قرر زعماء من قبيلة الدنكا نقوك إجراء استفتاء الأسبوع المقبل لتحديد مصير منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، رغم إعلان الخرطوموجوبا مسبقا أنهما لن تعترفا بنتيجة هذا الاستفتاء، ورغم التحذيرات من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إثارة العنف. غير أن زعماء قبيلة الدنكا نقوك الموالية بشدة لجنوب السودان، قالوا إنهم سئموا الانتظار لإجراء استفتاء على مصير المنطقة التي تضم احتياطيات نفطية صغيرة وشهدت عدة اشتباكات بين قوات السودان وجنوب السودان. وقال أكويل أكول من اللجنة المنظمة للاستفتاء "خلصنا إلى أن أفضل وسيلة لعمل ذلك هي أن ننظم استفتاءنا بأنفسنا، ونمضي قدما ونعلن للعالم عن رغبتنا". وبحسب مسؤولين في البلدة فإن نحو 100 ألف من قبيلة الدنكا نقوك المقيمين في جنوب السودان عادوا إلى أبيي للمشاركة في الاستفتاء الذي سيجري على مدى ثلاثة أيام. وقد بدأ المنظمون اليوم الأحد تسجيل أسماء الناخبين وتجهيز 29 مركزا انتخابيا تمهيدا للاستفتاء المقرر يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. بدورها قالت عضوة اللجنة المنظمة للاستفتاء آشا عباس أكويل التي تمثل أبيي في برلمان جنوب السودان "لا نريد الاستماع لأحد هذه المرة.. نحن سكان أبيي ونحن الذين نحدد ما نريد، ونريد أن يعرف العالم أننا سنجري الاستفتاء". ويقر المنظمون بأن إجراء استفتاء من جانب قبيلة الدنكا نقوك يفتقر إلى الأساس القانوني، خاصة أن الخرطوموجوبا أعلنتا أنهما لن تعترفا بنتيجته. بدوره قال لوك بيونغ من كلية هارفارد كنيدي ويعمل مستشارا لمنظمي الاستفتاء، إن "الخرطوم قد تستخدم مليشيات لتعطيل ما يحدث أيا كان". كما أن قرار أبناء القبيلة شبه المؤكد بالانضمام إلى جنوب السودان، سيغضب بدو المسيرية المسلحين جيدا والمؤيدين للخرطوم، والذين يرعون ماشيتهم في أنحاء أبيي لفترات طويلة من العام، ويطالبون بالحق في التصويت على مستقبل المنطقة. بدوره قال زكريا أكول مدير معهد سود -وهو مركز أبحاث مقره جوبا- إن أبيي ستظل مصدرا للصراع بين البلدين، "وقد تتصاعد الأمور ما لم تتوصل كل الأطراف المعنية إلى اتفاق". ومن المقرر أن يزور الرئيس السوداني عمر البشير جوبا يوم الثلاثاء القادم، وسيبحث مسألة أبيي ضمن القضايا التي سيناقشها مع المسؤولين هناك. يذكر أن أبيي كانت ساحة قتال كبيرة في سنوات الحرب الأهلية بين السودان والجنوب، ولها أهمية رمزية وإستراتيجية كبيرة للجانبين. كما أن المنطقة أصبحت واحدة من سلسلة نزاعات بين السودان وجنوب السودان والتي تشمل مناطق حدودية أخرى وحقوق النفط. ولم يتحدد مصير أبيي عندما انفصل جنوب السودان عام 2011، وتعطل استفتاء رسمي تم التعهد به منذ فترة طويلة حول وضع المنطقة بسبب الجدال بشأن من يحق لهم التصويت.