اعلن حبيب موسى هلال عبد الله؛ نجل قائد مليشيا الجنجويد الشهير وزعيم قبيلة المحاميد فى دارفور أن والده غادر الخرطوم منذ اكثر من شهر واعلن التمرد علي الحكومة بقوة عسكرية كبيرة. واكد نجل الزعيم القبلي الذى قال انه قائد لقوات والده في تصريح لسودان راديو سيرفس من منطقة كبكابية بولاية شمال دارفور أن والده خرج من الحكومة مع قواته منذ اكثر من شهر بسبب ان الحكومة خدعتهم بعد أن حاربوا لصالحها. واضاف حبيب أنهم يطالبون بإيجاد حل شامل ومرضى لجميع الفئات في دارفور وإلا سيسعون لتغيير الحكومة بالقوة. وقال حبيب (...المسألة ليست مسألة حلول جزئية المسألة هي قضية تهميش واضح ،التهميش عمّ حتى العرب وهم فى يوم من الايام وقفوا مع النظام وخدعهم وهذا هو الامر الذى دفعنا ان نخرج). وقال حبيب أن ولده ابلغ الحكومة منذ عامين ونصف اثناء وجوده في الخرطوم كمستشار لديوان الحكم الاتحادي بأن ما يجرى في اقليم دارفور يتطلب معالجة جذرية عاجلة ولكن السلطات لم تستجب لتلك الدعوات. واضاف حبيب قائلا ( التنسيق الان في بداياته لان الشيخ قضى عامين ونصف فى الخرطوم ... وقال لهم ياناس العمل الذى تمارسونه غلط ونحن وقفنا فى الحرب مع الدولة ونعتقد أن الدولة واقفة على حق لكن العمل الذى يجرى غلط جدا جداً غير إنساني وغير مرضى ... اصبحنا فى مفترق الطرق والعرب اصبحوا مجبورين انه فى الفترة القادمة اهل دارفور يتوحدوا). وقال المحلل السياسي ل(حريات) ان تصريحات نجل موسى هلال تؤكد التذمر الواسع للمليشيات القبلية التى استخدمتها الحكومة فى حروبها فى دارفور ، واضافة الى تناقص قدرة الحكومة بتناقص مواردها فى الصرف على المليشيات والحفاظ على ولائها فان عناصرهذه المليشيات بدأوا ايضاً يحسون بمرارة ان السلطة استخدمتهم بالضد من مصالحهم ومصالح تعايشهم مع قبائل دارفور الأخرى . واضاف المحلل السياسي ان المليشيات القبلية تشكل الحزام الامنى الرئيسى للسلطة فى الخرطوم وفى حال ابتعادها عنها فان القوات الحكومية النظامية كما تؤكد الكثير من الشواهد غير راغبة وغير قادرة فى الاستمرار فى حروبات السلطة . واضاف انه توجد اسباب موضوعية لتمرد المليشيات على السلطة ولكن قادة هذه المليشيات ايضاً عناصر انتهازية وكثيراً ما تضغط على السلطة بمواقف معارضة وتتراجع عنها حين تتم تلبية بعض مطالبها . وتشير الى هذه الرغبة فى التراجع ان التصريحات صادرة عن نجل موسى هلال وليس عنه شخصياً . وقال ان قوى التغيير – خصوصاً فى الجبهة الثورية – تحتاج الى تطوير استراتيجية فعالة تجاه هذه المليشيات ، استراتيجية تقوم على المبدئية والمرونة ، على اهمية عزل المليشيات عن السلطة الحاكمة فى الخرطوم بان يوضح لها ان مصالحها فى التغيير وليس فى الحفاظ على الاوضاع القائمة ، وعلى حقيقة ان هذه المليشيات وان ارتكبت جرائم فظيعة وجسيمة الا انها ايضاً ضحية للمجرمين الاصليين فى الخرطوم الذين عبأوها بالخوف مستغلين جهلها وتخلف وعيها ، وان عزل مجرمى الخرطوم وبالتالى ازاحتهم يشكل المدخل الصحيح لمعافاة الاوضاع فى دارفور والبلاد عموماً