[email protected] في أوائل القرن الخامس الهجري، انقسمت الأندلس إلى دويلات صغيرة، وإمارات مستقلة، وأعلن كل أمير نفسه ملكا، ودخلت الأندلس في عصر جديد، عُرف باسم \"ملوك الطوائف\"، وحلت بالاندلس حالات من التمزق والانحلال، ولم يكن يربط بين ملوك دول الطوائف رباط مودة او ود ، وإنما نفخ الشيطان في روعهم فجعلهم في شقاق مستمر، يقاتل بعضهم بعضا، وينتزع القوي منهم ما في يد الضعيف، ويتحالفون والنصارى ضد بعضهم البعض دون وازع من دين او خلق وفي الوقت الذي كانت تجري فيه أحوال ملوك الطوائف على هذا النحو المهين كانت النصرانية في شمال الأندلس تتماسك ويتّحد ملوكها، فتحقق لهم النصر في كثير من المواطن، لا عن قوة منهم وحسن إعداد، وإنما عن ضعف ألَمَّ بالمسلمين، وفرّق كلمتهم، وكان يحكم أسبانيا آنذاك ملك طموح الهمة هو \"ألفونسو السادس\" والذي نجح في توحيد مملكتي قشتالة وليون، وسيطر على كل الممالك المسيحية ، وكان من ملوك المسلمون آنذاك المعتمد بن عباد والذى اسطاع بضعفه عقد اتفاقية مع الملك الفونسو ليعينه على باقى الملوك ولكن الفونسو الطموح ابتلع بجيشه كل ممالك الطوائف ومن ثم التفت على المعتمد بن عباد ليهزمه شر هزيمة غير آبه بالعهود والمواثيق التى كانت تربط بينهما وتم نفى المعتمد الى فاس ولقى ربه فيها , ولعل حالنا وحال بلادنا اليوم اشبه بأندلس ملوك الطوائف وقد تفرقنا جنوبا وشرقا وغربا وفينا من هم اشبه بالمعتمد بن عباد وقد عقد رباطا والاعداء مما دفع بالفونسو هذا القرن ان يتقدم بجيشه ليبنى صولجانا فوق منابع النيل , فما بالنا اخوتى وقد تفرقت بنا السبل واصبحنا شيعا واحزابا ؟ وما بالنا وقد كنا وقد كانت لنا ايام ؟ اليس فينا من هو اشبه بمعاوية حين سئل : كيف حكمت عشرون عاما وانت امير وعشرون عاما وانت خليفة ؟ قال : جعلت بينى وبينهم شعرة احد طرفيها فى يدى والاخرى فى ايديهم فأن شدوا رخيت وان رخوا شددت , ما بالنا اخوتى نسند عظائم امورنا الى من لا يدرك عظمتها ؟ اين هم اخوتى حكمائنا وكبرائنا واين هى شيمنا واخلاقنا وقد انتفت الغيرة على هذا السودان وقد باعه البعض فى سوق النخاسة بثمن بخس دراهم معدودة . واسفاه اخوتى والسودان يقطعه الاعداء اربا وما هو حال عزة والخليل والازهرى والمحجوب وعبد الله خليل ومحمد نور الدين وعلى عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ان كانوا احياء بيننا وقد نهشت الكواسر هذا الوطن العزيز رحماك ربى احفظ لنا السودان فما هو قادم جد خطير ولات حين مندم