كنت شاهدت عيان بقلب موقف جاكسون النابض بمظاهرات الجياع المتعبين الهادرة التي هزت وسط الخرطوم واربكت اجهزت النظام امتدت من ميدان جاكسون وتفرعت في كافة الاتجاهات علي مد البصر .. ومواقف المواصلات تغلي كالمرجل لايوجد موطئ قدم .. الجموع المتدافعة نحو جاكسون تتسآل عن اين ذهبت الحافلات والهايسات ؟؟؟؟ ومن الذي خلق أزمة المواصلات ؟؟؟ وبدأت اصوات السخط والتزمر تغلوا هنا وهناك والناس ملوا الانتظار لاكثر من اربعة ساعات وبعد خروج طلاب الجامعات ازداد الزحام والزحف وتكسوا وجوه الطلاب آثار الارهاق والتعب بعد يوم دراسي طويل .. وزادت ازمة المواسلات الطين بلة وفجأة انفجر بركان الغضب.. وتحركت الجموع الهادرة سيرا علي .. وعلت الهتافات ,, الشعب يريد المواصلات يا خرطوم ثوري.. ثوري ..والشعب يريد أسقاط النظام وأغلق المتظاهرون الكبري الطائر الذي يتجةمن جاكسون الي امدرمان ..واحرقت اللساتك واللافتات المعلقة بشارع الغابة ولاحظت من اعلي الكبري الطائر جموع هادرة قادمة من جامعة السودان بالمبني الغربي واكتظت الشوارع الفرعية بالجماهير الغاضبة .. وحاصر المتظاهرون الحافلات التي تحمل الركاب ومنعوها من الوصول مداخل الكباري - الفتيحاب - وامدرمان القديم وظلت المتاريس البشرية قرابة الساعة صامدة وعطلت سير الحركة تماما ..مما أربك شرطة النجدة ومنعت من الدخول الي الموقف ..وبعد ولادة متعثرة حضرت عربات النجدة خجولة لتفض المظاهرات .. وتنظم حركة المرور واستمر الحراك الجماهيري هادرا سيرا علي الاقدام حتي وصلنا بالقرب من كبري الفتيحاب .. وبدأت حافلات بري وبصات الوالي الخضراء تساعد في نقل المواطنين الى كل ارجاء العاصمة ونحن ركبناامجاد وتم توجيه السائقين الي الذهاب بالكبري القديم وغبروا مساره لاتجاه واحد نحو امدرمان فقط وقفلوا كبري الفتيحاب وللاسف الشديد كنت احمل كيسا ثقيلا ملئ بالاسود والبطاطس .. اشتريته من ( الفراشة ) علي استايل( قدر ظروفك ) الذي نعيشه هذه الايام وكنت احمل في كتفي شنطة تحمل اثقالا اخري ولم استطع مع هذه الحمولة الدخول في قلب المظاهرات .. لكن هيأت نفسي للرصد والمتابعة .. سيرا علي الاقدام وعلي جنبات الشارع مع بعض الناس الراجلين..وظللت اراغب ردود الافعال من الحوارات مع المواطنين التي امتدت علي طول الطريق الي ان وصلنا الي مفترق الطرق بالقرب من كبري الفتيحاب والوجوه المتعبه مليئة بالتحدي والاقدام للتغيير وسعدت كثيرا بشعبي البطل .. الذي أثبت ان لامستحيل تحت سمائه القاتمة والملبدة بالغيوم والسموم والجوع والفقر والمرض والعوز.. ولم اشعر بالتعب مطلقا.. وتأكدت تماماان الشوارع لاتخون .. وان ما شهدته بميدان جاكسون هو الشرارة التي سيندلع منها اللهيب .. والذي لاتنطقئ ناره الا باسقاط النظام.. انها لحظات ثورية ملهمة للتغيير ..والثورة تسير بخطي ثابته .. خطوة .. خطوة .. وبأزمة المواصلات وما ترتب عليهااكتملت واستحكمت حلقات الازمة .. وحان قطاف الثورة وجني ثمارها ..وهتف الشعب من اعماقه.. التغيير واجب وطني وكما قال الشاعر التونسي الراحل المقيم ابو القاسم الشابي اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر والثورة انطلقت شعارات تردد الحناجر لا لحكم الفرد .. لا والشعب يريد.. اسقاط النظام