بعد ثمانية أشهر من الحراك الشعبي داخل سوريا قرر رفعت الأسد، النائب السابق للرئيس السوري وشقيق الرئيس السوري الراحل، أن يدلو بدلوه من خلال مشاركته في مؤتمر عن مستقبل سوريا دعت إليه منظمة القرن الحادي والعشرين لحل النزاعات بمشاركة بعض المنظمات والأحزاب السورية التي ركزت على أخطاء النظامِ السوري وطريقة استخدامه للقوة في قمع المتظاهرين. وكان رفعت الأسد في خلاف مع السلطة، ليصبح في الفترة الأخيرة قريباً منها، ويطالبُها باستمرار بعمل إصلاحات جدية وعاجلة. وقال نائب الرئيس السوري السابق الدكتور رفعت الأسد ل"العربية": "على الرئيس بشار أن يبدأ بإصلاحات جدية ومقنعة للآخر ويبدأ بأن يقول للشعب السوري أنا لست بخالقكم بل أنا منكم وفيكم وانتقدوني كما شئتم وقولوا عني ما شئتم فانا لكم وأنا منكم". وسألته "العربية" عن توقعاته لما يمكن أن يحدث في حالة رفض الشارع السوري المنتفض لكل الإصلاحات التي لم تأت بثمار إلى اليوم، قال الدكتور رفعت: "نحن الآن ننتظر منه أن يأتي بجديد وأن يفاجئ الناس بهذا الجديد ونخشى من التأخير، لأن العرب والشعب السوري كله ينتظر ذلك والحكومات العربية محرجة اليوم أمام هذا الوقت الطويل، ولا يمكنها أن تتحمل أكثر مما تحملت". ويبدو واضحاً أن رفعت الأسد يبحث من خلال هذا المؤتمر عن موقع له داخل المعارضة السورية ويعتبر نفسه واحداً منها ضد ابنِ أخيه الرئيس بشار الأسد. وقال رفعت الأسد: "أنا أطالب الشعب في سوريا أن يصر على الوحدة الوطنية، وأن لا يقبل بأي تدخل أجنبي وأن يلجأ بشكل أو بآخر إلى تحكيم عربي وإرادة عربية في التغيير والإشراف على انتقال السلطة إلى الشعب". وفيما يخص قرار الجامعة العربية وجهودها لتلافي الحرب في سوريا قال رفعت الأسد إن "الجامعة العربية لازالت في بداية عملها الجدي لكنها كما أرى تحاول جاهدة أن تطور نفسها وأن لا يقع الحق عليها فقط بل الحق على العرب جميعهم وفي بدايتهم الرؤساء العرب أن يدعموا هذه الجامعة لكي يفعّلوا دورها وتصبح صاحبة قرار في يوم من الأيام". وفيا كانت جلسات المؤتمر تتهيأ لمتابعة الجلسة الثانية, اقتحم بعض النشطاء من المعارضين السوريين المؤتمر مطالبين بعدم إشراك رفعت الأسد في مؤتمرات المعارضة السورية. وقالوا ل"العربية": "لا حوار ولا تفاهم مع من اقترف مجازر حماة، ورفضوا الدخول إلى قاعة المؤتمر للحوار مع بقية المعارضين المجتمعين في المؤتمر". المشاركون في المؤتمر طلبوا من المعارضين لمشاركة رفعت الأسد الدخول الى قاعة المؤتمر للحوار وسماع كل الأطراف. من جهته قال حسان حداد معارض سوري مقيم في لندن، وأحد المشاركين في المؤتمر: "أعتقد أن مشاركة الدكتور رفعت الأسد هي للضغط على معارفه وعلاقاته في الداخل السوري لتلافي ما سيحصل من خراب في حالة الحرب الأهلية ولا أعتقد أن هناك ضيرا من هذه المشاركة فليأتي من يشاء ويقول ما لديه دون أي حرج". يبقى القول إن هذا المؤتمر أراد أن يذكر بالوجود السياسي المعارض لرفعت الأسد الذي يبحث عن موقع في المشهد السوري الجديد.