إعادة صياغة تاريخ السودان د. صديق الإمام محمد إعادة صياغة تاريخ السودان موضوع شغل العديد من المؤرخين والمفكرين السودانيين حيث تناولته العديد من المنتديات وأدوات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية ، وذلك بسبب ما تعرض له هذا التاريخ من التشويه وعدم المصداقية ، ليس ممن كتبوه فحسب بل ممن كانوا شهداء على عصره ، حيث أتيحت الفرصة للكثير منهم ، ولكن للأسف الشديد لم يفيدوننا بالحقائق التي ظلت خافية لعامة الشعب السوداني وخاصته ، وذلك لأشياء في نفوسهم ( وما الذي حدث مع مقدم برنامج مراجعات بقناة النيل الأزرق الاستاذ الطاهر ساتي مع بعض ممن شهدوا هذه الحقب الهامة من هذا التاريخ ، ورفضهم الإدلاء بالمعلومات التي عاصروها ألا دليل على ذلك) ومن أهم هذه الأحداث التاريخية، المذابح التي حدثت بعد الاستقلال مباشرة خلال الخمس وخمسين عاما الأخيرة وراح ضحيتها نفر كريم من أبناء الشعب السوداني ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مذبحة عنبر جودة في 19/2/1956م ، و التي حدثت بعد الاستقلال بشهرين ، ولم يؤرخ لها ما يكف لعمل رسالة علمية صغيرة لم تتجاوز عدة صفحات ، ومن أهم ما كُتب عنها كتاب صغير باسم عنبر جودة وعشرون دسته من البشر للكاتب الأستاذ حسن العبيد مدني ، حيث اعتمد على المقابلات التي أجراها مع أهل المنطقة وعلى رأسهم الشيخ العبيد عامر محمد علي رئيس اتحاد مزارعي النيل الأبيض للفترة من 1956م-1970م أما مذبحة بيت الضيافة في 22 يوليو 1971 فلم يُكتب عنها الا القليل مثل كتاب الأستاذ أحمد محمد شاموق وكتاب اللواء محمد عبد الرحمن الفكي ممثل القوات المسلحة في لجنة القاضي حسن علوب الشهيرة ، ولقاءات العميد عثمان عبد الرسول ، أما مذبحة الضعين مارس 1987 فقد كتب عنها الدكتور سلمان بلدو ود. عشاري في سفر صغير لايتجاوز العشرون صفحة باسم مذبحة الضعين والرق في السودان الذي اختفى بعد زمن قليل من صدوره . هذا عن تاريخ السودان الحديث أما عن الفترة من1821-1956م الفترة التي سبقت الاستقلال، ( دولة الحكم التركي المصري – دولة المهدية – دولة الحكم الثنائي ) فأكثر التشويه ظهر في ما كتبه المؤرخون الأجانب مثل النمساوي سليطين باشا في كتابه السيف والنار واللبناني نعوم شغير في كتاب تاريخ السودان القديم والحديث والبريطاني وينستون تشرشل في كتابه حرب النهر(موقعة كرري) حيث شهد هذه المعركة وكان مراسلا ومصورا لصحيفة الغاريان البريطانية تولى فيما بعد رئاسة وزراء بريطانيا ، ومن المؤرخين السودانيين نجد كتاب السودان عبر القرون لمكي شبيكة وتاريخ السودان للمؤرخ ضرار صالح ضرار، وكتاب تارخ الخرطوم لابي سليم وكاتب الشونة وكتاب الطبقات لود ضيف الله مع تحقيقات برف يوسف فضل وابوسليم ، ومن أكثر الكتب تشويها لتاريخ السودان كتاب الضابط المصري إبراهيم فوزي - السودان من غردون لكتشنر – وقد عاصر هذا الجندي غردون وعمل معه حتى وفاته. هذه الفترة من تاريخ السودان والمراجع الغير سودانية التي تناولتها تعتبر السبب الأول الذي جعل الكثيرون ينادونا بإعادة صياغة تاريخ السودان القديم والحديث . ونحن اذ نشد من اذر أخينا د. بركات الحواتي رئيس لجنة إعادة صياغة تاريخ السودان ، نرى ان تشمل اللجنة أكبر عدد من الباحثين والمهتمين بقضايا تار يخ السودان القديم والحديث وعلى رأسهم أساتذة ورؤساء أقسام التاريخ بالجامعات السودانية المختلفة ، على تتخذ هذه اللجنة لنفسها منهجا علميا ديدنه البحث عن الحقيقة والحياد وان كانت بعض هذه الحائق مرة علينا جميعا لكن لابد لنا ان ندفع ثمن الحقيقة مهما كان ثمنها ولهذ ايضا" نقترح ان تقدم الجامعات لطلاب الدراسات العليا بأقسام التاريخ بالجامعات المختلفة منحا دراسية لدرجتي الماجستير والدكتوراة بإشراف اساتذه متحصصين في تاريخ السودان حتى تأخذ هذه البحوث الامانة العلمية المطلوبة ،ومن ثم نثبت ماتفق عليه لوضعه في منهاج التاريخ بعد اجازتها في المركز القومي للمناهج ببخت الرضاء وبذا نكون قد برأنا أنفسنا وان تقدم منح للدراسات العليا لاوائل الطلاب باقسام التاريخ بالجامعات المختلفة باشراف اساتذه متحصصين في تاريخ السودان لتنقية هذا الإرث الثمين من تاريخنا المجيد .