بعد مشاركته في لجان تحكيم مهرجان الفيلم العربي بالجزائر طلال عفيفي: مستوى السينما العربية تقدم كثيراً الحديث عن عام السينما السودانية يحتاج إلى خطط عمل متماسكة حوار : نهاد أحمد يعتبر طلال عفيفي من الشباب المهتمين بمجال السينما السودانية وله اجتهادات واضحة في هذا المجال آخرها مشاركته في لجان تحكيم مهرجان وهران السينمائي بالجزائر والذي انتهى في الفترة الماضية، بجانب جهوده ونشاطه في وحدة (سودان فيلم فاكتوري) بمعهد جوتة وهي تعنى بإقامة ورش وسمنارات في مجال العمل السينمائي"فنون السوداني" اصطحبت كل تلك المحاور في هذا الحوار مع طلال عفيفي *حدثنا عن مشاركتك الأخيرة في مهرجان الفيلم العربي بالجزائر؟ تم اختياري كعضو لجنة تحكيم من قبل إدارة مهرجان الفيلم العربي وهو مهرجان سينمائي يضم كل أنواع الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة. * ماهو تقييم الأفلام التي تم التحكيم فيها ؟ حكمنا بأن مجموعة من الأفلام العربية من لبنان إلى موريتانيا مروراً بمصر وسوريا وتونس وكانت فرصة للتعرف على المستوى والآليات التي وصلت إليها السينما في المنطقة العربية. *ما المدى الذي و صلت إليه السينما العربية ؟ وجدنا مستوى السينما العربية رفيعاً جداً من ناحية التهيئة والمضمون فعند الحديث عن السينما السورية في فيلم (دمشق مع حبي ) والفيلم المغربي (اندمينا مونا مور ) الذي يتحدث عن هجرة المغاربة إلى إسبانيا بروز صناعة سينما العرب بإنتاج إداري ضخم وتحقيق صورة خلابة من خلال تصوير كافة العناصر وتجمع كل هذا في نسق شديد الشاعرية هذا على سيبل المثال فالسينما العربية مثلها مثل أي دور من الفنون سواء أكان في المنطفة أم القارة فهي تحقق الشروط اللازمة. * حدثنا عن مهام (سودان فيلم فاكتوري) بمعهد جوتة ؟ هى وحدة لإنتاج الأفلام والتدريب على صناعتها فمن موقعي بها لاحظنا اهتماماً متزايداً بصناعة الصورة سواء أكانت فتوغرافيا أم أفلام وأرى أن الاهتمام لما يشهده العالم من افتتاح إلى جانب سبل المعرفة المختلفة كل ذلك حفز الشباب لتنمية أفكارهم وإعادة صياغتها في قوالب من بينها صناعة الأفلام . *برأيك ماهو الفرق بين الفيلم الوثائقي والروائي ؟ الفيلم الوثائقي يمتاز بأن التدخل فيه أقل من الفيلم الروائي وفنياً يختلف أثناء صناعته ، أما الفيلم الروائي يجب أن تعد كل عناصره مسبقاً. *يوجد اعتقاد سائد أن الفيلم الوثائقي مرحلة تمهيدية يمر بها المخرج أو صانع الفيلم لكي يحقق فيما بعد فيلماً روائياً ؟ هذا اعتقاد غير صحيح لأن الفيلم الوثائقي له كيانه وحاشيته الخاصة فهو لايقل جمالاً ولا تأثيراً ولا امتاعاً عن الفيلم الروائي . *نجد الدول الأخرى لديها اهتمامً كبير بالسينما بعكس السودان ؟ أعتقد بأنها دول ذكية لأن السينما هي صناعة بمعنى رؤوس من الأموال وفنانين يعبرون عن أنفسهم وثقافة تتحقق وتنتشر بين الناس إلى جانب أن السينما بها المتعة فالاهتمام بالسينما يأتي من كونها عملية اقتصادية وتوعوية في آن واحد . *اختفاء السينما السودانية وقلتها عن السابق ماهو رأيك ؟ القطيعة الطويلة التي حدثت والتي استمرت لأكثر من 30 سنة أسبابها أنه وفي أوائل التسعينات أتت حكومة جديدة حددت حظر التجوال.. كان ذلك سبباً للابتعاد عن السينما إلى جانب عدم رغبة الدولة في دعم الفنون فالسينما مثلها مثل الفنون الأخرى فنحن كسينمائيين نطالب بإلغاء الضرائب على مدخلات الصناعة السينمائية . *لماذا حظيت السينما في السابق بالاهتمام مما ساعد بإنتاج عدة أفلام سودانية ؟ الأفلام التي أنتجت وصورت في السابق كانت الدولة لديها رغبة في السينما وكانت هنالك عدة مؤسسات تدعم السينما مثل مؤسسة الدولة للسينما، مما أدى إلى وجود قصر الشباب والأطفال الذي برز من خلاله الكثيرمن المبدعين أمثال الفنان محمد الامين والبلابل والصلحي وغيرهم فالمناخ العام كله ساعد على اهتمام الجمهور بالسينما وحرصه على تقضية أمسياته بها أما الآن الظروف الاجتماعية تغيرت وروح المشاهدة نفسها حصل فيها مايمكن أن نسميه ( بالعطب ). *ماهو مستقبل السينما في السودان ؟ هو مستقبل الحياة في السودان" يا أصبحت هناك حياة أفضل وسينما سودانية جيدة تضخ في شرايينها دماء جديدة أو اندثرت إلى غير رجعة" وأنا مع الخيار الاول وأعمل من أجله وأنا على يقين أن هنالك جيل آخر سيأتي وسيمسك بزمام السينما ويستطيع أن يعبر عن رؤاه . * هل أنت متفائل بإعلان وزارة الثقافة بالولاية عن أن عام 2012م سيكون عاماً للسينما السودانية ؟ هذا النوع من المبادرات يحتاج إلى خطط عمل متماسكة وواضحة لديها مدة زمنية وقوام بشري وميزانية فبدون جميع هذه العناصر لايحق لاي جهة أن تعلن عن أي حاجة وإلا تكون مثل هذه الإعلانات فض مجالس .