بسم الله الرحمن الرحيم الشعب السودانى و جماهير الأنصار الصابرة، نهنئكم و أنفسنا على الإنتصارات الباهرة التى حققتها قواتكم الباسلة من ثوار الجبهة الثورية على فلول مليشيات المؤتمر الوطنى فى الملاحم البطولية النادرة التى خاضتها فى الشهر المنصرم بولاية جنوب وشمال كردفان، والتى كبدت فيها قواتكم مليشيات المؤتمر الوطني خسائر فادحة وغنمت أسلحة وعتاد ستكون عوناً وسنداً لها فى مقبل عملياتها العسكرية. أحبابنا فى الله وإخواننا فى الوطن، قد أظهرت قواتكم الثورية فى المعارك التى خاضوها ضد مليشيات النظام تفوقاً عسكرياً وتكتيكياً عظيماً، دحرت فلولهم وهزمتهم فى أكثر من معركة فلم يستطيعون الصمود أمام بأسها وشدتها فلجأوا للإستعانة بالقوات المرتزقة من دولة مجاورة لتساعدهم فى القتال وفى بث الروح المعنوية التى فقدوها، فى بادرة هى الأولى فى تاريخ هذه البلاد كونها تستعين بقوات مرتزقة لتقاتل إلى جانبها. لم تنهزم قوات الجبهة الثورية أمام هذه المليشيات بل لقنتهم دروساً لن ينسوها. أن الإستراتيجية العسكرية لقوات الجبهة الثورية تقوم على إتباع أسلوب حرب الكر و الفر التى توجه فيها ضربات على المواقع الإستراتيجة ثم تعود سالمة إلى مواقعها، ولذلك قررت قواتكم فى أبوكرشولا الإنسحاب عندما بدأت الحكومة فى ضرب المدنيين بالطيران العسكرى وإتباع سياسة الأرض المحروقة في عملياتها العسكرية، فقامت قواتكم بتأمين ممرات آمنة للمواطنين إلى خارج أبوكرشولة، ثم إعادة الإرتكاز في قواعدها على بُعد مسافة قريبة منها، ولم تنسحب قواتنا إلا بعد التأكد من سلامة جميع المواطنين، ولعل في هذا أبلغ رد على أكاذيب وإفتراءات إعلام نظام المؤتمر الوطني عن أعمال الذبح والتنكيل التي يروجون لها لتسميم عقول المواطنين. وعليه نطمأنكم بأن جميع قواتنا وعتادنا، بالأضافة إلى ماغنمناه في المعارك الآخيرة، على إهبة الإستعداد وسنوجهها لتنفيذ الخطة (ب) في القريب العاجل، فنرجو إلتفافكم حول قواتكم بالدعاء والدعم والمؤازرة حتى يتحقق النصر بإذن الله. أحبابنا فى الله، لقد فقد النظام صوابه ورشده بعد هذه الضربات المتتالية فأنكشف ضعفه وعجزه عن حماية نفسه ناهيك عن حماية البلاد، مما عمق الخلاف بينهم وأصبحوا يكيلون الشتائم والإتهامات لبعضهم البعض، بل قد خلع بعضهم من المقربين بيعتهم لطريد العدالة الدولية، ونأى الشرفاء من القوات المسلحة بأنفسهم عن القتال وطالبوا بإقالة وزير الدفاع، ولذلك نوجه ندائنا لجميع الشرفاء من ابناء الشعب السودانى من الضباط وضباط صف والجنود الذين يعملون بالقوات المسلحة للإنحياز إلى جانب الشعب و الإنضمام إلى الجبهة الثورية للقضاء على هذا النظام. كل هذه الحيثيات و الحقائق تؤكد تفوق قواتكم الثورية علي فلول ومرتزقة المؤتمر الوطني، وأن معركة الحسم الفاصلة قادمة وقريبة بإذن الله. إخواننا فى الله أحبابنا فى الوطن، نجدد عهدنا لكم بإننا عازمون و ماضون مع حلفائنا فى الجبهة الثورية فى تنفيذ ما أتفقنا وتعاهدنا عليه، وهو كنس هذا النظام الفاسد وإبداله بنظام ديمقراطى تعددى يوفر الحريات ويحقق العدالة والمساواة بين الناس جميعاً، ونطمئنكم بأننا لن ندخر جهداً من أجل إسترجاع الحريات والحقوق المسلوبة للمواطن، مهما كلفنا ذلك من المُهج والأرواح. نحن مدركين لحجم المعاناة التى ترزحون تحت وطأتها، وصبركم على المحن و الشدائد وهى التى نستمد منها قوتنا ومنعتنا مستلهمين أيضاً من تجارب تاريخنا النضالى الناصع المرصّع بالتضحيات والفداء، ما يلزمنا أن نقف هذه الوقفة التاريخية من أجلكم، وعليه نبشركم بدنو ساعة الخلاص فهلموا إلى أحبابكم فى الجبهة الثورية لنخوض المعركة الأخيرة التى تخلصنا وإلى الأبد من هذه الطغمة الفاسدة. الله أكبر ولله الحمد نصر الدين الهادى المهدى القيادى بحزب الأمة ونائب رئيس الجبهة الثورية
