تفاصيل استشهاد الدكتور خليل ابراهيم ؟ ماهي تداعيات استشهاده ؟ من سوف يحل مكانه ؟ ماهي التحديات والفرص ؟ هل استشهاده الشرارة التي سوف تفجر الإنتفاضة الشعبية ؟ متى يتم التنسيق مع قوى الإجماع الوطني للإطاحة بالأبالسة ؟ استشهاد الدكتور خليل ... التحديات والفرص ؟ ثروت قاسم [email protected] تعزية ! قال : من كان يعبد محمد ، فإن محمدًا قد مات ، ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ! استشهد الدكتور خليل أبراهيم ، مع كوكبة من قواده الميدانيين ، وهو يقاتل من أجل بلاد السودان ، وأهل بلاد السودان ، ومن أجل دارفور ، وأهل دارفور ، في المنطقة الواقعة بين قرية ود بندا ، وقرية ود بحر ، في محافظة ود بندا ، في دار حمر ، شمال ولاية شمال كردفان ، يوم السبت 24 ديسمبر 2011 ! نسأله سبحانه وتعالى للدكتور خليل ابراهيم ولصحبه الكرام المغفرة والرحمة ، وأن يسكنهم فسيح جناته ، بين الشهداء والصديقين ، وحسن أولئك رفيقأ ! ونعزي شعوب بلاد السودان ، وخاصة شعوب دارفور ، في هذا الحدث الجلل ، والمصاب الأليم ! التداعيات ؟ تداعيات استشهاد الدكتور خليل ابراهيم كثيرة ، ومتشعبة ، ومتشابكة ! ولكن ، وعلي الساخن ، يمكننا ، استعراض هذه التداعيات في احدى عشرة نقطة، كما يلي : أولأ : قد يكون للمصائب فوائد نستفيد منها ! ورب ضارة نافعة ! القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، وقصص كثيرة عبر التاريخ الإنساني ، وأفعال نعايشها يومياً ، كل ذلك ، ومثله معه ، يؤكد أن ما نعتقده ضاراً ، قد يكون نافعاً ! وعلينا أن نبحث عن مكمن الفائدة في ماهو ضار ! أو كيف نستثمر الضار ، لنخرج منه الصالح ! + الآية 216 في سورة البقرة تقول : ( عسى أن تكرهوا شيئاً ، وهو خير لكم ! وعسى أن تحبوا شيئاً ، وهو شر لكم ! والله يعلم ! وأنتم لا تعلمون ) ! ( 216- البقرة ) + قال : ( عجباً للمؤمن لا يقضي الله تعالى له قضاء ، إلا كان خير له ، إن أصابته سراء ، شكر ! فكان خيراً له ! وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيراً له ! وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن ! ) ! + كان النبي موسى يعتقد أن فعل الخضر ضار ! فقد رأى الخضر يقتل طفلاً ، ويهدم جداراً ، ويخرم سفينة ؟ فاستنكر فعل الخضر ؟ وكان رد الخضر عليه كما في قوله تعالى : ( ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ) ؟ ( 75 - الكهف ) ثم قام الخضر بإيضاح ما لم يفهمه النبي موسى ، كما جاء في قوله تعالى : ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين ! فخشينا أن يرهقهما طغياناَ وكفرا ! * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراَ منه ، زكاة ، وأقرب رحما ! ) ! ( 79 و80 و81 – الكهف ) ثانيأ : احتضن أبوبكر الصديق جثة الرسول محمد وقد فارقت الحياة ، في غرفة السيدة عائشة ، وخرج إلى القوم ، في المسجد ! قال : ( من كان يعبد محمد ، فإن محمدًا قد مات ! ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ! ) ! قال : من كان يعمل لأجل خليل ، فان خليل قد مات ! ومن كان يعمل لقضية دارفور ، فإن القضية حية لن تموت ! أيقن ، يا هذا ، أن قضية دارفور حية لن تموت ! القضية عادلة ، ونبيلة ! الكفاح يستمر ، حتى النصر ! . ثالثأ : الطريقة التي استشهد بها دكتور خليل تفرق ... وتفرق كثيرأ ! تفرق في حشد التأييد لقضية دارفور ، واستثارة وطنية وحماس وتعاطف جماهير دارفور ، وجماهير الشعب السوداني كافة ! لم يستشهد خليل مطاردأ ! لم يستشهد خليل في سجون وبيوت أشباح الأبالسة ! لم يستشهد خليل برصاصات ليبية في طرابلس ! لم يستشهد خليل في سريره ، لتنوم أعين الجبناء ! لم يستشهد خليل بكلاشات جنجويد البشير ، وهو فار من قرية محروقة بقنابل الأنتونوف الحارقة ! لا ولا ولا ! بل استشهد خليل وهو يقود جيشه ، لتخليص الخرطوم من فك الأبالسة المفترس ، ولكسر القيد الذي يطوق به الأبالسة أعناق الشعب السوداني ! استشهاد خليل وهو يجاهد لتخليص الشعب السوداني من ظلم وقهر نظام البشير الإستبدادي ، سوف يضاعف الزخم للإطاحة بنظام البشير ، وربما كان الشرارة التي سوف تفجر الإنتفاضة الشعبية ! استشهاد خليل في يوم السبت 24 ديسمبر 2011 ، فال خير وبركة ! فقد استشهد في قابلة عيد الميلاد المبارك ، الذي نادى فيه الطفل المقدس أمه مريم ، من تحتها ، وهو يخرج من رحمها ، قائلأ : ... الأ تحزني ، قد جعل ربك تحتك سريأ ! ( 24 – مريم ) استشهاد خليل في يوم السبت 24 ديسمبر 2011 ربما كان محاكيأ لحريقة بوعزيزي في سيدي بوزيد في يوم الجمعة 17 ديسمبر 201 ! عجاجة خليل قادمة ... فترقبوها ! رابعأ : كان للدكتور خليل كثير من الأعداء ، الذين يتربصون به ، وهم يحملون خناجرهم خلف ظهورهم ! + اتهمه بعض الجنوبيين بأنه قاد فرقة دبابين ، وعمل ما عمل في جوبا ، في مطلع التسعينات ! + اتهمه بعض دارفوري الشتات ممن انضموا ، مؤخرأ ، للحركات الحاملة للسلاح ، بأنه كان ينظر إليهم من عل ، ولا يقيمهم كمناضلين ، وإنما كسائقي تكاسي في أنجمينا ، وعمال نضافة في شوارع وحواري أوروبا ! + ولم يكن التيار منسابأ بينه ، وبين بعض قادة الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح ! + كان العداء الشخصي مستحكمأ بينه وبين الرئيس إدريس دبي ، الذي مزق جواز سفره ، وطرده من مطار انجمينا ، ولم يسمح له بالعبور إلى دارفور ! + لم يكتب ثوار ليبيا للدكتور خليل صلاته بالهالك القذافي ، في ميزان حسناته ! + كما وضعته إدارة أوباما في قائمتها السوداء ! وتكر حبات المسبحة ! كانت هذه بعض ( السلبيات ) التي حسبها ضد الدكتور خليل ، بعض ذوي الغرض ، من الذين لا يعرفون ! والتي انعكست ، سلبأ ، على حركة العدل والمساواة ! وعطلت ، شيئأ ، من مسيرتها القاصدة ! ولكن بإستشهاد الدكتور خليل ، سوف تموت هذه السلبيات ، وتختفي من على وجه حركة العدل والمساواة ! ويصير وجهها أكثر نضارة ، وتوهجأ ، ونبلأ ! خامسأ : الرجل الذي سوف يحل محل الدكتور خليل ، في قيادة حركة العدل والمساواة ، يملك صفر أعداء ! مرتبة لم يبلغها حتى الأنبياء والرسل ! متسامح ، متحرر ، واسع الأفق ، لين العريكة ، باسم الثغر ، مثقف عربي وانجليزي وياباني ، دكتوراة قدر الضربة من أشهر جامعات اليابان ، خبرة مستدامة ومتواصلة في العمل السياسي على مستوي القيادات والقواعد لمدة عقود ، محبوب من القادة والقواعد داخل حركته ، وداخل الحركات الدارفورية الأخرى الحاملة للسلاح ! في كلمتين كما في مية : رجل محترم ! ذلكم هو الدكتور جبريل ابراهيم ! سادسأ : الدكتور جبريل ابراهيم مؤهل ، ولديه الخبرة اللازمة لقيادة حركة العدل والمساواة ، بل لقيادة تحالف كاودا الثوري ، والتصدي للتحديات داخل حركته ، وداخل تحالف كاودا ، وكذلك التصدي للتحديات داخل إقليم دارفور ، وداخل بلاد السودان ، وأيضأ علي الصعيدين الإقليمي والدولي ! الدكتور جبريل قادر على تحويل هذه التحديات الصعبة ( ماركة وسأرهقه صعودأ ؟ ) إلى فرص ذهبية ، تقود إلى حل محنة دارفور ، بل إلى حل محنة بلاد السودان ! الدكتور جبريل قادر على ، وراغب في ، وجاهز لتوصيل صخرة سيزيف إلى قمة الجبل ! سابعأ : بتسنم دكتور جبريل ابراهيم قيادة حركة العدل والمساواة ، سوف ترجع إلى حظيرة الحركة الأم كل الحركات التي انشقت عنها في الماضي ، نتيجة خلافات شخصية مع الدكتور خليل ! سوف تري جماهير دارفور في دكتور جبريل ابراهيم نصر الله والفتح ، وسوف تستبشر به خيرأ ! وسوف تري ، يا هذا ، الناس تدخل في خيمة العدل والمساواة ، وفي راكوبة تحالف كاودا ، زرافات، ووحدانا ! ناس من حركات دارفور الحاملة للسلاح ! ومن مخيمات النزوح واللجوء ! ومن الشتات الدارفوري ! ومن شعوب دارفور الصامتة ! ومن شعوب النوبة والأنقسنا ! ومن الشعب السوداني البطل ! ناس من أبو حراز ، وناس من مقاصر ! ناس من همشكوريب ، وناس من قلع النحل ! ناس من كبكابية ، وناس من حسكنيتة ! ناس من هنا ، وناس من هناك ... كلهم يكبون في راكوبة العدل والمساواة ، تحت قيادة دكتور جبريل ابراهيم ! سوف تصبح حركة العدل والمساواة ، تحت قيادة الدكتور جبريل ابراهيم ، بوتقة تنصهر فيها كل قبائل ، وطوائف ، وإثنيات ، وهويات ، بلاد السودان الحدادي مدادي ! وسوف تغني حكامة أم دافوق في جنوب دارفور : JEM .... مبسوطة مني ! ثامنا: سوف يطمئن دكتور جبريل قوى الإجماع الوطني ، والمجتمع الدولي ، وبالأخص إدارة اوباما ، بأن حركة العدل والمساواة ، وتحالف كاودا الثوري ، يسعيان للإطاحة بنظام البشير بكافة الوسائل المتاحة ، مدنية ، وسلمية ! وإن دعا الحال ، عسكرية أيضأ ! سوف يؤكد دكتور جبريل للجميع بأن تحالف كاودا الثوري لا يرتكز ، حصريأ ، على المقاومة المسلحة ! يعرف دكتور جبريل أن المقاومة المسلحة الحصرية سوف تعيق عملية التغيير بالوسائل المدنية ، وربما حولت المنطقة إلى حرب شاملة بين دولتي السودان ! يشرح الدكتور جبريل ، لكل من يلقي السمع وهو شهيد ، بأن الكلام العشوائي عن إسقاط نظام البشير ... كلام بلا معنى ، في حال عدم الإتفاق القبلي على النظام البديل المناسب ، والوسيلة الناجعة التي يمكن أن نحقق بها نظام بديل فاعل ! يعرف دكتور جبريل ماذا لا يريد ( لا يريد نظام البشير ) ! ويعرف ماذا يريد ( يريد النظام البديل الفاعل ) ! تاسعأ : يعتبر دكتور جبريل ابراهيم أن إنشاءَ محكمة الجنايات الدولية من أعظم الإنجازات الإنسانية ، لمحاسبة الطغاة حول العالم ، وحماية المدنيين ، بالقانون الدولي ، وملاحقة مرتكبي الجرائم الإنسانية! وسوف يطمئن دكتور جبريل جماهير دارفور بأنه سوف لن يهدأ له بال ، إذا لم يتم القبض على جميع المتهمين في إبادات دارفور الجماعية ، والجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم الحرب في دارفور ، ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الدولية ! قال دكتور جبريل : العدل وإحقاق العدالة الباب الحصري للإستقرار والسلام في دارفور ! عاشرأ : أكد المبعوث الرئاسي برنستون ليمان ، أكثر من مرة ، وآخرها في واشنطون ( الثلاثاء 13 ديسمبر 2011 ) ، رفض إدارة أوباما الإطاحة بنظام البشير ، أو حتى تغييره سلميأ ! ودعا إلى اصلاح نظام البشير من الداخل ، بالحسنى ، وبالطرق الدستورية ! ، لإضفاء شرعية جديدة على نظام البشير ، بعد انفصال دولة جنوب السودان ، وانتهاء صلاحية اتفاقية السلام الشامل ! أفترض بعض المراقبين أن تصريحات ليمان الفالتة ، قد أعطت نظام البشير ، الضوء الأخضر ليبطش بحركات دارفور الحاملة للسلاح ! وربما يبالغ ليمان ، شيئأ ، ويعلق على استشهاد دكتور خليل ، في وقاحة ، قائلأ : جيش نظامي قتل متمردين ، وخارجين على القانون ! أين المشكلة ؟ لم يعطنا السيد ليمان الوصفة السحرية ، التي تصلح من حال نظام البشير ، وتقلب فسيخه إلى شربات ! خصوصأ ونظام البشير سادر في غيه ، ويرى في الحرب الوسيلة الحصرية لحلحلة مشاكل السودان ! كرر الدكتور خليل ابراهيم ، وقادة حركة العدل والمساواة ، عشرات المرات ، أنهم مستعدون للحوار ، والوصول إلى كلمة سواء مع نظام البشير ! ولكن كان الرئيس البشير ينظر دوما للدكتور خليل ابراهيم كهدف يجب تدميره ، وتدمير حركة العدل والمساواة على رأسه ! سوف يصل السيد ليمان إلى قناعة ، نتمني ألا تتأخر في الظهور لسيادته ، بأن اصلاح نظام البشير من جانب ، والحرب الضروس التي تشنها قواته المسلحة ومليشياته الشعبية ، على مكونات تحالف كاودا ، من الجانب الآخر ... أمران متدابران ، لا يمكن الجمع بينهما ! فإما الإصلاح بدون الحرب ! وإما الحرب بدون الإصلاح ! ليس هنالك منطقة وسطي بين جنة الإصلاح ، ونار الحرب ! أحد عشر : أخيرأ ، نورد هذه الفرية ، التي أوردتها بعض وكالات الأنباء ، لندحضها في مهدها ، حتى لا يصدقها الغافلون عند سماعها ! قال مشاء بنميم : قوات دكتور خليل غنمت سوق قرية الزرنخ في منطقة دار حمر ، بين قرية ود بندة وقرية ود بحر ، في محافظة ود بندة ، في شمال ولاية شمال كردفان ، وقتلت 40 من المواطنين المقاومين ، من منطقة دار حمر! قامت مليشيات جنجودية من قبائل منطقة دار حمر بنصب كمين ( يوم الأربعاء 21 ديسمبر 2011 ) ، لقوات دكتور خليل ، في المنطقة الواقعة بين قرية ود بندة ، وقرية ود بحر ... للثأر والإنتقام لغنيمة ، وكتلة سوق قرية الزرنخ ! جرح الدكتور خليل في الكمين ، وتوفي يوم السبت 24 ديسمبر 2011 ، متأثرأ بجراحه ! ودفنته قواته في يوم السبت 24 ديسمبر 2011 ، في المنطقة الواقعة بين قرية ود بندة ، وقرية ود بحر ! حسب هذه الفرية ، لم يكن هناك أي تواجد لقوات نظام البشير ، ولا ميليشياته ، في موقع الكمين ! تريد أن تقول هذه الفرية أن دكتور خليل مات سمبلة ، في كمين نصبته له مليشيات وجنجويد منطقة دار حمر العربية ! وقد كذب هذه الفرية المراقبون الذين رأوا طائرات الأنتونوف العويرة تحلق فوق المنطقة ، التي استشهد فيها الدكتور خليل ، وقواده ! نواصل ... http://www.sudanyiat.net/up/uploaded...CETU298575.jpg