شعر نشطاء سوريون بنوع من القلق عندما علموا باختيار الفريق الاول السوداني مصطفى الدابي على رأس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية. ويخشى النشطاء أن يتردد المراقبون في التوصية باتخاذ إجراء قوي ضد الرئيس السوري بشار الأسد على ضوء موقف السودان من المحكمة الجنائية الدولية. ولكن ترى جامعة الدول العربية أن الدابي لديه خبرة عسكرية ودبلوماسية تحتاج إليها بعثتها غير المسبوقة. وكانت جامعة الدول العربية قد أرسلت بعثة مراقبين إلى سورية للتحقق من التزام نظام دمشق ببنود مبادرة الجامعة الهادفة الى وضع حد للعنف المستشري في البلاد منذ عدة شهور. وتقول الأممالمتحدة أن نحو 5000 قتيلا سقطوا داخل سورية. ونقلت وكالة "رويترز" عن إريك ريفز، الاستاذ بجامعة سميث كوليدج في ولاية ماساتشوستس الذي درس شؤون السودان، رأيه بأن اختيار الدابي إشارة على أن جامعة الدول العربية قد لا ترغب في عودة المراقبون بنتائج تجبرها على إتخاذ إجراء أقوى. ولا ترغب المعارضة السورية حتى الآن في توجيه انتقادات علنية لبعثة المراقبين التي عليها آمال كبيرة. دارفور وشغل الدابي مناصب حكومية وعسكرية بارزة في السودان، كان بعضها في منطقة دارفور. ويقول مدعي المحكمة الجنائية الدولية إن الجيش نفذ جرائم حرب في دارفور، كما تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى سقوط 300,000 قتيلا هناك. ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية للرئيس السوداني عمر البشير. ولكن تقول الخرطوم إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ولها دوافع سياسية، وتقدر أعداد القتلى في الخرطوم ب10,000 قتيلا. وتشير منظمة العفو الدولية إلى أن الاستخبارات العسكرية السودانية، التي تولى الدابي قيادتها عام 1989، "كانت مسؤولة عن اعتقال عشوائي وعمليات اختفاء قسري وتعذيب ومعاملة سيئة للعديد من المواطنين داخل السودان." وشغل الدابي منصب مدير الامن الخارجي في السودان قبل أن يتولى منصب نائب رئيس أركان الجيش السوداني للعمليات العسكرية منذ عام 1996 الى 1999. كما شغل أربعة مناصب على الأقل لها علاقة بدارفور كان من بينها منصب منسق بين الخرطوم وقوات حفظ السلام الدولية. واختير الدابي سفيرا للسودان في منذ عام 1999 إلى عام 2004. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الدابي رجل عسكري له "خبرة كبيرة جدا"، ستكون مفيدة لم تقم بها الجامعة من قبل. وأكد العربي في تصريحات لوكالة "رويترز" على أن مهمة بعثة المراقبين ليست سهلة، مشيرا إلى أنه "لم يُطلب من الجامعة ذلك من قبل." ولكن عمر إسماعيل، من حملة "مشروع كفاية" المناهضة للإبادة الجماعية والتابعة لمركز التقدم الأميركي البحثي، وصف اختيار الدابي بأنه "مربك". وأضاف إسماعيل "يجب على المحكمة الجنائية الدولية التحقيق مع الدابي لوجود أدلة على ارتكاب جرائم مماثلة في السودان، بدلا من جعله على رأس فريق مكلف بالتحقيق في مزاعم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سورية."