قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنها تشعر "بقلق عميق" بشأن استمرار أعمال العنف في مصر، والتي أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة مئات آخرين بجروح. وأضافت كلينتون في بيان لها "إنني أشعر بقلق عميق بشأن التقارير المتواصلة عن العنف في مصر، وأدعو قوات الأمن المصرية إلى احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين بما في ذلك حقي التعبير السلمي عن الرأي والتجمع." وحثت كلينتون السلطات المصرية على محاسبة من ينتهك حقوق المتظاهرين بما في ذلك قوات الأمن. وطالبت كلينتون المحتجين كذلك بالامتناع عن أعمال العنف مؤكدة أنه "على هؤلاء الذين يحتجون أن يفعلوا ذلك سلميا وأن يمتنعوا عن القيام بأعمال عنف". وتابعت وزيرة الخارجية الأميركية قائلة إن "مشاعرنا مع عائلات من قتلوا أو جرحوا." وتأتي تصريحات كلينتون بعد يومين من العنف المتواصل والمصادمات بين متظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية في شارع قصر العيني بوسط القاهرة ميدان التحرير وبعض الشوارع المحيطة. وقال نشطاء إن قوات من الجيش والشرطة تقدمت يوم الاثنين في ميدان التحرير وطاردت مئات النشطاء المعتصمين فيه إلى خارجه. وأضافو أن النشطاء فروا أمام تقدم القوات المترجلة إلى شارع طلعت حرب وميدان عبد المنعم رياض القريب. وقالت وزارة الصحة المصرية إن عشرة أشخاص قد قتلوا في أعمال العنف المستمرة منذ يوم الجمعة الماضي وأصيب 505 آخرون منهم 384 نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج. يذكر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك إثر ثورة شعبية استمرت 18 يوما كان قد ألقى باللائمة على المتظاهرين الذين قال إن بينهم مندسون قاموا باستهداف مؤسسات الدولة، غير أن قوى سياسية ومتظاهرين اتهموا الجيش بالإفراط في العنف ضد المتظاهرين. إدانة أممية ومن ناحيته أدان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة استخدام قوات الأمن المصرية "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين. وقال مكتب بان في بيان إن "الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بقلق بالغ بسبب الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن ضد المحتجين ويدعو السلطات الانتقالية إلى التصرف بضبط النفس ودعم حقوق الانسان بما في ذلك حق الاحتجاج السلمي." وألقى العنف بظلاله على الانتخابات البرلمانية التي تجرى على ثلاث مراحل وهي أول انتخابات حرة تعيها ذاكرة أغلب المصريين وتقترب من منح الإسلاميين أكبر عدد من الأصوات. وتظهر النتائج الصادرة حتى الآن من الجولتين تقدم حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي. يذكر أن هذه الاشتباكات قد فاقمت من غضب بعض المصريين من سلوك الجيش الذي يتهمونه بعدم القدرة على إدارة المرحلة الانتقالية، كما يطالبونه بإجراء انتخابات رئاسية في 25 يناير/كانون الثاني المقبل للتعجيل بتسليم البلاد لرئيس منتخب. وردد نحو ألف محتج بميدان التحرير في وقت متأخر يوم الأحد هتافات تقول "يسقط طنطاوي" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وفي وقت سابق قام بعض الشبان برشق قوات الأمن بالحجارة والقنابل الحارقة. وجرى تصوير جنود يوم السبت وهم يضربون محتجين بعصي طويلة حتى بعد سقوطهم على الأرض، كما أظهرت صورا أخرى جنديين وهما يسحبان امرأة من ملابسها وكشفوا عن ملابسها الداخلية. وسيظل المجلس العسكري محتفظا بالسلطات حتى بعد اتمام انتخابات مجلس الشعب في يناير/كانون الثاني لكنه تعهد بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب بنهاية يونيو/حزيران القادم. يذكر أن أعمال العنف هذه أدت إلى إحراق مبنى المجمع العلمي المصري الذي يضم وثائق تاريخية يوم السبت. والمبنى هو أحد أقدم الجهات العلمية في القاهرة وأنشأته الحملة الفرنسية بقرار من قائدها نابليون بونابرت، ويضم آلاف الكتب النادرة التي حاول متطوعون إنقاذها وتسليمها للجيش لنقلها إلى دار الكتب.