خارج الدوام الحركة الإسلامية السودانية: الإنشقاق غير المعلن محمد عثمان ابراهيم www.dabaiwa.com وفرت أنشطة ما سمي بالمؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية، الذي اختتم أعماله السبت الماضي (11 نوفمبر 2012) بالخرطوم، مادة ثرية لوسائل الإعلام الدولية بسبب الضيوف الكبار الذين حضروا المؤتمر بقيادة مرشد الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع، وزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، والزعيم القوي لحركة حماس خالد مشعل وغيرهم، لكن وسائل الإعلام المحلية غير الرسمية وجدت في مادة المؤتمر الكثير من الفكاهة والسخرية وقد تداولت شبكات التواصل الإجتماعي ومدونات الإنترنت صورة اللواء الطيب ابراهيم محمد خير، السياسي ورجل الدولة العنيف في الأعوام 19892005م، والمنقب الحالي عن الذهب وهو يكاد يجثو على ركبتيه أمام النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، تتابعه أعين قادة حركات الإسلامي السياسي العربي ونائب الرئيس الحاج آدم الذي أظهرته الصورة مشرق الوجه بابتسامة راضية. تداول المدونون الصورة للسخرية من رجل حكم إقليم دارفور الكبير بالحديد والنار، وشهدت عاصمة الولاية في عهده مشهد الصلب الوحيد لجثمان رجل نالت رقبته مقصلة الإعدام يوم جمعة ما من أيام الموت في غربي البلاد. رجل كانت تخر له الجبابر رعباُ أيام كان وزيراً مسئولاً عن الخدمة العامة يرسل الموظفين للتقاعد، ويزور المؤسسات في ما سمي ب(يوم الخدمة) فيرهب المديرين، ويرهق رؤساء المؤسسات بالخطب المتعالية. البعض علق على الصورة كأحد تجليات مشيئة الله الماضية في الكون أن يعز من يشاء ويذل من يشاء، لكنني في الحقيقة لم أقرأ تعليقاً واحداً ينتصر للواء الجاثي ويتساءل ترى لماذا لم يتفضل النائب الأول بالوقوف إنقاذاً للموقف وإكراماً للشيخ الجاثي تحت قدميه وهو رجل كباراً بلغ سن التقاعد قبل أعوام؟ لماذا لم يتكرم النائب الأول على الرجل الجاثي بإنحناءة فقط من الرأس؟ لا علينا فلقادة الحركة الإسلامية السودانية بروتوكولات يتعاملون بها فيما بينهم وهذا يخصهم وحدهم، ولله في خلقه شئون!