تحدث شهود عيان عن إطلاق نار كثيف الثلاثاء في عاصمة النيل الأزرق قللت من شأنه الخرطوم، التي أكدت استتباب "الهدوء التام" بعد معارك بدأت الخميس ضد أنصار الحركة الشعبية/قطاع الشمال، التي انتهى الأمر بحظرها وسط تحذير من أمينها العام بمواجهة واسعة، ومبادرةٍ أطلقتها المعارضة لإنهاء القتال في هذه الولاية وفي جنوب كردفان المجاورة. وسُمع إطلاق نار كثيف في الدمازين استمر عدة دقائق حسب صحفي من رويترز، تحدث أيضا عن انقطاع الكهرباء عن بعض أحياء المدينة. وأكدت الخرطوم وقوع إطلاق نار، لكنها قالت إنه حدث بالخطأ وتسبب فيه جندي يوجد خارج المدينة، مما دفع رفاقا له داخلها إلى استعمال أسلحتهم، وقالت إن الوضع في الدمازين هادئ، وإن النازحين بسبب المعارك بدؤوا في العودة إلى منازلهم. وقبل ذلك، كان يحيي محمد خير الحاكم العسكري المؤقت -الذي عُين بعد عزل واليها المنتخب مالك عقار الذي ينتمي إلى الحركة الشعبية- أعلن أن كل الولاية هادئة باستثناء الجنوب، وأن خدمات الكهرباء والماء والمستشفيات تعمل اعتياديا. [color=#000DFF] البشير أكد قدرة الجيش على حسم المعركة في النيل الأزرق وجنوب كردفان حظر ووعيد وقالت السلطات إنها قضت في النيل الأزرق على "تمرد" اتهمت دولة جنوب السودان الوليدة بتغذيته، وتحدثت عن أدلة تثبت ذلك. وتوعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير -في لقاء مع الأحزاب- الحركةَ الشعبية، وأكد جاهزية الجيش لحسم أي "تفلتات أمنية أو عسكرية" تسببها في هاتين الولايتين اللتين تنتميان جغرافياً إلى شمال السودان، لكن كثيرا من أبنائهما قاتلوا مع الحركة الشعبية خلال الحرب الأهلية. وأعلنت الخرطوم رسميا حظر الحركة الشعبية/قطاع الشمال، واعتبرت كل نشاط لها جريمة يعاقب عليها القانون، وأغلقت فعلا مقرها في الخرطوم. وأعلن الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم الحاج آدم يوسف عدم الاعتراف بقانونية الحركة، وعدم التحاور معها مطلقا، وإن ترك الباب مفتوحاً ل"حوار السودانيين" لإيقاف الحرب. وطالب شبابَ السودان بالاستعداد، لأن معارك جنوب كردفان والنيل الأزرق لن تنتهي، على حد قوله. جبهة واسعة وقد تحدث الأمين العام لقطاع الشمال ياسر عرمان عن عدد كبير من أعضاء الحركة الشعبية اعتقلوا، وعرض أسماء عشرة قياديين، أوقفوا في ولايات غرب دارفور وسنّار وشمال كردفان. وتحدث عرمان عن إجراءاتٍ أُعد لها منذ مدة طويلة، هدفها إقصاء حركتها "باعتبارها قوة وطنية ديمقراطية كبيرة"، وتوعد بجبهة واسعة من النيل الأزرق شرقا إلى دارفور غربا. وكان عرمان وصف سابقا عزلَ عقار وشن عمليات في النيل الأزرق بأنه "انقلاب" على اتفاقية السلام الشامل الموقعة في 2005، وعلى المشورة الشعبية المنصوص على تنظيمها في هذه الولاية وفي جنوب كردفان. عرمان قال إن قرار الحظر أُعّد له منذ مدة طويلة وخلال المشورة الشعبية طالب بعض سكان النيل الأزرق -وكثير من سكانها من قبائل الفونج الأفريقية- بحكم ذاتي، لكن المشورة لم تجر في ولاية جنوب كردفان التي ينتمي كثير من سكانها إلى قبائل عربية. مبادرة المعارضة وأطلقت أحزاب معارضة الثلاثاء مبادرة "نداء السودان" لوقف العمليات في الولايتين، تنص على الاعتراف بالحركة الشعبية/قطاع الشمال حزبا، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في ملابسات اندلاع الحرب. وقالت هذه الأحزاب -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن الحلول الثنائية والعسكرية لن تقدم حلا، وإن "تجزئة القضية السودانية لن تنهي الأزمات"، ودعت إلى وقف التصعيد الإعلامي وتجميد كل القوانين المقيدة للحريات. وأبدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قلقها "العميق" للقتال في النيل الأزرق، ولقرار حظر قطاع الشمال في الحركة الشعبية، ودعت طرفيْ النزاع إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإلى استئناف المفاوضات بينهما. كما عبرت عن القلق ذاته الولاياتُالمتحدة والأمم المتحدة اللتان دعتا إلى وقف القتال وحماية المدنيين.