أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من شهادات الناجين من مذابح الإخوان : خرجت لشراء التموين قبضوا على وعلقونى كالذبيحة
نشر في سودانيات يوم 11 - 07 - 2013


(شيماء مطر – التحرير)
الإحراق والقتل والعنف والذبح والتهديد، منهج اتخذَته جماعة الإخوان للانتقام من الثورة الشعبية التى أسقطت حكم مرسى وجماعته الإرهابية التى لم تعرف فى تاريخها إلا لغة الدم. ومع عزل محمد مرسى بإرادة شعبية، استدعت الجماعة تاريخها القديم الملوَّث بالدماء من خلال حلقات إجرامية ومذابح دموية بجميع أنحاء الجمهورية، جرائم تعكس وحشية لا تعرف الشرع ولا العقل ولا الدين، بداية من مذبحة المنيل وموقعة الجمل الثانية بميدان عبد المنعم رياض وماسبيرو والمجزرة الدموية بمنطقة بين السرايات والحرس الجمهورى وقتل وضرب وسحل ودهس رؤوس المعارضين للمعزول محمد مرسى بمحافظة المنيا والأقصر وسوهاج وبنى سويف وأسيوط ودمنهور وإلقاء الأطفال من فوق أسطح المنازل بالإسكندرية، وهى مجازر إرهابية راح ضحيتها 84 شهيدًا و6812 مصابًا خلال أسبوع واحد. جريدة «التحرير» رصدت شهادات ضحايا المذابح الدموية على أيدى الإخوان.
الإخوان اعتلوا المساجد وصوبوا النار على الأهالى
ما أكثرها الليالى الدامية التى عاشتها عدة مناطق فى مصر، على خلفية اعتداءات الإخوان المسلمين على أهل مصر، فى محاولة منهم لجر البلاد إلى حرب أهلية، لا تحمد عقباها.
فى منطقة المنيل، وبالتحديد فجر يوم 5 يوليو الجارى، هاجم ملثمون من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى منطقة المنيل، وأطلقوا على أهلها النيران، فراح ضحيتهم 16 قتيلا، ووقع 180 مصابا، فى مذبحة بشعة، تلت خطاب مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع فوق منصة رابعة العدوية، والذى هدد فيه الشعب المصرى بالعنف والدم.
محمد فراج، 19 عاما، أصيب بطلق نارى فى البطن، يروى ل«التحرير» وقائع تلك الليلة المشؤومة، فيقول: «كنت أحمى بيتى مع اللجان الشعبية على كوبرى الجامعة، وفوجئنا بهجوم مسيرة من مؤيدى المعزول بالرصاص والزجاج، ووسط محاولات الكر والفر وطلقات النيران التى انهمرت من فوق أسطح عمارة أمام السفارة الإسرائيلية أُصبت برصاص فى بطنى مما تسبب فى استئصال الأمعاء وجزء من المعدة».
فراج يضيف: «قتلوا أمامى رجلا كبيرا يتعدى الخمسين بطلق نارى، أُرجح أن قناصا اعتلى سطح أحد العمارات هو مَن أطلقه، وعندما حاول ابن الرجل الكبير إسعافه أطلقوا عليه النار أيضا، وهو الآن بين الحياة والموت فى قسم 5 فى مستشفى قصر العينى».
شاهدة أخرى على جرائم الإخوان فى المنيل اسمها هنية صابر، وتقطن شارع مختار حجازى، فتقول: «مرشد جماعة الإخوان يتاجر بالدماء، ويشعل حربا أهلية، ويهدد بالتصعيد، وأولى خطواته التصعيدية هى إرهاب الشعب المصرى»، وعن الأحداث تضيف: «الأحداث بدأت بعد تحرك مسيرة من مؤيدى المعزول من ميدان النهضة، لتعبر كوبرى الجامعة، لتسير فى طريقها إلى ميدان التحرير، كانوا يحملون الأسلحة النارية والخرطوش، فدارت اشتباكات بين الإخوان وأهالى المنيل الذين حاولوا التصدى لهم لمنعهم من الوصول إلى التحرير، وبعد مرور ساعة فوجئنا بمسيرة أخرى وموتوسكيلات وإطلاق نار على نوافذ المنازل، وعلى اللجان الشعبية من سكان المنيل».
السيدة هنية صابر تؤكد أن قناصة الإخوان اعتلوا مأذنة جامع صلاح الدين، الذى يقع بعد كوبرى الجامعة مباشرة، وأطلقوا النار على الأهالى، فقتلوا عددا كبيرا منهم، وتضيف: «عادوا إلى الهجوم مرة أخرى على جنازات القتلى، مما تسبب فى إصابة النساء والرجال»، موضحة أن أغلب الإصابات فى حالة حرجة، ومنهم حلمى محمد حلمى، 25 عامًا، وأصيب برصاص فى القدم والبطن والرأس، ويرقد فى حالة حرجة فى العناية المركزة فى مستشفى قصر العينى»، مشيرة إلى أن الأهالى ضبطوا سيارة نقل كبيرة مليئة بالأسلحة، وبها خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة، وتم تسليمهم إلى الجيش.
من جانبه يقول الملازم أول أمير مسلمانى، وهو من سكان المنطقة: «كنت أشارك فى اللجان الشعبية، وسمعنا أن الإخوان فى طريقهم إلينا قبل صلاة الفجر، وكنت أسمع صوت طلقات النار بالفعل، حتى أصبت بطلق نارى اخترق بطنى، وخرج من ظهرى»، مؤكدا أنه رصاص آلى أطلق عليه من مكان مرتفع، ويرجح أنه من أعلى مسجد صلاح الدين.
وبجوار الضابط مسلمانى، تقع غرفة إحدى السيدات القبطيات اللاتى أصبن بطلق نارى فى الركبة، جراء هجوم الإخوان على منازل الأقباط فى محافظة المنيا، وتدعى أم صبحى، 55 عاما. «التحرير» اقتربت منها لسماع شهادتها فقالت: «بعد خطاب القوات المسلحة وعزل مرسى، فوجئنا بالإخوان يهجمون على منازل الأقباط فى قرية دلجا، إحدى قرى مركز ديرمواس، وتعدوا على النساء، وحطموا كل ما فى المنازل بالطوب والزجاج».
وأضافت: «كنت فى منزلى محبوسة، نسمع الصراخ من الخارج، وفوجئت بإلقاء المولوتوف والبنزين على منزلى وإحراقه، وحاول أبنائى إطفاء الحريق، فأطلق الإخوان عليهم النار، وحاولنا الاتصال بالشرطة، ولكنها جاءت بعد مرور ساعات من تكسير وتحطيم كل المحلات التجارية والاعتداء على النساء بالضرب وقتل الرجال بطلق نارى»، مشيرة إلى أن الإخوان اختفوا فور قدوم الشرطة، وأخذوا زوجى وثلاثة من أولادى لتحرير محضر بالواقعة وتركونى بمفردى بالمنزل.
وأكدت أن مسيحيى قريتها خائفون من الخروج من منازلهم، وأن الإخوان يجبرون الأقباط على دفع إتاوة ما بين 1000 و5000 جنيه، مشيرة إلى أنها سألت الإخوان: «هل الإتاوة التى تجمعوها من بيوت المسيحين حلال؟»، فكان ردهم: «لا يدخل جيوبنا مليم منها سنشترى بها ذخيرة».
مذبحة أخرى، ارتكبها الإخوان فى المتظاهرين، خصوصا فى ميدان عبد المنعم رياض، حيث إطلاق نار على متظاهرى الميدان من أعلى كوبرى أكتوبر، والتى أصيب فيها أكثر من مئتين، من بينهم سالم أحمد إبراهيم، 33 عاما، والذى يرقد فى العناية المركزة فى مستشفى قصر العينى فى غيبوبة، بعد إصابته بطلق نارى فى الكبد والبطن.
شهادات على «غزوة الحرس الجمهورى»
عملية إرهابية تضاف إلى تاريخ الجماعات الإسلامية وقعت ليلة 8 يوليو أمام الحرس الجمهورى، تلك الحادثة التى جاءت بعد خطاب من صفوت حجازى قال فيه «محمد مرسى إما أن يكون فى دار الحرس الجمهورى وإما دار الدفاع، وسنخرجه رغما عن الجميع وسندخل به إلى القصر رغما عن الجميع، وهناك خطوات تصعيدية لا يتخيلها أحد».
راح ضحية تلك العملية ست حالات وفاة من ضباط الجيش المصرى، واثنان من الشرطة و42 حالة من الإخوان المسلمين، فضلا عن الجثث المجهولة وإصابة 372 مصابا بطلق نارى.
تعددت الروايات من ادعاءات مؤيدى مرسى من أن الجيش هو المدبر والمخطط لمثل هذه المذبحة لفض اعتصامهم، فى الوقت الذى تشير فيه الشهادات التى رصدتها «التحرير» من سكان العمارات فى محيط دار الحرس الجمهورى بأنها إحدى العمليات الجهادية، وهو ما أكده عم شعبان، حارس إحدى عمارات العبور المطلة على الحرس الجمهورى، قائلا «ليلة مذبحة الحرس الجمهورى بدأت مؤشرات تثير الريبة والشك، حيث بدأت بمسيرة للسيدات حاملات الأكفان على أياديهن ثم تمركزن تحت عمارات العبور حاملات الشوم والعصىّ فى حدود الساعة التاسعة مساء، وبعد مرور ثلاث ساعات فوجئنا بمجموعة من مؤيدى مرسى يقطعون طريق صلاح سالم وتفتيش كل المارة، ثم بدأت أعداد المعتصمين فى الازدياد قبل صلاة الفجر، وصلوا الفجر بعدها سمعنا هتافات: الله أكبر الله أكبر.. إلى الشهادة وسمعنا طلقات نارية من جميع الاتجاهات».
علا أحمد سامى، إحدى سكان المنطقة، قالت «ما يطلق عليه الداعية صفوت حجازى هدد قائد الحرس الجمهورى بشكل صريح من أنه سيقتحم الحرس الجمهورى لإخراج محمد مرسى على الأعناق»، مشيرة إلى أن خطبته كانت تحريضية «وبعدها فوجئنا بعدد كبير من المعتصمين ينتشرون أسفل عمارات العبور ويقومون بتفتيش السكان أصحاب المحلات التجارية، وفجر يوم السبت فوجئنا بصعود مجموعة منهم فوق أسطح المنازل دون مبرر».
وأضافت علا «سمعت هتافات يوم الأحد قبل الهجوم الإرهابى بيوم: دى ليلة سودا عليكم، إحنا هنطلع عنيكم.. الله أكبر الله أكبر.. وبعد أن كان عدد المعتصمين أمام الحرس الجمهرى لا يتجاوز ال50 فوجئنا بمسيرات من بعد صلاة العشاء من السيدات، والرجال والأطفال فى اتجاه الحرس الجمهورى، ولكنهم قاموا بتوزيع أنفهسم ولم يتمركزوا فى مكان واحد، وعم الهدوء على الاعتصام إلى أن سمعنا صوت إمام يؤذن لصلاة الفجر من خلال مكبر صوت، وبعد الصلاة كان الدعاء بصوت عال، وحث المعتصمين على الثبات ونيل الشهادة، ثم سمعنا هتافات: الله أكبر الله أكبر.. حى على الجهاد، وبعدها بدأ إطلاق النيران ففوجئنا بمجموعة من مؤيدى مرسى كانت تنتظر فوق أسطح العمارات وتطلق الرصاص والمولوتوف، فى الوقت الذى رأينا فيه السيدات يحتمين بمسجد المصطفى بأطفالهن وصوت من شارع الطيران بمكبر صوت: الثبات.. الثبات.. حى على الجهاد».
وقال سامى محمد صاحب أحد المحلات التجارية «بعد صلاة الفجر، ردد مؤيدو مرسى هتافات: الله أكبر الله أكبر.. حى على الجهاد.. ثم بدأ هجوم دراجات نارية فى اتجاه الحرس الجمهورى، أطلقوا النيران على ضباط الجيش، كما أطلقوا النيران بشكل عشوائى، فما كان من الجيش إلا أن أطلق النيران فى الهواء ليتفرقوا، وأطلقوا عليهم الغازات المسيلة للدموع، فى الوقت الذى فوجئنا بإلقاء مولوتوف من فوق أسطح المنازل المطلة على الحرس الجمهورى».
من ناحية أخرى لم تهتم نقابة الأطباء، التى يسيطر عليها الإخوان المسلمون، بالمجزرة التى قام بها مؤيدو المعزول مرسى بمنطقة بين السرايات التى راح ضحيتها 270 مصابا و16شهيدا خلال ثلاثة أيام، ولم تهتم أيضا بالمجزرة التى ارتكبت فى سيدى بشر بالإسكندرية، ولم تنظم مؤتمرا صحفيا تدين أحداث الذبح ورمى الأطفال من فوق أسطح العمارات وقنص 18 من سكان المنيل على يد الإخوان، فلم يتأثروا سوى بدماء الإخوان التى سالت أمام الحرس الجمهورى، وطالبت الجهات المعنية بسرعة إجراء تحقيقات محايدة سريعة لتضع المتهمين بين يدى العدالة فى أقرب وقت، كما هدد جمال عبد السلام عضو مجلس نقابة الأطباء، المعروف بانتمائه للإخوان المسلمين، بالتصعيد فى حال التراخى فى محاسبة الجناة، قائلا «إذا شعرت النقابة بالتراخى واللا مبالاة فإنها ستضطر آسفة إلى الشروع فى التقدم بشكاوى رسمية ضد المسؤولين أمام المحاكم الدولية ومنظمة العفو الدولة»، كما هدد بأنه يملك عديدا من الشهادات التى تدين الجيش فى قتل المعتصمين المؤيدين لمرسى.
وأكد عبد السلام إصابة الدكتور يحيى موسى، الذى أكد أنه المنوط بالتحدث باسم وزارة الصحة رغم إصدار وزارة الصحة بيانا رسميا أن الدكتور يحيى موسى ينتحل صفة المتحدث الرسمى، وأنه لا يمت للوزارة بأى صلة بعد رحيل وزير الصحة يحيى حامد ومحمد مرسى.
وأدان عبد السلام إصابة أكثر من ألف مصاب من بينهم سبعة أطباء و300 مصاب بطق نارى و48 شهيدا من بينهم طبيب بيطرى وطبيب أسنان، لكنه لم يدن قتل ضباط الجيش أو إصابات الجنود.
حفلات تعذيب إخوانية لأهالى «بين السرايات»: 18 شهيدا و320 مصابا و4 مفقودين ضحايا إرهاب ميليشيات الجماعة والمعزول
18 شهيدا سقطوا بمنطقة بين السرايات ليلة 4 يوليو، عقب الخطاب التحريضى للرئيس المعزول محمد مرسى، بينما تلطخت أيدى عشيرته وجماعته الفاشية الإرهابية، بدماء أولئك الشهداء، بعدما تلطخت أيضا بدماء ثمانية آخرين أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم.. لتسجل «بين السرايات» أول مذبحة دموية على يد ميليشيات الإخوان بعد ثورة 30 يونيو، انتقاما من الشعب المصرى الذى خرج عن بكرة أبيه إلى الميادين للمطالبة برحيل محمد مرسى.
ساعات الجحيم يرويها الضحايا الناجون من مذبحة «بين السرايات» ل«التحرير».
«علقونى كالدبيحة»، هكذا بدأ محمد صبحى محمد حسين البالغ من العمر 13عاما إحدى ضحايا الإخوان، حديثه ل«التحرير»، حيث تعرض على أيديهم لتعذيب وحشى أسفر عن جروح غائرة فى الرأس وجميع أنحاء الجسم.. بينما قال إنه ليس له علاقه بأى مظاهرات، ولكنه خرج من منزله لشراء التموين فاستغاث بى أحد زملائى يدعى مصطفى، بعد أن أصيب بالرصاص على أيدى الإخوان بميدان النهضة، وحاولت الذهاب له لإسعافه فعبرت بلجنة شعبية للإخوان، وقاموا بتفتيشى وأخذت فلوسى وتركونى أذهب لإسعاف صديقى، ثم وصلت إلى لجنة ثانية للإخوان، لكنها مسلحة، وفوجئت بهم ينهالون علىّ بالضرب وسحلونى مسافة كبيرة ورمونى أمام مطعم صبرى، بينما وجدت مصطفى ملقى على الأرض ومضروبا بالنار، حاولت حمله فهجم علىّ الإخوان بالضرب وجردونى من ملابسى وسحلونى إلى المنصة ورمونى تحتها، فوجدت كوما من اللحم غارقا فى الدم وشيخا كبيرا يقوم بتعذيبهم.
محمد تابع: علقونى على المنصة وانهالوا علىّ بالضرب بالعصا والكرباج السودانى وصاعق الكهرباء وشرّحوا ظهرى بالمطاوى، ووجدت طفلا لم يتعد عمره عشر سنوات، أجزاء من مخه تناثرت على الأرض بعد أن غرسوا الأسلحة البيضاء برأسه. بينما كشف إحدى ضحايا جرائم جماعة الإخوان المسلمين الفاشية عن قيام مؤيدى الرئيس المعزل بإجباره على الاعتراف بأنه جاء حاملا السلاح ليقتل أنصار مرسى أمام صحفى من شبكة «رصد» ولكنه رفض فقاموا بغرس أسلحة بيضاء فى رأسه، وعندما وافق تحت وطأة التعذيب صوّره الصحفى وتمت إذاعة الفيديو على الموقع الإلكترونى لشبكة «رصد». والد محمد صبحى محمد حسين، الذى تم تعليقه كالذبيحة على المنصة، قال ل«التحرير»: بعد علمى بإصابة ابنى عند ميدان النهضة توجهت إلى هناك للبحث عنه وفوجئت بقطع الطريق من قِبل المؤيدين للرئيس المعزول وقاموا بتفتيشى فوجدوا معى مبلغا كنت هاشترى به بضاعة لأنى تاجر ففوجئت بهم يطرحوننى بقوة على الأرض ويصيحون: «مسكنا تاجر سلاح والفلوس اللى معه لشراء سلاح لقتلنا»، وانهالوا بالضرب علىّ إلى أن توسلت لأحدهم فتركنى أدخل لابنى المصاب، وسألونى عن اسمه فوجدتهم يعلمون به، وقالوا لى «هتلاقيه مرمى تحت المنصة.. امشى أحسن نموتك معاه»، مضيفا «ذهبت إلى المنصة أمام باب جامعة القاهرة، ولم أستطع التعرف على ابنى وسط أكثر من 30 شابا تحت المنصة مرميين وغارقين فى دمائهم إلى أن وجدت رأسه بلا جلد من شدة الضرب بالمطاوى عليه».
من جانبه قال عمر كليمو أحد سكان «بين السرايات»: «إن الأحداث بدأت قبل خطاب المعزول مرسى بمناوشات واشتباكات بين المعتصمين الإسلاميين بميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة والأهالى بمناطق بين السرايات، وفى أثناء الخطاب اشتعلت الاشتباكات وأطلق خلالها مؤيدو مرسى الرصاص على الأهالى، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 20، وبعد عزل مرسى تطورت الأحداث وبدأت بمشادة كلامية بين أصحاب المحال التجارية ومجموعة من مؤيدى المعزول تطورت إلى تبادل الضرب بالطوب والزجاج وتحطيم المحال التجارية والسيارات، فوجئنا بالمئات من الإخوان ملثمين يهجمون علينا بالسلاح الآلى والجرينوف والخرطوش، وكانوا يطقلون علينا بطريقة هستيرية إلى أن هربنا للاحتماء بمنازلنا». وعن مشاهد التعذيب لسكان بين السرايات قال كليمو «الإخوان عذبوا سكان بين السرايات بممر المعلم الذى كان أول ضحاياه هو والد طفل أبكم الذى سقط بطلق نارى بالرأس كما تم سحل وضرب ابنه الأخرس ويدعى عبد العزيز حتى الموت، أحمد فرحات، البالغ من العمر 61 عاما، ضابط جيش متقاعد تعرض للتعذيب على أيدى الإخوان بممر المعلم ببين السرايات، وهو ما أكده فى شهادته لجريدة «التحرير» قائلا: «كنت ذاهبا لصلاة المغرب بالمسجد ففوجئت باقتحام شباب من مؤيدى الرئيس المعزل، وقاموا بسحلى وضربى وتشريح جسدى ورأسى بالأسلحة البيضاء»، مشيرا إلى قيامهم بالتعدى على المنازل وتفتيشها وقتل الرجال بالرصاص الحى بعد خطفهم من منازلهم.
وفقا لشهادة ضابط الجيش المتقاعد فإن «الإخوان قاموا بوضع حجر أسفل شاب يبلغ من العمر 20 عاما ويدعى عبد الله عاطف وأمسكوا برجليه ويديه وانهالوا عليه بالضرب إلى أن فقد الوعى، فظنوا أنه لفظ أنفاسه فسحلوه ورموه داخل حديقة الأورمان ورمو معه عم أحمد الصول، بعد أن قاموا بتعذيبه أسفل المنصه».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.