الاصلاح نيوز - كشفت مصادر سودانية مسؤولة عن أن الخرطوم تمتلك أدلة تشير إلى تورط تل أبيب في قصف مجمع اليرموك للتصنيع العسكري جنوب العاصمة الخرطوم. المصنع المحترق في الخرطوم وقالت المصادر إن الأدلة التي يمتلكها السودان وتشير إلى تورط إسرائيل في العدوان على الخرطوم عبارة عن مخلفات الصواريخ التي قصفت المجمع العسكري توضح مكان صنع الصواريخ ورقم الترميز الخاص بها، مشيرًا في الوقت ذاته أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن تدمير ستين في المائة من مجمع التصنيع العسكري، خصوصًا عنابر تخزين السلاح التي توفر للجيش السوداني أربعين في المائة من احتياجاته. وفي السياق ذاته؛ كشف خبراء عسكريون، تحدثوا ل “قدس برس" النقاب عن أن المسار الذي اتبعته الطائرات الإسرائيلية الأربعة التي قصفت العاصمة السودانية في العمق، لأول مرة بعد هجومين سابقين على مناطق حدودية، يمر فوق أجواء عربية، لا سيما خليج العقبة. وقالوا “هناك مسار واحد هو من فوق خليج العقبة، عبر أجواء مضائق تيران، ثم البحر الأحمر، ولا يوجد مسار آخر أسهل وأقرب يمكن أن تعبره إسرائيل من هذا المسار، حيث يستند الإسرائيليون إلى واقع أن منطقة منتصف خليج العقبة “منطقة دولية" ولا تستطيع الأردن أو مصر أو السعودية التصدي للطائرات الحربية الإسرائيلية بموجب القانون الدولي، علما بأن خليج العقبة كان مغلقًا أمام الملاحة الإسرائيلية حتى قبل عام 1956 لأنه مياه عربية. وأبدى الخبراء العسكريون استغرابهم لعدم رصد أي دولة عربية هذه الطائرات الإسرائيلية، بما لديها من إمكانيات أفضل من السودان الذي كشف تشويش الإسرائيليين على راداراته، حيث تم تعطيل الرادارات في مطار الخرطوم قبل الهجوم بالطائرات، بحسب وزير الإعلام السوداني احمد بلال عثمان، الذي أكد أن التقنية العالية التي استخدمت في هذا الهجوم لا تمتلكها أي دولة في المنطقة غير إسرائيل، وأنه تم تدمير 60 في المائة من المصنع بشكل كلي، و40 في المائة بشكل جزئي، بالإضافة إلى تأثر 25 موقعًا بالعاصمة السودانية جراء الانفجار. من جانبها؛ أدانت وزارة الخارجية المصرية بشدة الهجوم الإسرائيلي على مصنع الأسلحة في الخرطوم، وذكرت أن “القاهرة تشدد على رفضها الكامل لأي اعتداء ينال من سيادة السودان الشقيق وأمنه وسلامة أراضيه". وأبدت مصر تضامنها الكامل مع السودان حكومة وشعبا في مواجهة هذا “الهجوم الغادر"، مؤكدة استعدادها الكامل للتعاون والتنسيق مع الجانب السوداني للوقوف على حقيقة هذا الهجوم وتفاصيله. ونقلت صحيفة “أخبار اليوم" السودانية اليوم الخميس (25|10) عن خبراء إستراتيجيين وأمنيين تأكيدهم أن المجمع المستهدف افتتح عام 1998، وأنه عبارة عن مصنع للأسلحة التقليدية وينتج ذخائر عادية لتلبية احتياجات القوات المسلحة السودانية. واعتبروا الاعتداء على المجمع العسكري في الخرطوم “رسالة إلى السودان لا تخلو من العنجهية والخروج عن الآداب والتقاليد العالمية، مفادها أن إسرائيل تستطيع الوصول للعمق الاستراتيجي للسودان وضرب المصنع داخل العاصمة، ما يعتبر دليلاً على أن إسرائيل هي أكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين وللاستقرار الإقليمي في المنطقة"، حسب تعبيرهم. وسبق أن قامت تل أبيب في الأعوام الماضية بهجومين سابقين على قوافل في السودان باتجاه البحر الأحمر قالت أنها كانت تنقل أسلحة ووسائل قتالية إلى قطاع غزة، بينما قال السودان أنها قوافل هجرة غير شرعية لأفارقة من كل الجنسيات يتجهون عبر صحراء سيناء إلى فلسطينالمحتلة عام 1948 للعمل في الدولة العبرية. وفي السياق ذاته؛ طالب نشطاء الثورة في مصر، عبر صفحتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالرد علي هذا العدوان الإسرائيلي الذي استهدف السودان، باستدعاء السفير المصري وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، باعتبار أن ما جرى “رسالة تحدي واختبار لمصر، وأيضا تقول أن “الذراع الإسرائيلي الطويلة قادرة على تهديد حلفاء مصر". وعدت السلطات السودانية بأنها ستتخذ خطوات أكثر حسما تجاه المصالح الإسرائيلية التي تعتبرها من الآن أهداف مشروعة لها، بعد أن قامت الدولة العبرية بقصف “مجمع اليرموك للتصنيع الحربي"، جنوبي العاصمة الخرطوم. وأوضح وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، في مقابلة مع “بي بي سي"، أن السودان يمتلك الأدلة على ذلك، مشيرا إلى أن “مجموعة من الفنيين أكدوا من خلال فحص مخلفات الأسلحة التي استخدمت في الهجوم، عن وجود أدلة دامغة بأنها أسلحة إسرائيلية." وأضاف عثمان أن “اتهام إسرائيل بالقيام بضرب مصنع اليرموك لم يأت من فراغ، وإنما مبني على حيثيات ثابتة ومشاهدات عيان". وشدد الوزير السوداني على أن التقنية العالية التي استخدمت في هذا الهجوم لا تمتلكها أي دولة في المنطقة غير إسرائيل، إذ تم تعطيل الرادارات في مطار الخرطوم قبل الهجوم بالطائرات. وخلال لقاء مشترك مع رئيس الحكومة الإيطالية، مريو مونتي، سأل أحد الصحافين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول قصف مصنع الأسلحة في السودان، ورد نتنياهو قائلا: “نحن لا نتطرق لمواضيع من هذا القبيل." وقد رفض وزير الجيش الإسرائيلي، إيهود باراك، الإجابة عن سؤال للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بشأن رد فعل إسرائيل على اتهام السودان لها بقصف “مصنع اليرموك الحربي." وقال باراك: “لا يمكنني قول شيء عن هذا الموضوع"، ورد عليه مذيع القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي قائلاً: “أنت لا تريد الحديث عنه لكنك لست آسفا بشأنه." وأشار عثمان إلى أنه ليس هناك أي عداوة تستدعي هذا الهجوم بين السودان وبين أي دولة أخرى في المنطقة سوى إسرائيل، وأن الإسرائيليين أعربوا سابقا أن هذا المصنع يهدد مصالحهم الاستراتيجية والداخلية. ولمح الوزير السوداني إلى أن السودان سيقدم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، وهدد بأنه “سوف نتخذ خطوات أكثر حسما تجاه المصالح الإسرائيلية التي نعتبرها من الآن أهدافا مشروعة". وأوضح عثمان أنه تم تدمير 60% من المصنع بشكل كلي، و40% بشكل جزئي، و"أن السلطات السودانية كانت قد بدأت بالعمل على نقل المصنع إلى مكان خارج العاصمة، إلا أن الإسرائيليين علموا بذلك وبادروا بالقيام بالضربة." وذكرت وسائل الإعلام بأن السفير السوداني في الأممالمتحدة قدم شكوى ضد إسرائيل، وقد سلمها لأمين عام الأممالمتحدة، بان كي مون، وجاء في رسالة الشكوى أن الاعتداء الإسرائيلي الخطير يشكل خرقا صارخ لميثاق الأممالمتحدة.