تصاعدت انتقادات منظمات المجتمع المدنى الأمريكية لدعوة إدارة أوباما لوفد من المؤتمر الوطنى بقيادة نافع على نافع لزيارة واشنطن . وقال توم اندروز – رئيس منظمة متحدون لانهاء لابادة – ل(فورين بوليسى ) 24 أبريل ، ان المؤتمر الوطنى لايستحق مكافأته بدعوته الى واشنطن إلا بعد ايقافه الجرائم التى يقترفها ضد المدنيين فى كل انحاء السودان ، ودعا ادارة أوباما فى فترتها الثانية الى تقييم سياستها تجاه السودان ، (لتضع سياسة قوية بمعايير واضحة يمكن ان تساعد فى انهاء معاناة الشعب السودانى ، وفى محاسبة الجناة قبل منحهم المكافآت .). وأشارت (فورين بوليسى ) الى ان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فينتريل أقر يوم الثلاثاء بالزيارة ، ولكنه لم يعطى سوى تفاصيل قليلة عن لماذا تدعو إدارة أوباما وفداً من المؤتمر الوطنى فى هذا التوقيت . ولاحظت (فورين بوليسى ) ان إعلان زيارة الوفد ترافق مع تخفيف بعض العقوبات الامريكية ضد الخرطوم ، حيث أعلنت وزارة الخزانة 22 ابريل بانها تأذن الآن ببعض التبادلات المهنية والتعلمية مع السودان التى كانت محظورة فى السابق. واللافت انه قبل ثلاثة أيام من اعلان تخفيف العقوبات أصدرت الخارجية الأمريكية 19 ابريل تقريرها السنوى عن أوضاع حقوق الانسان والذى انتقد بشدة ووثق انتهاكات وفظائع حكومة المؤتمر الوطنى . وبحسب (فورين بوليسى ) شملت انتهاكات حقوق الانسان التى وثقها تقرير الخارجية : ارتكبت القوات الحكومية والمجموعات المتحالفة معها جرائم القتل خارج نطاق القانون، وارتكب جهاز الأمن التعذيب والاغتصاب والتعاملات غير الانسانية الأخرى ، وكانت أوضاع السجون ومراكز الاعتقال قاسية ومهددة للحياة ، وقال تقرير الخارجية (فيما عدا حالات استثنائية نادرة فان الحكومة لم تتخذ خطوات لملاحقة أو معاقبة مسؤولى الأجهزة الأمنية وغيرهم عن الانتهاكات . وتظل الحصانة الممنوحة لجهاز الأمن مشكلة خطيرة.). ومن الانتهاكات الأخرى ، حسب تقرير الخارجية الأمريكية (الاعتقالات التعسفية ، وتدخل السلطة التنفيذية فى القضاء وانكار المحاكمة العادلة ، وتعويق المساعدات الانسانية ، وتقييد حريات التعبير والصحافة والتنظيم والتجمع وحرية الدين والتنقل ، مضايقة النازحين داخلياً ، والقيود على الخصوصية ، ومضايقة وإغلاق المنظمات الحقوقية ، والعنف والتميز ضد النساء ، وانتهاكات الاطفال بما يشمل العنف الجنسى وتجنيد الأطفال كجنود ، والاتجار فى البشر ، والعنف ضد الأقليات العرقية وانكار حقوق العمال...). وأوردت (فورين بوليسى ) ان تقرير الخارجية الأمريكية استثار دعوات منظمات المجتمع المدنى لادارة أوباما بتوظيف آليات ضغط أشد على حكومة الخرطوم بدلاً عن منحها حوافز مثل تخفيف العقوبات ودعوتها الى زيارة وشنطن . وقالت المنظمات فى رسالة الى ادارة اوباما 22 ابريل (آخذين فى الاعتبار مدى الفظائع التى يرتكبها النظام ، فان المانحين الدوليين يجب الا يقدموا اية مساعدات معتبرة أو يعفوا الديون الا بعد إتخاذ خطوات حقيقية يمكن التحقق منها باتجاه السلام والتحول الديمقراطى .). وأشارت (فورين بوليسى ) الى ان المنظمات وأعضاء الكونقرس يوجهون اللوم لادارة أوباما على عدم تعيينها بديلاً عن بريستون لايمان كمبعوث خاص للسودان ، وقال فرانك وولف – عضو الكونقرس – (ان شغور المنصب من مظاهر أعراض رئيس لم يفعل سوى هجر الشعب السودانى ). وأضاف ان أوباما حين كان مرشحاً للرئاسة أبدى قلقه العميق من الأزمة فى السودان وتعهد باتخاذ اجراءات جريئة ، (ولكن هل رأينا منذ صار رئيساً ولو جزء يسيراً من القلق أو الفعل الجرئ ؟!).