ahram.org عادل شهبون يبدو أن الاوضاع المتردية فى العديد من دول القارة الافريقية خاصة العربية منها قد جعلت المواطن العربى يكفر بالثوابت التى طالما حافظت على هويته ودفعت بالعديد الى الفرار باتجاه اكثر الدول عداء للقومية العربية، حتى تحولت الهجرة الى اسرائيل، بحثا عن فرصة عمل، ظاهرة تستحق الدراسة . والغريب انه رغم كل ما تعانيه العمالة الاجنبية فى اسرائيل من متاعب ومشاكل قد تصل الى حد السجن مدى الحياة، فان هذه الظاهرة لا تتوقف ومازال مسلسل الفرار الى الجانب الاخر، مستمرا واخر المآسى التى تعانيها هذه العمالة، كانت من نصيب اللاجئين السودانيين والذين يتعتبرون الاقل حظا فى إسرائيل بالمقارنةمع غيرهم من اللاجئين الأفارقة. فقد كشف تقرير صدر منذ عدة أيام أن الدولة العبرية تضغط بشكل أكبر على اللاجئين السودانيين كى يغادروا إسرائيل من تلقاء انفسهم، فى حين يرفض الآخرون خاصة الاريتريين ذلك.ويشير المراقبون إلى أن هناك معسكر اعتقال لتجميع هؤلاء اللاجئين يطلق عليه حولوت وأن 69% من نزلائه من مواطنى السودان وذلك على الرغم من أن السودانيين لا يشكلون سوى 20% من طالبى اللجؤ أو المأوى من الأفارقة فى إسرائيل. ويشير تحقيق نشرته صحيفة هآرتس إلى أن هناك ما لا يقل عن ألف شخص سودانى ممن تسللوا إلى إسرائيل تمت إعادتهم سرا فى الشهور الأخيرة إلى موطنهم فى شمال السودان عن طريق دولة ثالثة دون علم الأممالمتحدة أو إشرافها على عملية الترحيل. وطبقا لما أكده مصدر رسمى للصحيفة، فإن تل أبيب هى من مولت تذاكر طيران هؤلاء السودانيين, ويأتى ترحيل المتسللين متحديا لقرار مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الذى يفيد بأن ترحيل السودانيين وإعادتهم إلى بلدهم يعد جريمة. وتؤكد وسائل الاعلام فى الدولة العبرية أن المهاجرين الذين كانوا يقبعون فى سجون إسرائيل، اعيدوا إلى بلدهم بناء على رغبتهم خوفا من تطبيق قانون التسلل عليهم والذى دخل حيز التنفيذ فى يونيو من العام الماضي. وينص القانون على سجن المتسللين سنوات طويلة حتى وان كانوا يستحقون الحماية كلاجئين. ومن جانبها أكدت مصادر الأممالمتحدة ان عملية الترحيل من داخل السجون إلى الطائرة تمت قسرا ودون رغبة السودانيين. وداخل اسرائيل، قوبل قرار الترحيل بموجة انتقادات واسعة من جانب منظمات حقوق الانسان والتى وصفت ما حدث بانه تجاوز لكافة الخطوط الحمراء وإخلال بتعهدات واتفاقيات سبق أن وقعت عليها إسرائيل. فمديرة جمعية مساعدة العمال الأجانب،المحامية راعوت ميخائيلى قالت ان هناك خطرا حقيقيا على حياة هؤلاء المتسللين عند عودتهم إلى بلدهم، كما عودتهم تمت قسرا حيث كان ممثلو الحكومة الإسرائيلية يقومون بزيارتهم فى السجن ليؤكدوا لهم ان القانون الإسرائيلى ينص على سجنهم مدى الحياة ودون محاكمة. وتعترف شاحر شوهيم مديرة منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان، ان السياسة المتشددة التى مارستها إسرائيل خلال العام الأخير تجاه اللاجئين هى التى دفعتهم للموافقة على العودة لبلدهم حيث تقول: نحن نستقبل فى عياداتنا يوميا أمثال هؤلاء اللاجئين الذين يعانون الخوف حتى من التجول فى الشوارع وبعضهم يفكر فى الانتحار. والمشكلة ان هؤلاء اللاجئين الذين تمت اعادتهم الى بلادهم ستتم محاكمتهم بل وقد يتعرضون لعقوبات شديدة حيث يحظر القانون، فى السودان الشمالى، على كافة المواطنين السفر إلى إسرائيل كما ان المواطن لا يستطيع الادعاء بعدم معرفته بهذا الحظر لان جواز السفر مدون فيه: أنه "يمكن السفر إلى أى دولة فى العالم باستثناء إسرائيل".