاكل جنسية باضطراب فرط النشاط الجنسي، وفي اثني وتسعين بالمائة من الحالات اتفق المتخصصون على الأشخاص الذين ينطبق عليهم تشخيص الحالة. كما طلب الأطباء من المرضى الإفصاح عن السلوكيات التي كانت مسببة للمشاكل بشكل كبير بالنسبة لهم، بما في ذلك الاستمناء ومشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة الجنس مع المراهقين وممارسة الجنس عن طريق الإنترنت والهاتف والتردد على نوادي التعري، وقال أغلبية الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط النشاط الجنسي أن الاستمناء ومشاهدة الأفلام الإباحية كانا أكثر الأمور تسببًا في المشاكل، وقال بعض المرضى أنهم فقدوا وظائفهم لأنهم لم يستطيعوا الامتناع عن تلك السلوكيات في العمل. وفيما يتعلق بالجدل بشأن ما إذا كانت الإصابة بهذا الاضطراب قد تقدم عذرًا للخيانة، قال الدكتور رايد "لم تساعدهم إصابتهم بالاضطراب على تجنب العواقب مثل الطلاق، ولكن يكون ذلك مفيدًا لهم حين يرغبون في الحصول على المساعدة والتغيير". و يحاول الباحثون الآن البحث في ماهية إدمان الجنس، وما إذا كان هؤلاء الأشخاص يتعرضون لتغيرات في المخ مشابهة لتلك التغيرات عند الأشخاص المصابين بأنوع الإدمان الأخرى. جدير بالذكر، فقد نشرت نتائج الدراسة على موقع مجلة "الطب الجنسي"، وسيتم إرسالها إلى اتحاد الأطباء النفسيين الأميركيين.