سنوات الجفاف طالت.. والجماهير سئمت الأعذار... دقيقة حداد في بداية ديربي الهلال والمريخ السوداني بقلم | أحمد حسين شملول goal.com تواصلت معاناة عشاق كرة القدم السودانية في كل مكان وذلك بعد فشل صقور الجديان في التأهل إلى نهائيات الكان التي ستستضيفها جنوب أفريقيا في العام المقبل إضافةً إلى خروج الهلال والمريخ خالي الوفاض من المعترك الأفريقي كالعادة لتتواصل الآلام. وكعادة الإعلام السوداني سُلطت أسهم النقد على مدربي الفريقين "كبشي الفداء" وإعتبروهما المتسبب الأول في الخروج بخفي حنين على يد دجوليبا المالي وليوبار الكونجولي، ولكن هل صحيح أن الثنائي غارزيتو وريكاردو هما من تسببا في إقصاء قطبي الكرة السودانية ؟ لا يختلف إثنان على قدرات ريكاردو وغارزيتو التدريبية فتاريخهما خير دليل على كفائتهما، ريكاردو تولى قيادة عديد الأندية وحقق معها نجاحات مقدرة أولها الهلال السوداني نفسه وكلنا يذكر موسم 2007 الشهير والذي خرج فيه الفريق من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا على حساب النجم الساحلي وكلنا يتذكر أن السبب الرئيس في ذلك هو مشاركة الحارس أبوبكر الشريف البعيد عن المباريات التنافسية نسبةً لغياب المعز محجوب لمشكلة إدارية. نجح الفني البرازيلي أيضاً في تحقيق نتائج مميزة مع الأهلي القطري في دوري النجوم وجعل منه فريقاً محترماً تهابه أندية القمة، كما قدم موسماً جيداً مع الإسماعيلي وكاد أن يخطف لقب الدوري المصري من عملاق أفريقيا النادي الأهلي إلا أن الحظ لم يحالفه في اللفة الأخيرة. غارزيتو هو الآخر يمتلك تاريخاً ناصعاً فمعروف عنه علمه التام بكل خبايا الكرة الأفريقية ونجاحه مع مازيمبي الكونجولي خير دليل على ذلك، فلماذا فشل المدربان في حصد اللقب الأفريقي الذي كان في متناول اليد ؟! حسب وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن السبب الرئيسي في فشل الأندية السودانية في الحصول على لقب قاري هو نفسية اللاعب السوداني فهي معقدة للغاية وتحتاج لدراسة وبتمعن كبير. لاحظنا دائماً أن الفرق السودانية لا تجد صعوبةً في تخطي الأدوار الأولى ولكن ما أن تصل إلى الأدوار الحاسمة حتى يختلف أداء لاعبيها كلياً وكأنهم يمارسون كرة القدم لأول مرة مع العلم أن إدارة ناديي القمة لا تبخل بالدعم المادي والمعنوي من أجل توفير كل سبل النجاح ولكن في نهاية المطاف يكون الفشل هو المحصلة الوحيدة. جل النقاد أكدوا أن السبب الرئيسي في الفشل الكبير للكرة السودانية قارياً هو عدم وجود أكاديميات متخصصة للإهتمام بالنشىء في السودان، هذا الكلام فيه شيء من الحقيقة ولكن هل الإنتصار على أندية من حجم دجوليبا وليوبار يحتاج للاعبين تخرجوا من هذه الأكاديميات ؟! وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف نجحت الأندية السودانية من قبل في إقصاء الأفريقي التونسي والزمالك المصري وأسيك أبيدجان العاجي ؟!. أكاد أجزم أن ناديي المريخ والهلال لو قُدر لهما مواجهة ليوبار ودجوليبا في دور الترضية (ال16 مكرر) من بطولة الكونفدرالية الأفريقية لكان التأهل حليفهما من دون أي صعوبة تذكر، لكن للأسف لو واجه الهلال والمريخ أي فريق أفريقي مهما كان مستواه في الأدوار النهائية فسيكون الإقصاء من دون شك حليف النادي السوداني . من هنا يتضح أن السبب الرئيسي في عدم تمكن الأندية السودانية من حصد الألقاب القارية هو سبب نفسي بالمقام الأول فهم ببساطة يتهيبون الأدوار الحاسمة التي أصبحت تشكل لهم عقدةً نفسية صعبة الحل فالأندية السودانية خصوصاً الهلال والمريخ تمتلك كل مقومات الفريق البطل فقط ينقصها الثقة في النفس وعدم تهيب الأدوار النهائية. خلاصة القول هو على إدارة ناديي القمة التفكير بصورة جادة في تعيين أخصائيين نفسيين للتعامل مع اللاعبين في هذه المواقف حتى لا يتواصل مسلسل الفشل في الموسم المقبل.