يربطون الطفل بمسلمة توفيت وهي تلد ابناً لملك إسباني قبل أكثر من 900 عام العربية نت لندن - كمال قبيسي مع الطفل الذي رزق به الأمير البريطاني وليام ليلة الاثنين، ولد من ماضي الوجود الإسلامي زمن "العصر الذهبي" في الأندلس طيف يفتح شهية الفضوليين على حقيقة نسب عائلي يربطه بأميرة عربية توفيت حين كانت تضع مولودها الوحيد من ملك إسباني تزوجها قبل أكثر من 9 قرون ومن بعدها طوى ذكراها الزمان. خبر تحدر الطفل من الأميرة الأندلسية طالعته "العربية.نت" من وكالات نقلته قبل أسبوعين عن مؤسس مجلة Généalogie Magazine الشهيرة، جان- لوي بوكارنو، وهو فرنسي ولد في 1953 ومتخصص شهير "بالحسب والنسب" وذكر تحدر "جينات" الأمير وليام من عشرات المشاهير، بينهم أمير روماني استمدوا من اسمه خرافة "دراكولا" مصاص الدم الأشهر في أفلام هوليوود، وبينهم أيضا الأميرة العربية. ولم يشرح بوكارنو شيئا عن الأميرة سوى أنها "تربط طفل كايت ووليام بملكة فرنسا، ماري دو مديسي، المتحدرة من سلالة ألفونس السادس ملك "قشتالة" وزوجته الرابعة "زيدة" وهي أميرة مسلمة تنتسب إلى أسرة أحد ملوك إشبيلية المتحدر مباشرة من سلالة النبي محمد" كما قال، لذلك راجعت "العربية.نت" ما ورد في مصادر تاريخية موثوقة عن "زايدة" لتعرف قصتها ومن كانت في التاريخ حقيقة. من شمال إسبانيا إلى فرنسا وبريطانيا جذور "زايدة" تعود إلى أسرة ملك مسلم لإشبيلية، وكان معاصرا زمن ملوك الطوائف الأندلسيين لملك "قشتالة" أو Castilla بالإسبانية، وهو الفونسو السادس نفسه. وكانت زوجة الفتح بن المعتمد بن عبّاد، الملقب بالمأمون، وكان أبوه طبقا لجميع المؤرخين، وأحدثهم السوري عبد السلام الترمانيني المولود في 1913 بمدينة حلب، ملكا على إشبيلية وقرطبة قبل أكثر من 900 عام. نقرأ أيضا أنها فرت في 1091 من إشبيلية بعد أن هاجمها "المرابطون" الذين أنشأ دولتهم يوسف بن تاشفين في المغرب وقتلوا زوجها الذي لم ينسبه أي مؤرخ للنسب النبوي الشريف، ولجأت إلى "قشتالة" التابعة لمملكة ليون بالشمال الإسباني "وكان معها أولادها وخدمها" فاستقبلها الملك الفونسو وأعجب بها وتزوجها "بعد أن تنصرت هي وأولادها" طبقا للترمانيني في كتابه "أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين". وبرغم أن اسمها "زايدة" إلا أن الحياة كانت بخيلة معها، فلم يمتد بها العمر وتوفيت وبالكاد كان عمرها 32 سنة في 1093 حين كانت تضع ابنها البكر من الملك الإسباني، وهو "سانشو" الذكر الوحيد للملك، والذي قتله "المرابطون" في معركة "أٌقليش" عام 1108 مع أن عمره كان 15 سنة تقريبا. كرمها الإسبان واعتبروها بمنزلة قديسة ويقول مؤرخون إسبان وعرب، أهمهم ابن عذاري المراكشي في كتاب شهير له سماه "البيان المغرب" وتطرق فيه للأندلس وأمرائها وما كان يجري فيها، أن زايدة غيّرت اسمها إلى إيزابيلا بعد تنصرها، وكرمها الإسبان بعد وفاتها ودفنوها في دير "ساهاغون" واعتبروها بمنزلة قديسة. بعدها بعامين توفي الملك ألفونسو بعمر 69 سنة، تاركا ابنتين من زوجة سابقة: سانشا وألفيرا، ومعهما عاش إخوة لهما غير أشقاء من الراحلة "زايدة" وزوجها السابق، الفتح بن المعتمد بن عبّاد، وجميعهم كانوا أمراء، إلا أن ذكرهم ضاع بين ركام الأزمنة ولم يعد أحد يعلم شيئا عنهم، لذلك فالقول إن طفل الأمير وليام متحدر من والدتهم يحتاج إلى دليل مقنع. مع ذلك، يعتقدون بأن الحل هو أن إحدى ابنتي الملك، وبالذات ألفيرا، امتد منها تحدر النسب الألفونسي ووصل إلى أسرة الملكة الفرنسية ماري مديسي، ومنها لعائلة وندسور البريطانية المالكة، في دورة تحدرات متنوعة الجنسية شملت ألمانيا أيضا واليونان وإيطاليا ورومانيا وحتى المغرب والهند، وإذا صح هذا الحل فإن من "جينات" ابن الأمير وليام واحد على الأقل منبعث من أخت غير شقيقة لأبناء "زايدة" الإشبيلية.