الجيل الجديد بالخرطوم يطوع التكنولوجيا الرقمية لاخراج الافلام، ومساعدات لاشراك المواهب في المهرجانات الدولية. نحو صياغة مجتمع سينمائي ميدل ايست أونلاين الخرطوم - ظلت السينما جزءا مهما من الحياة الثقافية في السودان منذ عشرينيات القرن الماضي عندما بدأت تعرض الأفلام الصامتة في ساحات مكشوفة بالمدن الكبيرة في أنحاء البلد. لكن صناعة السينما في السودان عانت على الدوام من نقص التمويل اللازم للإنتاج ونقص المواهب والخبرات. واختفت ساحات العرض السينمائي في المدن السودانية تدريجيا على مر الأعوام في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي كما ضاعت معظم المكونات المتواضعة للبنية الأساسية لصناعة السينما. لكن مبادرة جريئة أطلقت في الآونة الأخيرة "لتدريب وتأهيل المواهب السودانية الشابة" في مجال السينما. وانضم إلى المبادرة عدد من أبناء الجيل الجديد يحضرون ورش عمل لدراسة العمل السينمائي. وقال شاب من المجموعة يدعى محمد حنفي إن الجيل السابق كانت له نظرة مختلفة إلى العمل السينمائي وكان يعتبر الاستثمار في السينما مغامرة لكن الجيل الجديد تعلم طرقا لإنتاج الأفلام بتكلفة بسيطة منها التكنولوجيا الرقمية. وتهدف المبادرة التي يقودها طلال عفيفي مدير "مصنع السينما السوداني" إلى تكوين مجتمع سينمائي متكامل يضم صناع الأفلام والمنتجين ومعاهد السينما والمستثمرين. وتشمل المبادرة تقديم منح لصناع السينما الشبان لتشجيعهم على الاشتراك في المهرجانات الدولية لاكتساب الخبرة. وقال سليمان محمد ابراهيم عضو المبادرة إن صناعة السينما في السودان لا وجود لها رغم المواهب العديدة. ولكن العقبات ونقص الموارد والإمكانات لم تثن أبناء الجيل الجديد في السودان على ما يبدو عن استخدام المواهب والوسائل المتواضعة المتاحة في إنتاج أفلام تعبر عنهم وعن قضاياهم. ويرى كثير من المهتمين بالسينما أن تعثر النهضة السينمائية بالسودان يعود لعدم اهتمام الدولة. فالانتاج السينمائي ظل وثيق الصلة بالسياسة الثقافية للدولة حيث كانت الافلام الوثائقية وافلام الخريجين التي وجدت قبولا اقليميا ودوليا وليدة الدعم الحكومي عبر الاقسام الادارية المخصصة للسينما في الوزارات الحكومية. وقال المخرج التلفزيوني والمسرحي الشفيع ابراهيم الضو دعم الثقافة ليس من اهتمامات هذه الحكومة التي رفعت يدها عن كل المؤسسات الحكومية بما فيها السينما والمسرح وأهملت ادارة الانتاج السينمائي عن قصد.