الفريق أول عبد الفتاح السيسي, الذي بات على ما يبدو رجل مصر القوي , يريد ان يحافظ للجيش على دور رئيسي في البلاد وان يعيد له "احترامه ومصداقيته". لم يتحدث الجنرال شخصياً الى المصريين المحتشدين في الميادين منذ ثلاثة أيام, ولكنه خاطبهم بشكل غير مباشر عبر مروحيات عسكرية تحلق, منذ أول من أمس, في سماء القاهرة ملوحة بأعلام عملاقة لمصر فالتقط المتظاهرون الرسالة على الفور وردوا التحية هاتفين ملء حناجرهم "الجيش والشعب ايد واحدة". وكان السيسي بعث برسالة طمأنة الى المصريين قبل اسبوع من تظاهرات 30 يونيو الماضي التي شارك فيها ملايين المتظاهرين. ورد بشكل غير مباشر على تهديدات قيادات إسلامية بالتصدي بالقوة للتظاهرات, بتأكيده على انحياز الجيش "لارادة الشعب", وقال ان "الموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر في وجود جيشه", مضيفاً "ليس من المروءة أن نصمت امام تخويف وترويع اهالينا المصريين". السياسيون والصحافيون المصريون الذين تعرفوا على الجنرال الصاعد يؤكدون ان همه الاساسي منذ توليه منصبه كوزير للدفاع في أغسطس الماضي كان رد الاعتبار للجيش المصري وانه, مثل الغالبية العظمى من قيادات الجيش الحاليين والسابقين, يشعر "بغصة" من شعار "يسقط حكم العسكر" الذي ارتفع في التظاهرات اثناء فترة حكم المجلس العسكري. ويعرف السيسي جيداً العديد من قيادات "الاخوان" وهم يعرفونه جيداً, إذ ان الرجل ادار, بعد سقوط مبارك, حوارات عدة مع الاحزاب والحركات السياسية المختلفة والتقى مرات عدة قيادات "الإخوان المسلمين". وعندما عينه مرسي وزيراً للدفاع العام الماضي, سرت شائعات وتكهنات بأنه "اسلامي الهوى", لكن السناوي يؤكد انه "مثل الغالبية العظمى من المصريين رجل متدين وقومي النزعة وهو معجب مثل الكثيرين من أبناء المؤسسة العسكرية بشخصية جمال عبد الناصر". ولد السيسي في القاهرة في نوفمبر 1954 وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية المصرية في العام 1977 ودرس بعد ذلك في كلية القادة والاركان البريطانية العام 1992, وفي كلية الحرب العليا الاميركية في العام 2006.والفريق اول عبد الفتاح السيسي متزوج وله اربعة ابناء.