تأكيد السودان ملكيته ل'أرض تحت سلطة مصر' ودعم ذلك عسكريا، يثير غضب القاهرة من مساعيه لخلق أزمة بين البلدين في 'توقيت غير بريء'. هل انتهت المشاكل ولم تبق إلا هذه المشكلة؟ ميدل ايست أونلاين الخرطوم من المحتمل أن تؤجج حلايب أزمة سياسية غير متوقعة بين مصر والسودان بعد أن قامت الخرطوم بإبدال قواتها العسكرية المتمركزة في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين، غير عابئة بتأكيدات مصر المتكررة على حقّها السيادي في هذه الأراضي. والثلاثاء تسلمت قوة من الجيش السوداني موقعها في منطقة حلايب، على ما ذكر مسؤول سوداني لوكالة الأنباء السودانية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يأتي تحقيقا لمبدأ "سيادة السودان على أراضيه". وأعلن السفير السوداني بالقاهرة الحسن أحمد العربي بدوره أن حلايب سودانية وشدد على ضرورة أن تتوصل الدولتان إلى حل لها، لافتا إلى أن الخرطوم تجدد شكواها بالأمم المتحدة سنويا حتى لا يسقط حقها في المطالبة بها. وقالت الوكالة السودانية الثلاثاء إن الفرقة 101 مشاة البحرية بورتسودان احتفلت "بعودة القوات المرابطة في حلايب بعد أن تسلمت القوات البديلة لها مواقعها بالمنطقة بعد انقضاء فترة رباط القوات العائدة وفقا لنظام القوات المسلحة في هذا المجال". ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن والي ولاية البحر الاحمر محمد طاهر ايلا قوله إن وجود القوات المسلحة بمنطقة حلايب تعبير عن السيادة السودانية بالمنطقة. وبدوره قال قائد الفرقة 101 مشاة إن قوات بلاده المسلحة تقوم بدورها في "حماية الأرض والعرض وحيا صمود القوات المرابطة في حلايب ومجاهدات القوات النظامية الأخرى واستعدادها للفداء والتضحية من اجل سيادة الوطن". ولم تستدع وزارة الخارجية المصرية السفير السوداني للاحتجاج على ما قامت به حكومة بلاده كما ذكرت بعض وسائل الإعلام المصرية، لكن المتحدث باسمها السفير بدر عبد العاطي قال إن "الحكم الإداري في حلايب وشلاتين تقوم به المؤسسات المصرية". واضاف عبد العاطي أن "حلايب وشلاتين أرض مصرية، يتمتع أهلها بالحقوق والواجبات المحقة لجميع المصريين"، مشيرا إلى أن "الدستور الجديد أكد مصرية هذه المنطقة وخضوعها للسيادة المصرية". ومن جهة أخرى استنكرت عدة أحزاب مصرية تصريحات السفير السوداني ووصفتها بأنها تعمل على خلق أزمات سياسية بين القاهرةوالخرطوم. وأضافت أن "حلايب أرض مصرية 100% ولا نقاش في ذلك، وأي حديث في هذا الموضوع يعتبر خرقا للمعاهدات الدولية الموقعة بين البلدين"، في الوقت الذي يحتاج فيه البلدان لتضافر جهودهما لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضدهما لتقسيمهما، فضلا عن حرب المياه التي تهددهما. ويقول مراقبون إن اختيار الخرطوم يوم ظهور المرشح للرئاسة المصرية عبدالفتاح السيسي على التلفزيون لتحرك المياه الراكدة في قضية حلايب المثيرة للمصريين، يخفي نوايا مبيتة من نظام البشير وحلفائه الإيرانيين والقطريين ضد مصر، خاصة وأن السيسي قد بدا حازما ضد أي وجد مستقبلي لجماعة الإخوان المسلمين في بلاده.