دت حملة مقاطعة اللحوم التي انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم أمس، الى انخفاض كبير في أسعار اللحوم بأنواعها المختلفة، وسط وتوقعات بأن توالي أسعارها الانخفاض، حيث نجحت المقاطعة في خفض سعر اللحم الضأن الى 8 دولارات بدلاً من 11 دولاراً، فيما بلغ سعر اللحم البقري 5 دولارات بعد ان كان سعره 9 دولارات. فيما دعا فيه عدد من المواطنين باستمرار المقاطعة، يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه جمعية حماية المستهلك حملة المقاطعة بتوزيعها ملصقات تدعو للاستمرار في المقاطعة بعدد من أسواق العاصمة. لكن خبراء أكدوا أن المقاطعة تعد خطوة إيجابية كرد فعل لكنها ليست الحل ما لم تتدخل الدولة وتلغي الجبايات المفروضة على قطاع الثروة الحيوانية. ولاحظ مراسل "العربية نت" خلال جولة قام بها بعدد من أسواق الخرطوم ضعف كبير في الاقبال على جزارات بيع اللحوم، فيما نشطت حركة بيع الخضروات والبقوليات، وأكد عدد من ربات البيوت - استطلعهم مراسل "العربية نت" - تأييدهن لهذه الحملة، مشيرين الى أنهن سيواصلن المقاطعة حتى تنخفض اللحوم. بينما استنكر أحد المواطنين، ويدعى عبدالرحمن، ارتفاع الأسعار وقال: السودان يتمتع بإنتاجه الكبير للثروة الحيوانية وتصدير للمواشي ان تصل فيها اسعار اللحوم الى هذا المستوى، وقال إن ارتفاع أسعار اللحوم ادى الى ارتفاع اسعار الاسماك والدواجن، ودعا المواطنين الى الاستمرار في المقاطعة حتى تواصل اسعار اللحوم انخفاضها. وفي زيارة قام بها مراسل "العربية نت" الى مطعم الواحة، وهو أحد المطاعم الشهيرة والمختصة في تقديم اللحوم بأشكالها المختلفة للمواطنين والاجانب وسط الخرطوم، نفى مسؤول بالمطعم أن يكون هناك انخفاض في اسعار اللحوم. وقال إنه يسمع فقط بهذا الانخفاض وأكد أن ضعف الاقبال على تناول اللحوم كان واضحاً قبل المقاطعة لكنه وصل ذروته بإعلان المقاطعة امس واليوم، مضيفاً "ما في شغل نهائي"، وقال إذا استمر الحال بهذه الصورة فإننا بدون شك سنضطر لتخفيض سعر طلب اللحم. وفي اتصال هاتفي أكد الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك الدكتور ياسر ميرغني، والذي تحدث لمراسل "العربية نت" من داخل أحد أسواق العاصمة الخرطوم الرئيسية، أن حملة المقاطعة ناجحة حتى قبل أن تبدأ وذلك لان الغلاء اصلاً موجود. وقال ميرغني: نحن استهدفنا من هذه الحملة أصحاب الضمير الحي النقي والذين يعانون، أما الذين لا يتأثرون بما يدور في السوق فإننا لم نستهدفهم، مشيراً الى أنهم أرادوا تحريك البركة الساكنة، وتحريك الجهات الحكومية من اجل ان تنخفض الاسعار وتلغى الجبايات حتى ينعم المستهلك السوداني بحياة فيها نوع من الرفاهية، وأضاف "نطالب بدولة الرفاهية وما لم يقاطع المستهلك وهو سيد الوقف فلن تنخفض الاسعار". ومن جهته أكد المحلل السياسي والاقتصادي الدكتور عبداللطيف البوني لمراسل "العربية نت" أن تفاقم أزمة ارتفاع الاسعار وأنها تحتاج فعلاً الى وقفة، واعتبر هذه الحملة خطوة ايجابية وموفقة وكان لابد منها كرد فعل شعبي، ولكن د. البوني أشار الى أن حملة المقاطعة ليست الحل بأي حال من الاحوال، موضحاً أن الحل في تدخل الدولة وإلغاء الجبايات وأن تترك الطريق منساباً بين مناطق انتاجها ومكان استهلاكها، وأن الدولة لها آلياتها ولوائح قانونية وإجرائية يمكن ان تحل بها هذه المسألة بصورة افضل. وكانت قد انطلقت امس في العاصمة السودانية الخرطوم حملة واسعة لمقاطعة اللحوم دعت اليها جمعية حماية المستهلك السودانية وذلك احتجاجاً على غلاء الاسعار، وستستمر المقاطعة التي تأتي تحت شعار "الغالي متروك" حتى يوم غد الثلاثاء، حيث أبدت قطاعات واسعة من المجتمع تجاوبها مع هذه المقاطعة.