تقع ولاية النيل الأزرق -بعدد سكانها الذي لا يتجاوز الثمانين ألفا وبمساحتها التي تبلغ نحو 38500 كيلو متر مربع- في الجزء الجنوبي الشرقي من السودان، وتحدها من الشمال الشرقي ولاية سنار ومن الجنوب الشرقي دولة إثيوبيا بجانب ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان من الاتجاه الغربي. وتعتبر من أغنى ولايات السودان من حيث الثراء البيئي والتنوع المناخى -مناخ السافنا الغنية التى تتراوح فيه معدلات هطول الأمطار بين 40 ملم حتى 700 ملم فى الجنوب. كما تتميز بمساحات سهلية شاسعة وغابات نيلية تنحصر على مجرى نهر النيل الأزرق المنحدر من إثيوبيا الذي يلتقي في العاصمة الخرطوم مع نهر النيل الأبيض المتدفق من أوغندا وينطلقان شمالا ليكونا نهر النيل. تحتوي أراضيها على 20% من الثروة الحيوانية في السودان، بجانب ثروة مقدرة من الأسماك. وهي غنية بالمعادن كالكروم والذهب فضلا عن خام البترول. وبها أراض زراعية هائلة تقدر مساحتها بنحو خمسة ملايين فدان تتم زراعتها بعدد من المحاصيل النقدية كالذرة والسمسم والصمغ العربي وأخيرا "القوار" بجانب إنتاجها الوفير للكهرباء لوجود خزان الروصيرص الذي يعتبر الخزان الأكثر أهمية بالسودان. تتمتع الولاية بتجارة حدودية مزدهرة مع إثيوبيا خاصة وأنها تمثل سودانا مصغرا بإثنياتها المختلفة -باعتبارها مقرا للهجرات السكانية والتصاهر بين مواطني السودان من كافة الجهات- وتنوعها الاقتصادي. تشكل قبائل الفونْج والأنقسنا وفازوغلي والبرتا والقمز والبرون والرقاريق والجمجم والكدالو والأدوك والهمج الأفريقية العدد الأكبر من سكان الولاية بجانب بعض القبائل العربية والإثنيات المشتركة مع دولة جنوب السودان والمناطق الطرفية من دولة إثيوبيا. تعتبر الولاية من أكثر الولايات تأثرا بانفصال جنوب السودان للتداخل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بينهما، ولتبني عدد كبير من أبنائها لفكر الحركة الشعبية، مما أدى إلي الصراع الحالي مع الحكومة السودانية.